37: تراب الماس

4K 263 225
                                    


برأيكم، لو دمجنا المشاعر التي تشعر بها بيكي في هذه اللحظات فعلى ماذا سنحصل؟

لو دمجنا الحزن، القهر، التعاسة، الهم، الإحباط، خيبة الأمل، ،الانكسار، البؤس، العجز، الضيق، الوحدة، فماذا سينتج لنا؟
هناك كلمة واحدة تجمع كل تلك المشاعر...الألم.

الألم هو الشعور الذي تجرعته بيكي بكل أشكاله خلال هذه الأيام القليلة التي مرت منذ رحيل جيريمي...تجرعت مرارته، وأصبحت مجرد جسد بلا روح.

حبست نفسها داخل العلية بدون طعام، واكتفت بالماء لتروي ظمأتها بعد مرارة الألم الذي يجفف حلقها...ولكن ما الفائدة؟
إنها حتى لا تتحدث مع أحدهم بل تكتفي بالاستلقاء على فراشها ومراقبة النافذة أو الجلوس على وضعيتها المعتادة ومراقبة الفراغ فقط.

تأتي ناديا مع ايمي وتتفقدها، ولكنها تأبى أن تتحدث أو تنظر إليهم، ويأتي ليفاي بمفرده وأحياناً حاملاً صينية الطعام بأصنافها المفضلة من أجل أن تأكل...ولكن لا شيء! وينفطر قلبه عليها لدرجة كبيرة.

وبالنسبة لكارلا، فلقد صعقت بعد رحيل ابنها المفاجئ وانتهى بها الأمر طريحة الفراش. لم تعد تعلم ماذا تفعل، ولم تعد تملك طاقة للتحمل والصمود أكثر، حتى أنها لم تتفقد بيكي مجدداً؛ فهي لا تبوح لها بشيء عن ابنها، تماماً مثل هنري الذي ادعى أنه لا يعرف شيئاً، لكنها لا تزال قلقة عليها كما الجميع...عدا مارجريت التي باتت قلقة منها لا عليها!

~~

قامت ايمي بإيصال بعض الطرود للسيدة مارثا ويلدون، وعندها التقت بها هنري...

هنري: هل هناك أي أخبار؟

تنهدت ايمي: لا شيء جديد...ماذا عنك؟ هل هناك أي أخبار عن جيريمي؟

هنري: لا. هاتفه مغلق.

ايمي: والدته متعبة أيضاً.

هنري: وأنا آسف من أجلها، ولكنك لا تستطيعين أن تخبريها بما أخبرتك به. كما يجب على بيكي الحذر بعد كشفها لهويتها أمامهم.

ايمي بنبرة حزينة وهي تفكر ببيكي: إنها لا تستجيب معنا يا هنري...ما بك تبتسم هكذا؟

هنري: بت تنطقين باسمي عوضاً عن الأمير المزيف في الآونة الأخيرة...أظن أن قلبي يرفرف في كل مرة أسمعك تناديني فيها.

ايمي ببرود: ما الذي تفعله؟

هنري: أغازل...هل نجح الأمر؟

تنهدت ايمي بتململ: أنا ذاهبة لمنزل الخالة مارجريت مجدداً.

هنري: راسليني لو هناك أي مستجدات يا ايييمي.

رمقته ايمي بنظرات منزعجة: لا تنادني هكذا!

قلبت ناظريها وانطلقت بدراجتها النارية بينما وقف يحدق بها وبشعرها الأسود الذي يطير...ثم دخل إلى المنزل وألقى بنفسه على الأريكة أمام جدته التي تحيك كنزة صوفية.

جوهرة في الوحل|| DITR✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن