الجزء 26

16 1 0
                                    

#الجزء_26

جاءَني النداء مرّة أخرى بما معناه :
عبدي.. ماذا تريد مني ؟
قلتُ: ربِّ تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك، أريد النجاة من النار.

تأخر الجواب هذه المرّة من العليّ الأعلى، فخشيت أن يكون قد أعرض بوجهه الكريم عني، فناديته :
😭 " إلهي لم اعصكِ حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد، ولا بأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون، لكن خطيئة عرضت وسوَّلت لي نفسي، وغلبني هواي وأعانني عليها شِقوتي، وغرّني سترك المرخى عليّ ".

😌 فأحسست باطمئنان وقُمت من مقامي بسم الله الرحمن الرحيم، متوكلاً على الحَيّ القيوم، ملتمساً النجاة بحبي واتباعي للنبي وآله..

فتقدمت لأضعَ القدم الأولى على الصراط، فسمعت نداءً من عملي الصالح ينادي باسمي،
ويقول :
❗️سعيد، إحذر أعمالك السيئة أن تزلّك على الصراط، فتقع في هاوية العذاب .
إلتفتُ إليه و أجبته: إن شاء الله.

😰 وضعت القدم الأولى ولساني يردد:"يا محمد يا علي، يا علي يا محمد، إكفياني فإنكما كافيان، وانصراني فإنكما ناصران".
فأصبحَت لي جرأة على التقدم والعبور، فوضعت القدم الثانية، وأنا أتلو الآية الكريمة: { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

وضعتُ القدم الثالثة، وقدّمتُ الرابعة أملاً في المضي أكثر، إذ رأيت نفسي لا تزال بخير، ولم أزلّ عن الصراط حتى الآن ، ولكن.....!

😰 فوجئت بظهور القبيح الأسود أمامي..
آه إنه خُلاصة أعمالي السيئة يقف في مسيري، ولا مجال للفرار منه..

تقدم نحوي، ووقفت أنا في مكاني مثل خشبةٍ يابسة أنظر إلى الصراط فأراه شعرة في دقته، وسيف في حدته، وأنظر لما تحته، فأرى جهنم سوداء مظلمة ملتهبة، تنادي هل من مزيد؟!

وصل بالقرب مني فسألته :
🔹ماذا تريد مني في هذا الموقف؟
🔺 أريد أن أوقعك في النار لتحترق فيها! أما كنت تعلم أنّ عمل السيئات يُدخلك النار، ألم يقل لك ربّك { وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

إذاً فلا تلُمني ولُم نفسك، وإنما معاملتي هي طِبق القانون التكويني الذي وضعه الله لخلقه ، وقد أرسل لكم في الأرض من يبلّغكم به، ويحذّركم منه.

قلت : سبحان الله هذا من صُنع نفسي!

❗️قال: إنّ كل من يتعلق بالدنيا، ويعمل لأجلها، ظناً منه أنها دار مقرّ لا دار ممرّ، سوف يسقط في الهاوية، وتكون النار مستقراً له في الآخرة، ومقدار العذاب فيها إنما يتبع درجة تعلقه بي.

قال ذلك ودفع بي حتى تحركت قدمي وزلت عن موضعها، وتحركت الأخرى، وخرجتُ عن الصراط لأسقط في هاوية النار...

لحظاتٌ لا تنسى، إنها لحظات السقوط من الصراط متجهاً نحو جهنم....

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

#في_أمواج_القيامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن