الجزء 15

21 1 0
                                    

#الجزء_15

أُصبتُ بنكسةٍ كبيرةٍ وانكسارٍ عظيمٍ عندما راجعتُ نفسي، وتفحّصت حالي، فوجدت أن نوري قد ضعُف، وثقل سيئاتي قد كبر، وكفّة حسناتي قد خفَّت، وبياض وجهي قد خالَطه السَواد...

أصبحت أرتجف كلّما أرى شخصاً يُقبِل نحوي، أو يناديني، خوفاً من أن ينتزع شيئاً لديّ.

إلتفتُ إلى عملي الصالح، وقلت له:
🔹 انطلقنا بحثاً عن مظالِم تنفعنا، ولكني أرى حصول خلاف ما تأملناه!
🔸عزيزي سعيد، المشكلة أنك تُبت إلى الله توبة صادقة في الدنيا، ولكنك غفلت عن أداء حقوق الناس التي بقيَت في عنقك، والتوبة لا تكون كاملة إلا بإرجاع كل حقّ إلى صاحبه و إن صغُر، وأنت تعلم أن كل إنسان في المحشر بأمَّس الحاجة إلى زيادة رصيده من الحسنات، ولو كان بمقدار ذرّة أو أقل منها.
🔹 وماذا أفعل الآن؟ وما هو حلّك لهذه المشكلة ؟
🔸 كان الحل بيدك في الدنيا، وهو أن تذهب إلى كل واحد من هؤلاء وتطلب منه براءة ذمتك، أو تُوَفي حقه.. وعلى كل حال لا تحزن، فإنك لا زلت ضمن حدود درجة المؤمنين، ولم تبتعد عنها كثيراً.
🔹 إني أخاف فقدان حتى هذه الدرجة، إني قلق جداً لِما سيؤول إليه مصيري، وكيف يمكنني تجاوز خمسين موقفاً من مواقف القيامة وتحملّها، وأنا لا أطيق ساعة منها، وهل سأنجو بعدها، أم سأقع في هاوية النار..

😭وجرت دموعي مرة أخرى أسفا وحزنا على تقصيري وغفلتي في عالم الدنيا، إذ كنت غافلاً عن أن حق الناس لا يسقط بالتوبة فقط، وصحيحٌ أني عزمت على ترك المعاصي ورعاية حقوق الخلق، والتزمت بكلامي بيني وبين الله بعد إعلان توبتي، لكني نسيت تبِعات الماضي، ولم أسعى لتصفيتها مع خلقه.

😨بقيت على هذه الحالة مدّة طويلة، أرى كل مخلوق مشغول بنفسه عن غيره، بل يفرّ حتى من أهله و أخوته، ويهرب من أمه وأبيه، وزوجته وبنيه، فلكل واحد منهم شأن يغنيه، أما أنا فكنت أعيش بين الخوف من قِلّة رصيد الحسنات وبين الأمل بالنجاة... بل حتى ذلك الأمل صار ضعيفاً يوم فوجئت بلقاء زوجتي في المحشر!

نعم، كانت تقصدني وتبحث عني، ولم يكن حالها أفضل من حالي.

تمعنت فيها جيداً وتيقنت من شخصها... أجل، هي آمنة أم مرتضى بِعَينها، والتي فارقت الدنيا إثر حادث سيّارة يوم كان مرتضى صغيراً لم يتجاوز الرابعة من عمره.

سلّمتُ عليها، وسألت عن حالها، فأجابتني...

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

#في_أمواج_القيامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن