#الجزء_37
عانقتُها بعد فراق آلاف السنين، وأول كلمة قلتُ لها ودموع الفرح قد اختلطت بدموعها :
🔹أوَفيتُ بعهدي معك يا أختي؟
رفعَت رأسها وقالت:
🔸نعم، قد وفَيتَ يا سعيد.. كنتَ وفياً للعهد في الدنيا فأمكنك الله من وفاء عهدك معي في الآخرة، كنا ندعو الله سويّة أن يجمعنا في الجنة وقد إستجاب لنا، فنِعم الربّ ربنا .✨عَلِم الجميع بقدومها، وفتحت الجنة أبوابها، اقتربنا أكثر ورأينا حشود الملائكة المستبشرة بقدومنا قد وقفت على باب الجنة، وعند المرور بهم نادى أولهم بصوت جميل : { سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }.
وتقدّمنا أكثر، فنادى آخرهم مشيراً إلى الجنة ونعيمها:{ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }..✨نظرتُ إلى هُدى وهي مبهورة بما ترى، فرحةً بالنعيم الذي ينتظرها، والملائكة التي ترافقها، والجواري التي تخدمها والطيور التي تغرد بأغانيها فرحاً بقدومي وقدومها، حينها سمعتها تقول : { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }
لم يشغلني النعيم عن والدتي، فالتفتُ إلى هُدى، وقلت لها :
🔹 إن أمي بحاجة إلى شفاعتنا، وقد تركتها في عقبة صِلة الرحم تتلوى ألماً، وتحترق حسرة، وطلبت من الملائكة الشفاعة لها، ولكنهم أخبروني بعدم تمكني من ذلك لأن درجتي ضعيفة لا تسمح لي بالشفاعة لأمثالها.
أجابتني هُدى ، وقالت :
🔸صحيح ما قالوا، لذا علينا التوسل بأصحاب المقامات العالية.
🔹وهل تعنين أحداً في كلامك يا أختي ؟
🔸نعم، إن والدتي كانت تطلب دائماً الشفاعة في دنياها من الإمام الحسين سلام الله عليه، كانت تبكي كثيراً عندما أقرأ لها زيارة عاشوراء، وخصوصاً عند المقطع الذي يقول : (( اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، وثبّت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مُهجهم دون الحسين(عليه السلام) ))،
وهذا يوم اليوم الورود على الله، أليس كذلك يا سعيد ؟
🔹آه! صحيحٌ جداً ما قلتيه، وقد كانت تقيم مجالس العزاء للقربى من الله لا لشيء آخر .
أختي العزيزة، اتركي هذا الأمر لي واذهبي إلى جنتك التي أعدّها الله لك، فكل ما عملتِ في الدنيا من خير قد تجسم لك بشكل قصور جذّابة، وبساتين خلّابة، وخدم من الجواري والولدان المخلّدين، الذين وصفهم الله تعالى في قرآنه كأنهم لؤلؤٌ مكنون.. أختي! إني مسرورٌ جداً لك، وسوف أزورك عن قريب في جنتك، ولعلّه مع والدتنا إن شاء الله .✨ عندما فارقتها، سألت عملي الصالح عن الطريق إلى طلب شفاعة الحسين عليه السلام لوالدتي، فذهب سريعاً ثم عاد ومعه ملك في غاية الجمال، وقال لي أسأله بما تشاء، فسألته:
🔹كيف الطريق إلى نيل شفاعة الحسين لوالدتي، أريدها أن تلحق بنا.
فإني سمعت في الدنيا القول عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وأن الجنان والحور العين خُلقت من نور الحسين، والحسين أفضل منهما، وإن للحسين في الجنة درجات ما نالها إلا بشهادته...
🔺إذا أنت تعلم بعظم مقامه وعُلو درجته، ولذا تطلب الشفاعة منه..
🔹نعم إن والدتي من الصعب إخراجها من مأزقها الذي وقعت فيه إلا بشفاعة أصحاب المقامات العالية عند الله، وبما أنها كانت تطلب شفاعة الحسين عليه السلام وهي في الدنيا، وكانت تطلب القربى من الله بزيارته والبكاء عليه، فلا أظنه يتركها في الآخرة وهي بأشدّ الحاجة إليه، ولا أظن الله يرفض شفاعته فيها..
فكيف يمكن الوصول إلى الحسين (عليه السلام) والتحدث معه؟
فقال الملك:
🔺إن قوانين الآخرة ليست كقوانين عالم الدنيا الذي كان مقيداً بالزمان والمكان، فلا يحتاج أن تذهب إليه حتى تتحدث معه، لقد كنت تزوره في الدنيا من على بُعد في المكان منه، وتعتقد أنه يسمع كلامك، ويرد جواب سلامك، فكيف وأنت الآن في عالم الآخرة؟لم يكد حديثنا ينتهي حتى قدِم علينا مَلَك ساطع نوره، عظيمٌ بهاءه وجماله واقترب منّا، ويبدو منه أنه قادم من الجنان العالية ثم توجه نحوي وقال:
✨إن الحسين سيد شباب جنان الخلد يبلغك السلام مع كل اخوانك المؤمنين الذين وردوا حديثاً إلى جنانهم، ويريد زيارتكم عن قريب، فهل ترغب في ذلك؟✨ طُرت فرحاً وسروراً حينما علمتُ أن مولاي يرغب في زيارتنا، ولم أكن أُصدق ذلك لولا علمي بأن عالَم القيامة هو عالمَ الحقيقة المطلقة وليس فيه حلم ولا نوم ولا خيال.. لذا جمعتُ أمري وقلت له:
🔹كيف لا أرغب في لقاء مولاي الحسين، وقد كنت أذرف الدموع شوقاً لزيارة قبره، فكيف والآن يدعوني للقاء شخصه..
أخبره أن سعادتي ليس بالجنة التي سأدخلها بل إن سعادتي بلقائه والنظر إلى جمال وجهه...#يتبع
#في_أمواج_القيامة
أنت تقرأ
#في_أمواج_القيامة
Spiritualانتهت قصة #تحت_أجنحة_البرزخ ماذا بعد البرزخ ؟ ماذا سيحصل و ما هو مصير الأموات ؟! تابعونا في قصة #في_أمواج_القيامة التي تتحدث عن علامات الساعة و أحداثها وما يجري يوم القيامة الكبرى... انتظرونا مع أحداث شيقة !