3: الرحلة المدرسية

6.4K 408 353
                                    


استمرت الأوضاع كما هي في منزل آل فالنتاين. لم يتحدث جيريمي إلى بيكي منذ ذلك اليوم، إضافةً إلى كونه يركز في دراسته أكثر وإلى كون الامتحانات النهائية قد شارفت على القدوم.

كان يساعد باتريك قليلاً، وقد كان يدرس في الحديقة أحياناً ويستطيع السيد فالنتاين رؤيته عندما يعود من عمله. معجب بمثابرة جيريمي وهو في مثل هذا السن.

أما بيكي فقد كانت تستذكر في غرفتها نوعاً ما؛ كانت تقضي أغلب وقتها في العبث بهاتفها ومشاهدة مقاطع وأخبارٍ لا فائدة لها، وعندما تسمع صوت خطوات والدها تفتح كتابها وتتظاهر بالاستذكار.

دخلت بيكي المطبخ لتأخذ مخفوق الفراولة المفضل عندها وتشربه في غرفتها، وحينها رأت جيريمي يدرس على الطاولة مجدداً.

بيكي بتململ: ألا ترتاح أبداً؟ هل أنت آلة؟

جيريمي: على عكس أحدهم فأنا أريد تحصيل درجة عالية في الامتحانات.

بيكي بسخرية: نينيينينه مغرور!

تنهد جيريمي ولم يرد عليها، فاقتربت منه لترى المادة التي يستذكرها وحينها رفع جيريمي رأسه ليراها قريبة منه، تنظر إلى الصفحة.

رفعت بيكي عينيها وحدقت بعينيه الزرقاوين بنظرة بريئة وحينها انزعج جيريمي وعدل جلسته ثم قال بانزعاج: ابتعدي.

بيكي وهي تعقد ذراعيها: أريد أن أرى ما المادة التي سنختبرها غداً! أخبرني.

جيريمي بدهشة: هاه!؟ ألا تعرفين!؟ هل أنت مجنونة؟

صفعته بيكي على كتفه وبقي فمه مفتوحاً من الدهشة...والألم في الوقت ذاته!

بيكي: لست مجنونة!

تأفف جيريمي: ارحلي ودعيني أستذكر.

بيكي: وكأنني سأموت كي أجلس معك!

~~

وفي اليوم التالي-وقت الامتحان- جلست على مقعدٍ وامتلأت غرفة الصف بالطلاب، ثم دخل جيريمي من الباب وجلس في المكان الشاغر الذي لمحه، وقد كان في الصف المجاور لبيكي ومقاعدهما قريبة من بعضها البعض.

وزع المعلم الأوراق على الطلاب و أشار إلى المؤقت، ثم فتحت بيكي ورقة الامتحان وقامت بحل ما استطاعت تذكره من مذاكرتها أو بالأدق مطالعتها للكتاب المدرسي.
وجدت أن هناك الكثير من الأسئلة التي لم تقم بحلها وهذا بث في قلبها الرعب قليلاً! خافت من الرسوب في هذه المادة! فما كان عليها سوى اختلاس النظر إلى ورقة جيريمي!

كان جيريمي يقول بحل الأسئلة في هدوء تام، وقد استطاع معرفة الكثير من الأجوبة، كما أصابته السعادة عندما رأى أسئلة عن الجزئيات التي استذكرها وخمن أنها ستأتي في الامتحان.

توقف عند سؤال صعب ويستلزم منه التفكير وحينها لمح بيكي وهي تختلس النظر إلى ورقته! حدق إليها بحدة فأشاحت بنظرها بعيداً بعد أن اغتاظت منه.

جوهرة في الوحل|| DITR✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن