#الجزء_10
😭جفَّت دموعي من شدّة البكاء على نفسي فأصبحت أبكي دماً، وما رأيت أحداً قبل هذا الموقف يبكي ولكنني بكيت .... ! أسفاً على لحظات الدنيا التي انقضت ولم أستثمرها كما ينبغي، ولم أتزود منها بالزاد الوافي لهذه المواقف والأيام.
كل من في المحشر مشغولٌ بنفسه، فلا أحد من الجن أو الإنس، ولا من الملائكة ينظر إليّ فيسألني عمّا بي أو يترحم عليّ سِوى عملي..
قلت لعملي الصالح :
🔹بالله عليك قُل لي شيئاً يُهوِّن عليّ ما نزل بي، ويطمئن قلبي الملتهب حسرةً وندماً..قال :
🔸إن شاء الله ستنال الشفاعة في آخر المطاف، وسأقودك حينها إلى الجنة، فإنه لديّ الأمل بذلك .
سألته مستغرباً :
🔹ومتى يكون ما تقوله ؟
طأطأ رأسه وقال:
🔸إن ذلك لا يكون إلّا في آخر موقفٍ من مواقف القيامة الكبرى، إذ لا سبيل لها الآن .🔹 إنك لم تُطفئ ناري المشتعلة في أحشائي، إن قلبي يلتهب الآن ! وتقول أني أنال الشفاعة بعد خمسين ألف سنة !
🔸 يا عزيزي ، إنك تعلم أني خلاصة أعمالك الصالحة، وملَكاتك الحسنة، فلا تتوقع مني أكثر ممّا ادخرته لنفسك في عالَم الدنيا، ولو كنتَ أعطيتني من القوة أكثر ممّا لديّ الآن، لتمكَّنتُ من تخفيف بعض آلامك، ولكن لا تقنَط من رحمة الله، ولا تيأس من فضله...
لم يُكمِل كلامه حتى سمِعنا نداءً هزّ أهل المحشر، وسمِعه أولهم كما سمِعه آخرهم :
(( يا معشر الخلائق أنصِتوا واستمعوا منادي الجبّار ))إنكسرَت الأصوات عند ذلك، وخشعت الأبصار، وفزعت القلوب، ورفع الجميع رؤوسهم مُنصتين (( مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعٌِ ))،
فكان النداء :
📢 يا معشر الخلائق إنّ الله تعالى يقول: (( أنا الله لا إله إلّا أنا الحَكَم العَدْل الذي لا يجور، اليوم أحكمُ بينكم بعدلي وقِسطي، لا يُظلَم اليوم عندي أحد، اليوم آخذ للضعيف من القوي بحقّه، ولصاحب المظلَمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات والسيئات، وأُثيب على الهِبات، ولا يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظالِم، ولا أحد عنده مظلمة، إلا مظلمة يهبها لصاحبها، وأثيبه عليها، وآخذ له بها عند الحساب)).
توجه عملي الصالح نحوي وقال:
🔸إن الله تعالى جعل هذا الموقف موقف تصفية الحقوق بين أهل المحشر، إذ هنا يأخذ المظلوم حقه من ظالمه، والمسروق من سارقه، والمغتاب ممن اغتابه و.....
قاطعتُ كلامه بقولي له:
🔹وهل أخذُ حقّي منهم يخفّف عني ما أعانيه ، وما أتألم منه ؟
🔸بالتأكيد ، وجميع ذلك ينفعك في موقف الميزان والحساب .بعدها إصطحبنا عدد من الملائكة، يسمونَهم ملائكة أخذ المظالم، وقد كان معهم كتاباً سُجِّل فيه كل مظلمة وتبِعة كانت لي ولم أستوفي حقي منها في عالم الدنيا .
كان أول إنسان توجهوا إليه هو جمال!....
ولكن بأي حالٍ سيء كان.. رأيته عاري البدن مسوّد الوجه والجسم وقد اختلط سواده بالدماء السائلة من جروحه، يحاول ستر نفسه، ولكن بأي شيء يستره !
قلتُ:
🔹سبحان الله ! أهذا جمال الذي كان يتكبّر ويتملّق لمسؤولي الشركة، أهذا جمال الذي كان يرتدي الملابس الفاخرة، ويركب السيارة الحديثة، ويسكن المنزل المجهّز بأحدث الوسائل والإمكانات ! أهذا المهندس الذي كان يصرخ باطلاً على العمّال، ولا يحترم أحداً دونه، بل كان ينقص من حقهم، ولا يبالي بأجورهم.إلتفتُ نحو عملي الصالح وقلت له مشيراً بيدي إلى جمال:
🔹أترجو من هذا شيء وهو بتلك الحالة؟! هل لديه حسنة واحدة حتى أرجو أن تُعطَى لي، لا أظن ذلك.
🔸لا تعجل الأمور يا عزيزي ، وترّقب ما سيحدث .#يتبع
#في_أمواج_القيامة
أنت تقرأ
#في_أمواج_القيامة
Spiritualانتهت قصة #تحت_أجنحة_البرزخ ماذا بعد البرزخ ؟ ماذا سيحصل و ما هو مصير الأموات ؟! تابعونا في قصة #في_أمواج_القيامة التي تتحدث عن علامات الساعة و أحداثها وما يجري يوم القيامة الكبرى... انتظرونا مع أحداث شيقة !