الجزء 27

16 1 0
                                    

#الجزء_27

نعم إنها لحظات الوقوع في النار، وقد بلغَت فيها حسرتي وندامتي ذروتها، وملامتي لنفسي قمّتها، فقلتُ لها يا نفسي :
❗️أما كنت تعلمين أن من تغرّه الدنيا وزينتها يكون مصيره الآن ما أنا سائرٌ إليه ؟
❓أمَا كان الأجدر بكِ أن تستثمري ساعات الدنيا القصيرة بما يُنجيك من ذلّة وعذاب مواقف القيامة التي مضَت، وما ينتظركِ أقسى وأمَرّ؟
يا نفسي ذُوقي عذاب النار، فما أصبرك عليها!!

😰 وصلتُ الطبقة الأولى من جهنم، فجرّني خزانها إليهم، وسحبوني نحوهم.. قيّدوا عنقي بالسلاسل ثم حملوني وسلكوا بي طريقاً طويلاً في جهنم ، وخلال ذلك شاهدت مناظر يشيب الرأس لرؤيتها، فكيف بمن هو مستقرٌ فيها.

🔥رأيتُ بِركةً تسمى ((ماء الحميم)) يُسمع من على بُعدٍ فوران ما فيها، ورأيت أناساً يشربون منها، فتتورم شفاههم العُليا حتى تغطي أنوفهم وأعينهم ، وتتورم شفاههم السفلى حتى تصل إلى صدورهم .
وهناك أناسٌ آخرون يشربون من بِركة ، ذات رائحة نتنة عفنة مملوءة بعرق الكفار ودمائهم، تسمى ((غسّاقا)) .

🔥 ومررنا من بعيدٍ على مواقع في جهنم، فرأيت ناراً عظيمة مشتعلة، وملائكة الغضب يُلقون الناس فيها وينادونهم ألَم يأتكم نذير؟! وكلما ألقوا فيها فوج ازدادت توقداً وسعيراً، وسُمع لها شهيقاً وزفيراً ،
وبين مدّة وأخرى يُخرَجون منها وقد احترقَت جلودهم، فصارت كالفحم الأسود ، والنار ملتهبة في أحشائهم التي باتَت ظاهرةً بعد أن انسلخ الجلد منها .

كنتُ أشاهد تَوسلهم بالملائكة حين يُخرَجون أن لا يلقوهم في النار مرّة أخرى، وأسمع صراخهم وندائهم أن يا مالِك لِيَقضِ علينا ربّك، فيأتيهم الجواب من خازن تلك النار أن لا فائدة من صراخكم هذا، إنكم فيها ماكثون.

😰 إزددتُ خوفاً واضطراباً حين شاهدتُ تلك المناظر المُرعبة والمشاهد المخيفة، فأنا لا أعلم إلى أيّ أمرٍ سيؤول مصيري...

مضَينا حتى وقفنا عند مجموعة من الملائكة وقد اجتمعوا حول إنسانٍ يعذبوه.
شاهدتُ عذابه وكيف كانوا يضربوه بمقامِع من حديد مُحمّر بينما كان ذلك الشخص يصرخ ، ويقول : أمَا ترحموني... فأجابوه : كيف لو قذفنا بك في نار جهنم التي لم تدخلها بعد!

😰 صرفتُ نظري عنه بعد أن أصابتني رعشةً في بدني من قساوة ما شاهدته، وشابَ شعر رأسي خوفاً من أن يكون عذابي مثله.

لم يمضِ وقتٌ حتى سمعتُ ذلك الإنسان وقد صرخ صرخةً عظيمةً، فالتفتُ نحوه وإذا به قد قذفوه في أعماق النار...

توجه أحد الزبانية الذين كانوا يعذبونه إلى الزبانية المأمورين معي وقال:
لقد هوَى في العذاب سبعين ألف سنة ! فماذا عن صاحبكم؟
أجابوه: إنه من أمّة النبيّ الخاتم محمد (صلى الله عليه وآله) ونحن قد أُمِرنا بإيصاله إلى وادي عذاب الموحدين من أمٍته..

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

#في_أمواج_القيامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن