الجزء 36

13 1 0
                                    

#الجزء_36

✨ فرحتُ كثيراً بعد أن سمعت إسم صديقي مؤمن، وتمنيتُ اللقاء به لأشكره على ذكره لي، ووفاءه بوعده معي، عندما قال لي في ساحة المحشر أنه لن ينساني، وأنه سوف يشفع لي في المواطِن التي يمكن له فيها ذلك.. إنني لا أنسى فضله في دار الدنيا حيث زرع بِذرة الإيمان في قلبي.

✨شربتُ من كأس ماء العين التي بيَدِها، سبحان الله ما أعذب هذا الشراب، وما أعظم أثره على نفسي، بعد شرابه أحسست بطهارةٍ في قلبي من كل رجس وغِلّ وملَكة لا تليق بمقام القُرب من الله.

✨وقفنا على أبواب الجنة حتى أطلّت عليّ إشراقة عملي الصالح بعد فراقٍ طويل، سلّم عليّ وعانقني، ثم قال :
ألم أقل لك يا سعيد سيأتي اليوم الذي أقودك فيه إلى الجنة، وها أنت على أبوابها.

إنطلقنا نحو أبواب الجنان ولكني رفضتُ الدخول، وتأخرت عمّن دخلها..
فسألني الملائكة عن سبب تأخري فأخبرتهم أني لا أدخل الجنة حتى أشفع لأهل بيتي.. (١)

✨ أريد الشفاعة لأمي المسكينة التي تركتها خلفي في عقبة صِلة الرحم، ولا أعلم أين سارت بها أمواج الحساب.
أريد أن أشفع لأختي التي لا أنسى فضلها عليّ في دار الدنيا، فقد تكفلَّت بتربية ولدي اليتيم الأبَويْن حتى أصبح من المؤمنين المتخلّقين بأخلاق الأسلام، والمدافعين عنه بالقلم واللسان .

✨تقدم نحوي أحد الملائكة ، فتكلم معي بلطفٍ بعد أن بارك لي بالنجاة والفوز بالجنة ونعيمها،
وقال لي:
🔹إن مرتبتك لا تُجيز لك الشفاعة في جميع أهل بيتك، وإن البعض منهم من له ذنوب ما لا تسمح له باستقبال شفاعتك فيه .
🔸أخبرني عن أي شخص منهم يمكنني الشفاعة له .
🔹يمكنك ذلك لأختك فقط دون غيرها.
🔸آه! والآخرون ؟! وأمي كيف السبيل لنجاتها؟
🔹إن أمّك لا تزال محبوسةً معذّبةً في عقبة صِلة الرحم، وأمامها عقباتٌ عديدة لم تتجاوزها بعد.

✨ولما رأوا إصراري على مطلبي قبل دخول جنتي، قال أحد الملائكة إذاً أدعوا الله أن يشفّعك في أختك .

😭 ألقيتُ بنفسي ساجداً داعياً الله تعالى ، باكياً، مستحضراً فضل الله العظيم عليّ بنجاتي من النار .
ناجَيتُ ربّي أن: (( يا إلهي ، يامن سلطان الآخرة بيده ، يا من لا يشفع أحدٌ في غيره إلا بأذنه ، أسألك بحق الأنوار التي خلقتها وخلقت كل نور منها إلا ألحقتَ أختي بالجنة.))

لم أغادر موقعي ولم أدخل جنتي ، وكنتُ أنتظر قدومها بشوقٍ عظيم..

طالَ انتظاري على أبواب الجنة حتى جائتني حوريةٌ منها ، تلتمسني دخول الجنة ، وتخبرني أن رفيقاتها بانتظاري .

قلت لها : أشكركِ كثيراً ولكني انتظر قدوم أختي معي، فقبل رحلتي من الدنيا تعاهدنا في يوم الغدير أن لا يدخل أحدنا أبواب الجنة حتى يشفع كل منا للآخر، وأنا لا أريد أن أخلف عهدي معها .

✨ بقيتُ أنتظر إلى أن جاءتني البُشرى بقدومِها.. نعم إنها هي قد وصلَت إلى أبواب الجنان...
------------------
(١) في بحار الأنوار، عن أبي جعفر (عليه السلام) : إن لرسول الله (صلى الله عليه وآله) الشفاعة في أمّته ، ولنا شفاعة في شيعتنا، ولشيعتنا شفاعةٌ في أهاليهم...

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

#في_أمواج_القيامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن