الجزء 21

22 1 0
                                    

#الجزء_21

فتعجب من سؤالي وقال:
🔹ما الذي يذكرّك بهذه العقبة؟ وما وجه سؤالك عنها من بين العقبات الأخرى
قلت له:
🔸إني لم أحصي جميع العقبات، بل الكثير منها كنت غافلاَ عنها ولكن عقبة مساعدة الفقراء والمساكين ذُكرت في القرآن الكريم بقوله تعالى: { فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ }
ما إن انتهيتُ من تلاوة الآية حتى قال العمل الصالح:
🔹لو تمعنتَ في هذه الآية، لرأيت أنها لم تُذكر فقط عقبة مساعدة الفقراء بل ذُكِرتْ عقبات أخرى وهي تخليص الناس من الرِّق والعبودية بمختلف أنواعها، والأخرى رعاية اليتيم وأداء حقوقه إبتداءً من ذوي الأرحام وانتهاءً بعموم يتامى المجتمع والأخرى مساعدة الفقراء والمساكين وسدّ حاجاتهم من الطعام وغيره، ثم ذُكِرت عقبة الإيمان، والصبر، والرأفة بالناس، حيث الآية التي بعدها تقول: { ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ}

◀️ عَلِمتُ أن العقبة القادمة هي عقبة صِلة الرحم، فاستحضرتُ علاقتي بأقربائي وأهل بيتي، وقلتُ لعملي الصالح:
🔸إنني كنتُ أصل رحمي، وكان لديّ برنامج تفقد القريب والبعيد منهم،كنت أساعد المحتاج منهم وأرشد من يلزم الرشاد.
كنتُ لا أبخل عن مدّ يد العون إلى أيّ شخصٍ يطلبها مني...
قاطعَ كلامي بقوله:
🔹إذا كنتَ كذلك فلماذا أراكَ قد اصطحبتَ الخوف معك، فهل كان يُخالِط أعمالك رياءٌ، وحبُّ سُمعةٍ بينهم؟
🔸الله يشهدُ أني كنتُ مراقباً لنفسي في كل أعمالي هذه، وقد وبختها في كثيرٍ من مواقع صِلة الرحم التي كنت أحسُّ قد خالطها شيء مما تقوله، أو من الشعور بالمِنَّة والتفضّل عليهم. كنتُ أحادِثُ نفسي وأُصارعها، وفي آخر المطاف أُقنعها بأن الفضل أولاً وآخراً لله تعالى، فهو المتفضّل عليّ برزقه أن مكنني من مدّ يد العَون لهم، وهو الذي أعطاني العافية في الجوارح لعيادتهم وتفقدهم، وهو الذي وهبني العِزّة والكرامة بينهم، فأيّ فضلٍ لي عليهم؟
قال العمل الصالح:
🔹إذن لم تخبرني عن أيّ شيء يُخيفك في تجاوز واقتحام هذه العقبة.
🔸المشكلة أن الحساب هنا ليس كحساب عالم البرزخ، فهو دقيق للغاية، ولا يترك ذرّة إلا وأدخلها في المحاسبة والميزان، حتى دقائق الأفكار، وذرّات خواطر القلوب، وهذا ما شاهدته في العقبات السابقة، إذ واجهتُ صغائر أعمالٍ ما كنت أتصور يوماً أن أحاسب عليها!

تقدمنا باسم الله لاقتحام عقبة صِلة الرحم... ولم أواجه بحمد الله مطبّات تعرقل مسيري فيها، ورأيت الكثير من الخلق قد تخلّفوا عني وحبسوا فيها.

أكملنا جميع متطلبات العبور واقتربنا من الخروج منها و .....
يا إلهي ماذا أرى؟!

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

#في_أمواج_القيامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن