24: مشاعر بيكي

4.7K 307 173
                                    


بدأت الامتحانات المدرسية، و اختلا كل فرد بنفسه للاستذكار بجهد أكثر من قبل، وكانت بيكي تصارع المستحيل كالعادة وتحاول بذل قصارى جهدها كي لا تتدنى علاماتها، ونجحت هذه المرة بتصفية ذهنها وترك التفكير بأمور جانبية أخرى، أما جيريمي فلم تكن لديه استعداداتٌ جديدة وعلى عكس بيكي، لم يستطع تصفية ذهنه من أمورٍ كثيرة وكلها تتمحور حولها وحول وسؤالها.

وما كان يسبب الغرابة لكل منهما هو الجو الهادئ بينهما وخاصة بعد المسابقة، حيث لم تعد بيكي تعلم ماذا يجب أن تفعل وكيف يجب أن يكون تعاملها مع جيريمي بعد كل ما حدث بينهما؛ تشعر أن العودة لما كانت عليه في الماضي صعب حتى بعد أن فهمت ما يعاني جيريمي منه نوعاً ما.

تريد أن تمد يد المساعدة له وتخرجه مما هو فيه أو تدفعه ليعبر عن مشاعره ويخرج ما بداخله...لكنها بدأت ترى أن هذا ليس من شأنها؛ فهي لا تعلم مكانتها وإن كان يحق لها التدخل، و خائفة من أن جيريمي قد يغضب ويؤذي مشاعرها بالمقابل....مشاعرها التي تحاول تجاهلها.

وكان جيريمي يشعر بهدوء بيكي ويتساءل عن تصرفاتها الغريبة هذه وأحياناً يوهم نفسه أنه يتخيل الأمر فقط.

وكان اليوم هو اليوم المنتظر لعرض المشروع، وقد استاء أغلب الطلبة من الموعد نظراً أن امتحان مادته غداً! توجها إلى شقة هنري من أجل اجتماعٍ قصير استعداداً لعرض المشروع، ولم ترَ هنري أو تتواصل معه منذ إعلان الخطوبة.

كانت تشعر بقليلٍ من الغرابة ولم تعرف ماذا تقول له أما هو فقد كان يتصرف بلا مبالاة تماماً...

جلس جيريمي ليختبر نموذجه للمرة الأخيرة ويجري بعض التصليحات وكانا هنري وبيكي أمامه يضيفان اللمسات الأخيرة للوح.

بيكي بتردد: لقد قرأت خبر الخطوبة.

هنري بنبرة ساخرة: حقاً؟ هل أنت سعيدة أم حزينة؟

قلب جيريمي ناظريه بعد أن غمز له هنري وكأنه يحتك معه بكلامه.

بيكي بنبرة هادئة وهي تعمل: إن كنت سعيداً فتهانينا.

هنري وهو ينظر إلى جيريمي: ربما هناك أحدٌ آخر سعيد.

بيكي: ماذا؟

تجاهله جيريمي وكتم غيظه فهو يعلم كم يحب هنري مضايقة الآخرين بكلامه المبهم.

هنري بنبرة هادئة: لست سعيداً بالطبع ولكن ما باليد حيلة.

صمتت بيكي بينما بقي جيريمي يحدق بهنري للحظات قبل أن ينتهوا جميعاً...أخيراً!

بيكي وهي تنظر إلى اللوح: سنبلي جيداً اليوم!

جيريمي: علينا أن نذهب.

هنري وهو يصفق: هيا بنا!

قاموا بوضع سيارة الأطفال واللوح في شاحنة جيريمي الذي ثبتهم جيداً قبل أن يصعد للسيارة ويدير المحرك، ثم جلس هنري بالمقعد الذي بجانبه وجلست بيكي بالخلف مما جعله يرمق هنري بنظراته الباردة.

جوهرة في الوحل|| DITR✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن