#الجزء_40
✨ دخل علينا الملائكة وهم في غاية الجمال
قالوا جميعاً لنا { سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }
فرددنا عليهم السلامكان أحدهم يحمل طبقَين في كل طبق أربعة أكواب، وآخرٌ يحمل طبق فيه أنواع الفاكهة،
وآخرٌ يحمل طبق فيه لحم طيرٍ مشوي،✨ سألتهم من تكونون، فأجاب أحدهم :
نحن خُدّام الجنة من الولدان المخلّدين .
إلتفتُ الى زوجتي الحوراء وقلت لها: ما أَصْدَقَ وعد ربنا حينما قال:
{ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُون* بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }وضعوا كل ما أتوا به وانصرفوا، فأحسست بعظيم نِعم الله التي أعطانيها، ماذا فعلت خلال عمري القصير حتى أُجازَى بكل هذا، وأُعطَى كل هذه الكرامة من عنده ؟
✨ ناديتٌ ربّي نداء العبد لمعبوده، والفقير إلى المُنعم عليه : يا ربّي
🙏🏻(( تقدسَت أسماؤك، وعظمت آلاؤك، فأيّ نعمك يا إلهي أحصي عدداً وذِكراً، أم أيّ عطاياك أقوم بها شكرا، وهي يا رب أكثر من أن يحصيها العادّون، أو يبلغ عِلماً بها الحافظون)).جرَت على خدي دموع المقصّر المعتذر من ربّه مقابل عظيم نعمه، وتنحَيتُ جانباً من الغرفة ، ودعَوت ربي متذللاً خاشعاً : يا إلهي
🙏🏻(( لو حاولتُ واجتهدتُ مدى الأعصار والأحقاب لو عُمّرتها، أن أؤدي شُكر واحدةٍ من أنعمك ما استطعتُ ذلك، إلا بمنك الموجب عليَّ به شكرك )).إستغربَت الحوراء حالي بعد أن تركتها مع ما لذّ وطاب من الطعام والشراب .
فلحقتني وجلسَت جنبي لِتَهب لي الطمأنينة والسكون ثم قالت :
✨عزيزي سعيد ، ليس أنت الوحيد الذي يشعر بتقصيره أمام خالقه، إن الله تعالى متفضّلٌ على كل مخلوقاته، وما من أحد له المِنّة عليه في طاعته ، ولو حاسب الله الجن والأنس بعدله ما نجا أحدٌ منهم قط..
فهم أطاعوه بالجوارح التي وهبها لهم، وذكروه باللسان الذي منحه إليهم، وأعطوا الصدقة والخُمس والزكاة من المال الذي وكّلهم عليه، فأي مِنّة للخلق على الله ؟ لكنه مع ذلك يهَب من أطاعه كل هذه الجنان والنعيم !😭 صحيحٌ يا عزيزتي، ولكن ألا يستحق ربنا العشق من عباده ؟ وهل يغفل العاشق عن معشوقه ؟ أو يهدأ الحبيب عند فراق محبوبه ؟ وأنا أشعر الآن بالتقصير أمام ربي أن عبدته وأطعته في الدنيا خوفاً من ناره وطمعاً في جنته، لا حباً له وشكراً له على أنعمه...
وعاد الدمع يجري لأناجي ربي هذه المرة بلسان العاشق له :
🙏🏻(( إلهي لو قرنتني بالأصفاد ، ومنعتني سَيْبك من بين الأشهاد، ودللتَ على فضايحي عين العباد، وأمرتَ بي إلى النار، وحُلتَ بيني وبين الأبرار، ماقطعت رجائي منك، ... ولا خرج حبك من قلبي )) فكيف وقد أدخلتني الآن جنتك، وأغرقتني في نعمك التي لا تفنى ولا تزول...✨لم يمضِ وقتٌ طويل حتى جاءني رسولٌ، فدخل علينا بعد الأستئذان ،
وقال : (( إن الله يحب خلقه منذ خلقهم، وأراد لهم الجنة، وعرّفها لهم، وأنار لهم طريقها عبر الأنبياء و الرسل، وضاعف لهم أعمالهم، فجعل الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها، كي تثقل موازينهم..
وقبِل منهم يسير الطاعة، وغفر لهم عظيم المعصية، كل ذلك كي يدخلوا الجنة، ويتنعموا بنعمه، وقد رضِيَ على كل من دخلها ، وكُتبت له الأبدية فيها )).✨ كان كلام الملك لي كالماء البارد الذي صُبّ على قلبي الملتهب ، وأحسست بتمام السعادة وكمالها حين علمتُ برضا الرب عني .
كما عزز ذلك الرضا أن جاءني ألف ملك بعد أن استأذنوا مني، وفُتحت لهم الأبواب، ودخل كل واحد منهم يحمل باقةً من ورود جنة المليك المقتدر .
أَخبَرَني كبيرهم بعد أداء التحية والسلام أن : العليّ الأعلى قد أرسلهم لتهنئتي ، والمباركة بزواجي من الحور العين...#يتبع
#في_أمواج_القيامة
أنت تقرأ
#في_أمواج_القيامة
Spiritualانتهت قصة #تحت_أجنحة_البرزخ ماذا بعد البرزخ ؟ ماذا سيحصل و ما هو مصير الأموات ؟! تابعونا في قصة #في_أمواج_القيامة التي تتحدث عن علامات الساعة و أحداثها وما يجري يوم القيامة الكبرى... انتظرونا مع أحداث شيقة !