الجزء 38

10 1 0
                                    

#الجزء_38

لم أكن قد دخلت جنتي بعد.. فسألتُ عملي الصالح أن يأخذني إليها.. فذهبنا و دخلتها..
وأيّ جنةٍ ساحرة! وأين هي من جنّات الدنيا وجنّات عالم البرزخ !

✨تقدمنا في المسير داخل الجِنان، وفيها ما لا عَينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشَر، حتى وصلنا إلى أول قصر من قصورها، نظرت إليه فرأيته من فضّة، مُشرقاً بالدُرّ والياقوت قد وقف على أبوابه الملائكة وحور العين..

✨ أكملنا مسيرنا، حتى أتينا إلى قصرٍ من ذهبٍ مُرصّع بالدُرّ والياقوت، فأخبرني الملك أنه مُلكي، وهناك ما هو أعظم منه .
تابعنا مسيرنا ومررنا بقصورٍ عديدة أخرى، حتى وصلنا إلى قصرٍ في غاية الجمال، يُرى باطنه من ظاهره، وظاهره من باطنه، ليس له حدٌّ في سعته، ولا نهايةٌ في علوه، وما رأيتُ مثيلاً له في جماله وعظمته .

✨ تبسّم عملي الصالح بعد أن شاهد القصر ، وتمعن فيه ثم قال:
🔹يا سعيد، لقد كنت مهندساً في الدنيا، وذو خبرة عالية في تصميم الأبنية، فما رأيك بهذا القصر؟
أجبته مبتسّماً:
🔸لو اجتمع عظماء مهندسي الدنيا على بناء غرفة واحدة من غرفه، ما تمكّنوا، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.

✨ تجَولنا قليلاً في حديقة القصر، وكانت الورود تُحيّينا، وتُغيّر من ألوانها بين الحين والآخر...توقفت عند أحدها بعد أن رأيتها مسرورةً جداً بقدومنا، وقالت:
🌷 أنا وردةٌ خلقني الله قبل آلاف من السنين ، وكنتَ أنت السبب في خلقي ، فلك المِنّة عليّ أن أخرجتني إلى عالم الوجود !
سألتها مستغرباً :
🔸وكيف كنتُ أنا سبب وجودكِ ؟
قالت وكأنها واثقة من كلامها:
🌷 أنت الذي صنعت هذا بعملك الصالح في الدنيا والذي تراه أمامك الآن، وهذا القصر العظيم أنت بنيته بعملك لبنة بعد لبنة منذ ذلك الوقت، وهذه الورود والأشجار والأنهار أيضاً.

🌴 وقد كان المناخ ذا عذوبةٍ بالغة، ونور معتدل، لا ترى فيه شمس ولا زمهرير.. توجهنا بعد ذلك نحو شجرة لفتَت نظري من بين الأشجار، وتوقفت عندها فبهرني جمالها، إلتفت نحو الملك، وقلتُ له :
🔸ما اسم هذه الشجرة؟
قال:
🌿 إنها غصنٌ من أغصان شجرة طوبى التي يمتد جناح ظلّها على الجنان كلها، وأصلها من رضوان، وماءها من تسنيم، وما في الجنة من قصر ولا دار إلا وفيه فرع منها.
قلت مندهشاً:
🔸سبحان الله إذا كان هذا غصنٌ من أغصانها فكيف يكون أصلها ؟!
قال:
🌿 إنّ أصلها في دار خاتَم الأنبياء ووصيه عليّ عليهما السلام
🔸وهل دارهما واحدة ؟
🌿نعم إن دارهما واحدة وفي مكانٍ واحد من جنّة عدن، عند قبّة الرضوان، وما قصرك وجميع ملكك إلا كذرّة من ذرات تراب جنة الخاتَم وأهل بيته عليهم السلام!

ثم قال الملك:
من الأفضل أن نترك التجوّل في حدائق القصر إلى وقتٍ آخر، وندخل الآن الى غرفه، فإن زوجتك علمت بقدومك، وقد بلغ شوقها إليك كبيراً..

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

#في_أمواج_القيامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن