الجزء 28

16 1 0
                                    

#الجزء_28

🔥 مضَينا في مسيرنا مرّة أخرى، ويبدو أن الطبقة الأولى من جهنم أيضاً لها دركات مختلفة من العذاب، وشاهدتُ في بعضها رجالاً تُقطّع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، ثم يُرمى بها، وبعد السؤال علمتُ أنهم كانوا خطباء الناس وشعرائهم الذين يقولون ما لا يفعلون.

🔥 وفي بعضها رأيتُ عقارب سوداء حجمها كالبغال، تلسع بعض الناس، فيهربون منها، ولكن هيهات لهم الفرار، إذ تستقبلهم حيّاتٌ سوداء، مرعبةٌ ضخمة في هيئتها، طويلة أنيابها، تخرج النيران من أفواهها لتلسعهم هي الأخرى، فيصرخون ويهربون منها ليعودوا للعقارب من جديد، وهم كذلك في دوّارة بين هذه وتلك.

☄ قال لي أحد الملائكة ذات مرّة : إن مأموريتنا إيصالك إلى وادي الموَّحدين، ولا تخف كثيراً، فإن ما تشاهده في هذه الطبقة من جهنم هو أقل درجات العذاب فيها، وسوف لا نقودك إلى الطبقات السفلى منها.

🔥 استمرّ مسيرنا في أخفّ طبقات جهنم كما يزعمون! حتى انتهينا إلى مجاميع من نِسوَةٍ كُنَّ يُعذبنّ بألوان العذاب.
أوقفوني هناك، وقال لي أحد الملائكة المأمورين معي بعد أن أشار إليهِنَّ:
❗️لا تظن أنهُنَّ من الأمم السالفة، بل من أمة نبيّكم خاتَم الأنبياء.

😰 تمعنتُ فيهنّ فأنكرت شأنهنّ، وارتعشَت فرائصي لعذابهن، إذ رأيتُ امرأةً معلقةً من شعرها، ويُسمع صوت غليان دماغها، وفوران أحشاء رأسها.
وأخرى معلقةً من لسانها، والحميم يصبّ في حلقها، وأخرى كانت تأكل لحم جسدها وتقطعه بأنيابها، وقد توقدت النار من تحتها ألوان عذاب لا يتحمّلها الناظر لها، فكيف بمن وقع فيها!

😰 وجهت نظري نحو مجاميع أخرى، فوقع بصري على امرأةٍ قد شدّت رجلاها إلى يديها، وقد سُلطَت عليها العقارب والأفاعي تلدِغ بها، ولفتَ نظري إمرةً أخرى كان رأسها رأس خنزير، وبدنها بدن حمار، وهي تُعذَّب بأنواعٍ لا تحصى من العذاب.
وأخرى على صورة كلب والنار تدخل وتخرج منها، والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامِع من نار...!

😰 أصابني خوفٌ شديدٌ ممّا رأيته، وقلت سبحان الله! أهذا مصير نساء أهل الدنيا اللواتي اغترَرْنَ بها؟
قادَني فضولي إلى أن أسأل الملائكة، عن عمل وسيرة النساء في الدنيا حتى يُسلَّط عليهِنَّ هكذا أنواع من العذاب .
أجابني، وقال:
❗️أمّا المعلّقة من شعرها فإنها كانت لا تستره عن الرجال،
وأمّا المعلّقة من لسانها فكانت تؤذي زوجها،
وأمّا التي تأكل جسدها وتقطعه بأنيابها، فهي التي كانت تزيّن بدنها وتجملّه للناس،
وأمّا التي شُدّت يداها إلى رجليها، والعقارب والأفاعي تلدغ بها، فإنها كانت قذرةً في ثيابها، ولا تراعي وضوئها، ولا تتنظف بالإغتسال من النجاسات التي توجب الغُسل عليها.

❓وما بالُ التي رأسها رأس خنزير ، وبدنها بدن حمار؟
أجاب وقال: هي النمّامة الكذّابة ،
والأخرى على صورة الكلب فهي النواحّة المُغنّية.

انطلقنا بعد توقف يسير حتى اقتربنا من شجرةٍ كبيرةٍ جداً تخرج في أصل الجحيم...

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

#في_أمواج_القيامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن