29: حضن دافئ

4.5K 289 259
                                    


مضت عشرة أيام...استطاعت بيكي فيها خلق ألف عذر وحجة كي لا تخرج من المنزل، وكانت مكتئبة وصامتة!
تشاركهم الطعام وتعود لغرفتها لتجلس على النافذة، تراقب الخالة مارجريت وهي تعتني بالمزرعة والحيوانات، وكالاباس الذي ينبح ويساعدها.
تراقب جيني الذي لا يعجبها شيء وهي تشاهد لوكاس يلعب، وجيريمي الذي يدخل ويخرج من الإسطبل.

تستمر بمراقبة كل شيء لتشغل نفسها عن التفكير...بجيريمي وبتلك الليلة الموحشة، وتستمر بكتم كل شيء داخل قلبها الذي لم يعد يتحمل أكثر!

ليفاي: ألن تخرجي معي اليوم أيضاً؟

بيكي بصوت منخفض وهي تنظر من النافذة: لا أشعر أني على ما يرام.

ليفاي بامتعاض: لقد قلتِ هذا البارحة واليوم الذي قبله! ما الأمر!؟

بيكي: لا أرغب بالخروج...أريد البقاء وحدي.

ليفاي: لن يفيدك الحزن وحبس نفسك في الغرفة هكذا! وقع الحادث وانتهى الأمر! لقد ماتا وعليك أن تتجاوزي ذلك.
تباً! لا أعلم ما خطبكن أنتن الفتيات!

انهمرت دموع بيكي وأخفت رأسها بين ركبتيها قبل أن تبكي وتجعل ليفاي يشعر بالذنب والغضب! ثم أتت كارلا وأخبرته أن ينصرف ففعل ذلك وهو حانق، حتى أنه مر بغرفة شقيقته وركل الباب ثم صرخ: وأنتِ أيضاً!! إلى متى ستحبسين نفسك في الداخل!؟ غبيتان!

احتضنت كارلا بيكي ثم مسحت دموعها وحاولت مواساتها...

كارلا: ألم نتفق ألا نبكي؟ أعلم أن الأمر صعب ولكنه سينقضي يا عزيزتي. اصبري.

دخلت جيني إلى الغرفة، ولم تكترث لبيكي التي كانت تبكي ثم قالت: ماذا حدث؟ لماذا ترك ليفاي المنزل وهو غاضب؟

كارلا: لا شيء يا جيني. ماذا تريدين؟

جيني: أريد أن أخرج وأبحث عن عمل، هل يمكنك الاعتناء بلوكاس؟

كارلا ممسكةً بيد بيكي: لا تخرجي اليوم...لأنني سأخرج مع بيكي الآن وسنتجول حول القرية.

جيني: جيريمي قال أنها لن تخرج.

كارلا: إنه في الورشة وإن علم فماذا سيفعل؟ أنا أمه وسيطيع أوامري.

جيني بصرامة: أمي الوضع ليس بمزحة! وأنتِ!؟ ألا يمكنك أن تبقي صامتة وتتحملي!؟
كلنا طفح بنا الكيل ولكننا نتحمل الوضع الذي نحن فيه بسببك!

كارلا: جيني! اذهبي من هنا.

تأففت جيني وخرجت صافعة الباب خلفها! وحينها دمعت عينا بيكي مجدداً وشعرت بالشفقة على نفسها.

كارلا: دعكِ منها! إنها هكذا...أنتِ لم تقترفي خطأً.

بيكي: أخبريني ما الذي يجري. أرجوكِ فأنا لا أفهم شيئاً.

كارلا بتردد: أنا...لا أعلم يا عزيزتي، فجيريمي لم يخبرني شيئاً.

بيكي بعد لحظة صمت: أرجوكِ ساعديني يا خالة! لا أريد البقاء هنا بعد الآن...أريد العودة!

جوهرة في الوحل|| DITR✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن