الجزء 14

18 2 0
                                    

#الجزء_14

بادرني الملك المأمور معه بقوله:
🔺إنّ لهذا مبلغ لديك لم تؤدِّه إليه في الدنيا، وهو الآن يريد أخذ ما يعادله منك..

سألته مستغرباً عن زمن ذلك وكَيفيته، فأجاب :
🔺لقد كنتَ تتسوق منه يومياً ما يلزمك للعشاء لك ولرفاقك منه، وذات مرّة إشتريت منه بيضةً واحدة، فأعطيتَه مبلغاً بعملة ذات فئة كبيرة، فاستحى أن يصرِفها لك لأن المبلغ كان زهيداً، لذا قال لك أن لا تثريب في ذلك، يمكنك إضافتها على الحساب القادم، ولكنك استحقرتها ولم تؤدِّها إليه، فبقيَ مبلغها في عنقك حتى انتقلت من الدنيا للبرزخ بالموت، وانقطع بك السبيل، وما كان أحد في الدنيا يعلم بهذا الأمر كي يؤديه عنك.

خاطبتُ الرجل ملتمساً إيّاه :
🔹 ألا تهبها لي ؟ إني بأمس الحاجة إلى حسنة واحدة، وأنت تريد أن تأخذ مني حسناتي.
لم يعبأ الرجل بكلامي، وقال:
🔸 ألا تَرى بدني يتوهج من شدّة حرارته ؟ إنني أريد أن أضع إصبعي في بدنك فلعلّه يبرد قليلاً ... ولو للحظة واحدة .

☄نظرت إلى إصبعه فرأيته متوقداً محمراً كالجمرة الحمراء !
لم يترك لي فرصة النطق بكلمة واحدة، إذ مدّ يده نحوي وغرز إصبعه في عنقي، ولشدّة حرارته أحدث ثقب فيه، وصَهَر ما حوله..
صرخت صرخةً عظيمةَ من شدّة الألم سمعها من في المحشر، وبقيتُ أتلوى ألماً وحرقةً، وبكيت بكاءً عظيماً.. فلا أدري على أيّ شيء أبكي..
أبكي لعظيم ألمي..أم لحرقة بدني..
أم لندامتي على غفلتي واستحقاري لهذه وغيرها من تبعات عالم الدنيا.

🔥مضت مدّة طويلة وأنا أتألم ممّا أحدَثه هذا الرجل في بدني، بل أُضيفت فوقه تبعات أخرى ومظالِم عدّة ما كانت في الحسبان، بل ما كنت أتوقع يوماً أن يأتي أصحابها وينتزعوا ما يعادلها مني، وذلك لتفاهة قيمتها كما كنتُ أتصور في دار الدنيا!

🥖ذات مرّة أتاني شخصٌ ما كنت أعرفه، وقال إن مظلمته عندي أنه ذات يوم كان واقفاً في صفّ شراء الخبز، فأتيت أنا لشراء الخبز أيضاً، وكان بعض من الوافقين عمّال في الشركة التي كنت أعمل فيها مهندساً، فقدَّموني أمامهم، فتقدمت، وما حسبت أني اخذت حق من كان يقف خلفهم، وقد كان هذا الرجل أحدهم، فامتعض من فِعلي هذا، وجاء اليوم ليأخذ حقّه مني! وقد أخذه وذهب بحاله .

🕌وذات مرّة جاءني شخصٌ يطالبني بحقّه في الجلوس في الصف الأول من صلاة الجماعة، إذ أتيت في يومٍ من أيام الدنيا لأداء الصلاة، ورأيت الجمع مجتمع، والصفوف ممتلئة، فقدّمني أحدهم للصف الأول وطلب من الشخص المذكور القيام كي أجلس أنا محله، فقام دون رضاه، وقبلت أنا ذلك لغفلتي أني قد أخذت حق أسبقِيَته في المكان !
وعندما أخذ حقّه مني الآن نكستُ نكسةً كبيرةً وانكسار عظيم..

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

#في_أمواج_القيامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن