23: البطولة

4.3K 321 147
                                    


أصبحت بيكي تستيقظ مبكراً، وتتحمس للإفطار أكثر من قبل، فهذه المرة لم يعد المقعد شاغراً وتفوح رائحة الشاي بعد العشاء في أرجاء المنزل كما في السابق.

إنها سعيدة ولكنها تحتفظ بتلك السعادة لنفسها فلا تزال لا تعلم ماهية العلاقة التي تريدها مع جيريمي...لا تعلم ماذا تريد أن تكون بالنسبة إليه وهذا كان يشغل بالها كثيراً، يضايقها ويجعلها لا تفكر جيداً.

أما جيريمي فقد كان هادئاً كالمعتاد ولكنه كان يتحدث قليلاً ولكن ليس مع بيكي لنفس السبب! لقد عاد للمنزل ولكن كلاهما يحاول الخروج من دائرة اللاشيء التي وضعاها لعلاقتهما.

انتهى دوامهما المدرسي وانتظرته، في مواقف السيارات حتى أتى..

بيكي بنبرة هادئة: ستأتي أليس كذلك؟

جيريمي: ليس لدي خيار آخر.

بيكي: جيد...سأقابلك هناك.

استدارت بيكي للرحيل وعندها نطق جيريمي بتردد وتوتر: ل—لمَ لا أقلك إلى هناك؟

التفتت بيكي: ماذا؟

جيريمي دون أن ينظر إليها، محارباً خجله: لم يأتِ روس بعد...دعيني أقلك.

بيكي: حسناً.

هزت بيكي رأسها مجيبةً بنبرة طبيعية، ولم تبدِ ردة فعل متحمسة أو تتوتر.
صعدت معه إلى السيارة بعد أن اتصلت بروس، وقاد جيريمي سيارته خارج حرم المدرسة قاصداً مبنى هنري...

بيكي: هل قيادة سيارتك سهلة؟

جيريمي: إنها كالسيارات الأخرى.

بيكي وهي تشير إلى ناقل الحركة (gear): لم أرَ هذا في سيارتي.

جيريمي بسخرية: هذا الشيء موجود في كل السيارات ولكن بأشكال مختلفة.
لا عجب أنك فشلتِ في اختبار القيادة.

بيكي بغرور: لم أفشل...هم لم يريدوا أن أنجح.

جيريمي بنبرة ساخرة: عار عليهم.

~~

وصلا إلى شقة هنري الذي فتح لهما الباب وعمت لحظة صمت غريبة بينهم.
ينظر إليه جيريمي ببرود، وبيكي صامتة، ثم أخبرهما أن يتفضلا بالدخول ففعلا ذلك وبدأوا العمل.

هنري: كيف حال والدك؟

بيكي بنبرة هادئة: بخير...أوه أنت توشك على الانتهاء يا هنري، هذا جيد.

هنري: همم بقي القليل فقط. هذه فائدة الجلوس في المنزل وحيداً.

بيكي: كيف تسير أمور الدراسة؟

هنري: لا تقلقي كل شيء على ما يرام.

بيكي وهي تنظر إلى حاسوبها: لم أكن قلقة، كنت أسأل فقط.

ابتسم جيريمي ساخراً وهو يعمل على نموذجه وهذا أغاظ هنري نوعاً ما فنظرت بيكي إليه وقالت ببرود: لماذا تبتسم؟ هيا عليك أن تنهي العمل أنت أيضاً.

جوهرة في الوحل|| DITR✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن