-حرامي ... حرااامي
"كنت نازله الشارع أشتري حاجه من السوبر ماركت .. لقيت شاب ساند سلم ع سور بلكونة وبيطلع عليه .. أكيد طالع يسرق حاجه ، الشارع كان فاضي فكان لازم أصحي الناس علشان يمسكوه ، وأنا بصرخ .. نزل من ع السلم بسرعه وأنا صوتي كان بيعلي علشان ميهربش ، لقيته فجأه قرب مني وحط إيده ع بؤي ! ، كان بيبصلي ومبرق عنيه .. كان قريب مني لدرجة خوفتني"
=أنا مش حرامي والله ، هشيل إيدي من ع بؤك بس متصرخيش إتفقنا؟
"هزيت راسي بمعني آه فشال إيده من ع بؤي بالراحه وأنا وقفت آخد نفسي وبعدين جمعت صوتي وقولت"
-أنتَ مين ، وكنت بتعمل إيه لو أنتَ مش حرامي؟
=كنت طالع أجيب الكوره .. كنت بلعب بالكوره وحدفتها ف البلكونه بالغلط فطلعت أجيبها .. أما بالنسبة لأنا مين ، فأنا إسمي زين ، لسه ناقل المنطقة هنا جديد
"آه يا كسفتك يا حازم"
-آسفة علشان فكرتك حرامي ، بس بصراحة أي حد مكاني كان هيفكر كده !
=محصلش حاجه ، ممكن أطلع أجيب الكورة بقي ولا هتصوتي تاني؟
-لا إطلع هاتها .. هقفلك هنا علشان لو حد جه ميفكرش إنك حرامي
=لا حقيقي كتر خيرك
-خلاص بقي يا عم متبقاش قفوش كده !
إبتسم=قفوش؟ ، أنا هطلع أجيب الكورة أحسن
"طلع يجيب الكورة وأنا وقفت تحت أبص عالطريق كأني براقبه .. بصيت لفوق كان نازل من ع السلم فالكورة وقعت من إيده ع دماغي ! ، مين جاله إرتجاج ف المخ ناو؟"
-آااااه يا دماغي
نزل بسرعه وقعد قدامي=أنا آسف جدًا والله مكنتش أقصد
-لا أنتَ كنت قاصد وبتنتقم !
=إيه العبط دا ، بقولك مكنتش قاصد !
-عبط؟ ، طب عديني بقي
"قومت وأنا بحاول أسند دماغي وروحت السوبر ماركت وأنا حاسه دماغي دايخ ، إشتريت الحاجات إلي محتاجاها وروحت ، كان قاعد ع سلم العمارة وقافل الطريق برجله"
-لو سمحت عديني !
=أنا آسف
-محصلش حاجه عديني بقي !
=إتفضلي
"طلعت أول سلمتين ، وفجأه حسيت السلم بيتحرك .. دماغي مبقتش مركزه والدنيا بقت ضباب قدامي .. الحاجات وقعت من إيدي وأنا وقعت بعدها .. وقعت السلمتين إلي طلعتهم"
-يا آنسة .. يا آنسة فوقي
"فوقت وأنا بفتح عيني واحده واحده وحاسه بصداع ماسك دماغي ، كانت ماما قاعده جنبي وزين واقف قدامي .. إتعدلت في قعدتي وأنا ماسكة دماغي"
-أنا جيت هنا إزاي؟
=أغمي عليكِ ع السلم فشيلتك وجبتك هنا !
-شلتني؟
=أكيد مكنتش هطير بيكي يعني !
-هو مين الغبي إلي أقنعك إن دمك خفيف؟
إبتسم بسذاجه=أنا مقولتلكيش إضحكي ع فكره
"مين كرامتها إتوزعت ع الأسفلت دلوقتي ! ، كنا بنتشاكل بالكلام فماما إتدخلت"
-أتمني تعملوا حساب لوجودك لو مش هتعبكم يعني !
"قولنا في نفس واحد"
-ما هو ....
=ما هي ...
-خلاص إسكتوا مش عايزه أسمع حاجه ، أنا هروح أجيب الرز بلبن ومحدش فيكم يتحرك ويا ريت عما آجي تكونوا إتصالحتوا
"ماما خرجت وأنا بصيت الناحية التانيه فإتنهد وبدأ يتكلم"
-آسف
بصيتله=تمام وأنا كمان آسفة
إبتسم ومدلي إيده-أصحاب؟
عملت نفسي بفكر شويه وبعدين بصيتله وحطيت إيدي ف إيده=أصحاب
"ماما دخلت .. إبتسمت لما لقيتنا إتصالحنا ، إدت لكل واحد فينا طبق رز بلبن وكلنا وبعدين زين إستأذن ومشي وأنا كملت نوم يمكن الصداع يروح"
-إصحي بقي يا زينة
إتحركت ف السرير=سيبيني شويه يا ماما
-يبنتي الظهر هيأذن
=خلاص صحيت
"فوقت ونزلت أنا وماما علشان نروح السوق ، لقينا زين واقف قدام عربيته"
-إذيك يا زين يا بني؟
=الحمدلله ، إزاي حضرتِك؟
-بخير الحمدلله
=بقيتي أحسن يا زينة؟
إبتسمت-الحمدلله
=راحين مكان أوصلكم؟
-لا يا ابني مش عايزين نتعبك .. السوق قريب من هنا ، متعودين نمشي
=أنتم راحين السوق؟
-أيوه
=دا أنتم جاتولي نجدة والله ، ماما طلبت مني أروح أشتري حاجات من السوق وبما إني جديد فأنا معرفش المكان وبما إني ولد فمبعرفش أشتري فإكسبوا فيا ثواب وخدوني معاكم منها أعرف الطريق ومنها تنقولي الحاجه علشان تعجب ماما
ضحكت-طب يلا يا ابني
=طب أجيب العربية !
-السوق مش بعيد من هنا .. نمشيها أحسن
=تمام
"مشينا لحد السوق .. ووقفنا قدام الست إلي بتبيع الخضار ، ماما كانت بتنقي إلي هتشتريه وزين كان واقف بيبص ع الخضار بإستغراب وبيحاول يقلد ماما وينقي زيها ، ضحكت ع شكله وهو بيبص ع الخضار وكأنه خايف منه"
-سيب يا زين من إيدك وأنا هنقيلك أنا
بصلها بحرج=ماشي
"كنت واقفه قريبه من الطريق شويه وفجأه لقيت زين بيشدني من إيدي لجوه"
-حاسبي
بخضة=إيه إلي حصل؟
-العربية كانت خلاص هتخبطك؟ ، أنتِ عقلك فين؟
=مش عارفه .. حاسة إني مش مركزه ف حاجه !
-أنتِ كويسة؟
=مصدعة
-معقولة الكوره تعمل فيكِ دا كله؟
=لا الصداع المره دي مش من الكوره ، أنا ضغطي بقاله فتره عالي
-والله يا زين يا بني بقالي فتره بقولها نروح للدكتور مهش راضية !
=خلاص يا طنط متقلقيش .. أول ما نروح هاخدها ونروح للدكتور
-مش هروح لدكاترة !
=مش بمزاجك ع فكرة ، بما إننا بقينا أصحاب .. فلازم تسمعي كلامي ومش هقبل بأي أعذار !
"إبتسمت وسُكت .. إحساس حلو أوي لما تلاقي حد بيخاف عليك ومهتم بيك وبتعبك ، حد يحسسك إنك مسئول منه ، مشاعر محستهاش من وقت وفاة بابا .. ماما دايمًا معايا ومهتمة بيا آه بس أنا كنت عايزه ظهر أتسند عليه وأحس إني يوم ما هقع ف مشكلة هلاقي حد يسندني ، ماما حاولت تقوم بدور الأب والأم ونجحت فعلًا بس أنا جوايا محتاجاه ومحتاجة وجوده ، ضغطي العالي من الزعل .. يمكن حتي ماما متعرفش دا ، بس أنا الفتره دي مفتقده بابا ف حياتي .. يمكن لأني خلاص وصلت لسن الجواز فمحتاجاه يكون معايا .. من كتر التفكير والزعل ضغطي بقي عالي ودي حاجه محدش يعرفها ، إشترينا كل إلي محتاجينه وروحنا البيت"
-نص ساعة وتنزلي تحت هكون مستنيكي نروح للدكتور
=تمام
"طلعت شقتنا وأنا لأول مره أحس إني مسنوده ، لأول مره أشكر الصدف إنها جمعتني بشخص .. والشخص دا كان زين ، غيرت هدومي ونزلت .. كان قاعد قدام العماره"
-أنا جاهزة
فتحلي العربية=إركبي
"قعدت ع الكرسي إلي جنبه وسندت دماغي وحسيت إني عايزه أنام .. محتاجه أسند دماغي يمكن أرتاح من تفكيري"
-زينة؟ ، أنتِ كويسه؟
قولت وأنا مغمضه عيني=كويسه بس محتاجه أنام
-تمام .. نامي وأول ما نوصل هصحيكي
"غمضت عيني شويه وأنا حاسه ف حاجه جوايا خنقاني .. في حاجه طابقه بإيدها ع رقبتي .. حسيت الأكسجين بقي قليل ففتحت الشباك وأنا باخد نفس عميق وبخرجه يمكن قلبي يرتاح ، بعد شويه وصلنا .. نزلت من العربية بس كنت دايخه ، زين فتحلي باب العربية بس فضلت قاعده مغمضه عيني شويه يمكن الدوخه تروح وأعرف أمشي"
-أنتِ قلقاني ع فكرة .. أنتِ كويسة طيب؟
=أنا دايخه
مدلي إيده-طب تعالي وإتسندي عليا
"خد إيدي وحطها في إيده وبدأ ينزلني من العربية بالراحه وأنا بحاول أغمض عيني وأفتحها علشان الضباب دا يروح ، كان ماسك إيدي وأنا كنت بشدد عليها علشان مقعش .. مشينا لحد ما وصلنا للدكتور ... دخلنا وعرفته بحالتي ، قاسلي الضغط وكشف عليا وقالي إنه عالي شوية بس مفيش عندي أي أسباب جسدية تخلي الضغط عالي .. وإن الموضوع شكله نفسي ، طلب مني أنتظم كويس في آكلي وأحاول أبعد عن التوتر والقلق ومكلش حاجات فيها ملح كتير ، زين بصلي فإتجاهلت نظراته .. خرجنا من عند الدكتور وهو ساند إيدي ومحدش فينا إتكلم .. كنت بهرب منه علشان ميسألنيش ع حاجه بس للأسف سأل"
-ممكن أفهم إيه إلي موترك لدرجة تخلي ضغطك يعلي؟
=مش عايزه أتكلم .. عايزه أروح
-مينفعش تفضلي كاتمه ف قلبك .. لما تشاركي وجعك بيقل .. بلاش تحسي بيه لوحدك ، إسمحيلي أشاركك فيه !
زعقت=بمناسبتك إيه .. أنتَ مين علشان أشاركك وجعي؟
-معاكِ حق .. يلا علشان أوصلك
"غمضت عيني بألم .. عارفه إني جرحته بس أنا مبحبش أعري ضعفي ووجعي قدام حد فبداري دا بالعصبية ويمكن دي من أكتر الصفات إلي بكرهها ف نفسي ، مسبش إيدي وفضل ماسكها لحد ما وصلني العربية وركبت .. محدش فينا إتكلم ، كنت ببصله بطرف عيني .. كان ملامحه باين عليها الزعل ، إيده ضاغطه ع الدريكسيون جامد لدرجة إن عروقه كانت بارزه كأنها بره جلده ، وصلنا قدام البيت .. فتحلي العربية ومدلي إيده من غير ما يبصلي وساعدني لحد ما طلعت البيت .. ماما خدتني لأوضتي وهو مشي من غير ولا كلمة .. إتنهدت ودفنت نفسي ف السرير من غير ما أتكلم .."
-إصحي يا زينة علشان تاكلي
=مش جعانه يا ماما
-قومي يا بنتي أنتِ مكلتيش من إمبارح
=مليش نفس
شدت الغطا من عليه-مفيش حاجه إسمها مليش نفس .. زين قالي إن الدكتور قلك تاكلي كويس
=حاضر يا ماما .. قومت أهو
"الدنيا كانت تقيلة بشكل لا يطاق .. بالرغم من إني لسه عارفه زين من يومين .. بس زعله فارق معايا وواجع في قلبي .. إنه خد الكلمة وسُكت وكتم عصبيته جواه مزعلاني ، مكنتش قادره أتكلم ولا أخرج إلي جوايا فإتعصبت عليه علشان أهرب منه .. كلت ووقفت في البلكونه أشم هوا ... كان زين قاعد ف الشارع لوحده ماسك الكورة وحاططها قدامه .. قررت أنزل أتأسفله ، إستأذنت من ماما ونزلت قعدت جنبه بس مخدش باله من وجودي"
-إحممم
بصلي=......
-آسفة
=.....
إبتسمت-بقول آسفة
=مفيش داعي إنك تتأسفيلي ، أنا مين علشان تتأسفيلي؟ ، عن إذنك
وقف فمسكت إيده-أنا عارفه إني جرحتك بس صدقني غصب عني .. كنت عايزه أهرب من سؤالك ، أنا آسفة بجد
"بدأت دموعي تنزل فسيبت إيده علشان أمسحها .. مبحبش حد يشوفني بعيط ، مبحبش حد يشوف ضعفي بس دموعي قررت تعري نفسها قدامه .. مكنتش عارفه أوقفها وحتي مش قادره أقوم من قدامه .. فضلت قاعده وباصة في الأرض علشان ميشوفهاش ... لقيته فجأه قعد قدامه وهو بيرفع دقني بإيده"
-أنتِ بتعيطي؟
=لا
-أمال دي قطره ولا إيه؟
=دمك تقيل ع فكره !
إبتسم-عارف بس أهو بحاول أخففه بمية
ضحكت=متحاولش
إتنهد-متعيطيش ، زينة .. أنا طلبت منك نكون أصحاب ووافقتي .. يعني من حقي عليكي إنك تشاركيني وجعك وحتي سكوتك .. بس إنك تنكري علاقتك بيا وكأني مليش وجود دي حاجه تزعلني
=متعودتش أشارك وجعي مع حد .. متعودتش أعري ضعفي ودموعي قدام حد ، مش سهل عليا ف لحظه آجي وأحكي كل حاجه .. مكنش قصدي أجرحك بس أنا بهرب من ضعفي بعصبيتي ، أنتَ أول واحد تشوف دموعي يا زين
-أكيد مش سهل عليكِ .. خصوصًا إنك لسه عارفاني .. ملحقتيش توثقي فيا ، بس لازم تعرفي إني طالما مديتلك إيدي بالصداقه فمستحيل أخذلك أبدًا .. إوثقي فيا ومع الأيام هتعرفي إني أد الثقه دي ، مشاعرك هتعريها قدامي أنا إلي هغطيهالك ... حاولي تثقي فيا ، جربيني
إبتسمت=تصبح ع خير
-وأنتِ من أهله
"طلعت البيت وأنا حاسه إني لأول مره أحب ضعفي .. لأول مره أحب حد يشوف دموعي ، لأول مره مبقاش محتاجه إني أخبيها ، وقفت في البلكونه وأنا شايفاه تحت بيلعب كورة لوحده ، كنت ببتسم وأنا ببصله وبعدين بصيت للسما وأنا بقول "معقول زين هو عوضي؟" ، الجو بدأ يبرد فدخلت جوه وقفلت البلكونه ، شويه وسمعت الجو بيمطر ، خرجت البلكونه لما إفتكرت إن زين في الشارع ... كان واقف تحت المطر فندهت عليه"
-زين؟
رفع وشه=أيوه
-إدخل هتاخد برد !
=متخافيش .. أنا متعود أقف في الشتا
-إدخل يا زين
=إنزلي .. المطر حلو أوي
-مبحبوش
=تعالي وهخليكي تحبيه
-لا ، بخاف منه
=تعالي يا زينة ، متخافيش أنا موجود معاكِ
"خدت الشمسيه وأنا نازله ع السلم بتردد .. خايفه ، أنا بخاف من المطر .. بخاف من البرق والرعد ، نزلت وقفت في مدخل العمارة"
-زين تعالي !
=تعالي أنتِ
-مش هقدر
قرب مني ومدلي إيده=هخليكي تقدري
بصيت لإيده بتردد-بخاف منه
=متخافيش وأنا معاكِ
"نظرة الصدق في عنيه خليتني أسرح فيها .. من غير ما أحس لقيت إيدي بقت بين إيديه .. خرج من المدخل بظهره وأنا ماشيه وراه زي الطفله ، الطفله إلي كانت خايفه وفجأه إتمدتلها إيد تحضن خوفها .. حسيت بالمية ع جسمي .. إستوعبت إني تحت المطر ، وقفت قدامه وإيدي لسه ف إيده ، دموعي بدأت تنزل"
-زين .. أنا عايزه أدخل .. مبحبش المطر
قرب مني=بتخافي منه ليه؟
"قربه كهربي ... حسيت لساني مربوط ، بقدر ما قربه بيطمن إلا إنه بيخوف .. عيونه بتغرقني ، نظره الصدق والأمان إلي فيها بتسحب قلبي ليه"
قولت بصوت مهزوز-ز..ين ، إبعد شويه !
=ليه؟
بتلقائية-قربك مخوفني !
=كنت فاكر إن وجودي بيطمنك !
-بيخوفني بنفس الدرجة إلي بيطمني بيها
بِعد شويه=أنتِ كويسة؟
-لا ، أنا مش عايزه مطر
=بتخافي منه ليه؟
زعقت والدموع إتجمعت في عيني-علشان هو السبب ... في موت بابا
بصلي بهدوء=سامعك
-كنا في الشتا من سنتين ... الجو كان بيمطر جامد ، صوت البرق والرعد كان شديد .. كنت خايفه ، قلبي كان مقبوض وكأني كنت حاسه إنه هيحصل حاجه ، وقفت ف البلكونه أستناه بس مجاش .. رنينا عليه كتير الشبكه كانت وحشة بسبب المطر ، فضلنا قاعدين للصبح من غير خبر عنه ... فجأه جالنا إتصال كان من تليفونه
دموعي نزلت وإنهارت-بس مكنش هو ... كان واحد من المستشفي قال إن بابا عمل حادثه ... و .... مات ، الموبايل وقع من إيدي ومكنتش قادرة أتحرك ... كأن عقلي وقف ، ماما كانت بتسألني في إيه وأنا حاسه رجلي بتتعرش فقعدت في الأرض ، ماما خدت التليفون وعرفت إلي حصل .. أول رد فعل ليها قالت "إنا لله وإنا إليه راجعون" ، كانت هادية وسبحان من ربط ع قلبها ... بالرغم من قصة الحب الكبيرة إلي كانت بينهم إلي إنها إستودعته عند ربنا ، سندتني لحد ما وصلنا للمستشفي ، دخلت المشرحه ... كانت تلج وباردة بس روحي كان بارده أكتر منها ... شوفته ، فتحولي التلاجه وشوفته لآخر مره ومحستش بحاجه غير وأنا في المقابر وبندفنه ، روحي وأماني وكل حاجه حلوه في حياتي إتدفنت معاه ... من وقتها وأنا بخاف من المطر .. خد مني أغلي شخص في حياتي .. هو السبب في إن روحي تفضل دايمًا بردانه ، هو إلي كسر قلبي وظهري
=هششش إهدي ... باباكي راح للأحن منك عليه .... باباكي هيفضل عايش في قلبك طول ما هو بينبض ، مش المطر السبب ... دا عمره وقدره ، كان هيموت حتي لو مكنش فيه مطر ، دا إبتلاء ولازم تصبري عليه
زعقت وضربت ع صدره-سهل عليك تقول كده ، لأنك مش حاسس بالنار إلي في قلبي
إبتسم بوجع=أنا أكتر واحد ممكن أكون حاسس بيكِ ، فقدت بابا وأخويا الكبير في نفس اليوم ... السندين إلي في حياتي ، شيلت مسئولية أمي وأنا عندي 15 سنه ... كبرت وأنا لسه طفل ، ملحقتش أشبع منهم ولا من ريحتهم ، بس ربنا لما إبتلاني .. حط في قلبي الصبر مع الإبتلاء .. كل يوم بتمني لو كانوا معايا بس برجع وأقول ربنا أحن عليهم مني ، مليش إني أعترض ع قضاؤه .. كل إلي عليا أرضي بيه وأطلب منه الصبر والعوض
-آسفة
=تعرفي من يوم ما عرفنا بعض وإحنا بنتأسف
إبتسمت-خدت بالي
"مسحنا دموعنا .... والمطر كان وقف ، فجأه صوت الرعد بدأ محستش بحاجه غير بأمان إيد محاوطني ، كنت في حضنه ! ، في حضن زين ... بعدت بسرعه وأنا ببصله وطلعت أجري وأنا محروجه ، قعدت أسبوع أتهرب منه .. كنت بقف أبص عليه من بعيد من البلكونه .. يومي مكنش بيعدي من غير ما أشوفه ، قلبي حبه وأنا ... وأنا كمان حبيته ، هو الوحيد إلي ممكن أعري ضعفي ودموعي قدامه وأنا متأكده إنه هيغطيهم ... إتأكدت النهارده إنه عوضي من ربنا ، ماما قالتلي إن زين ومامته جايين لينا النهارده ... كنت محروجه منه وعايزه أهرب بأي طريقة وفي نفس الوقت عايزه أشوفه من قريب ، لبست وجهزت مع ماما السفره ، الجرس رن فجريت عليه وأنا قلبي بيدق من الفرحة ، وقفت وراه وأنا بحاول أتحكم في مشاعري وأبان هاديه ، فتحت الباب وكان هو إلي قدامي ... دقات قلبي ذادت لدرجة كنت حاساها"
-مساء الخير
إبتسمت=مساء النور
-لقيتك بتهربي مني قولت آجي أزوركم بقي وأشوف سبب الهروب دا إيه !
"وشي إحمر وأنا بفتكر آخر لقاء بينا .. أنقذني صوت مامته"
-إزيك يا زينة
=الحمدلله .. إزاي حضرتِك يا طنط ، إتفضلوا
-يزيد فضلك يا حبيبتي
"دخلت وهو دخل وراها .. حطينا السفره وبدأنا ناكل وهو عينه منزلتش من عليا لدرجة إن إيدي كانت بتترعش من نظراته وكنت هحرق نفسي بالشوربة ييجي 3 مرات ... يا بني هتموتني ناقصة عمر والله ! ، الغريبة إن مامته وماما قاعدين يبصوا لبعض ومبتسمين ! ، خلصنا أكل ولميت السفره وهما دخلوا الصالون .. عملت شاي ودخلت وراهم فمامته إتكلمت"
-عامله شاي ليه .. كنت خليه شربات
إبتسم=مفيش مشكله يا ماما الإتنين لونهم أحمر زيتنا في دقيقنا يعني
بصيتلهم بإستغراب-هو في إيه؟
=في يا زينة .. إن زين طالب إيدك
"الشاي وقع من إيدي ع رجلي ... كنت عارفه إن موتي ع إيده والله .. الشاي كان دافي مش سخن أوي فجت سليمة ... جروا عليا دخلوني الحمام وحطوا رجلي تحت المية ، زين طلب من ماما مرهم للحروق .. جابته وبدأ يدهنلي منه ع رجلي"
-يعني ينفع كده؟
=هو أنا كان قصدي؟ ، ما أنتوا إلي فاجأتوني
ضحك-بس إيه رأيك في المفاجأه؟
=أقولك الصراحه؟
-قولي
إبتسمت=مفاجأه حلوه أوي
ضحك-أيوه خدت بالي
=أنتَ عبيط يا ابني؟
-إحترميني .. أنا هبقي جوزك !
=طبعًا أومال
"إتخطبنا ... زين كان أحلي صدفة في حياتي ... قدر يدفي البرد إلي كان في روحي ، بسببه رجعت أحب المطر وبسببه برضه رجعت أحب الحياه ، كنت واقفه في البلكونه والدنيا بدأت تمطر ... رفعت إيدي وأنا بخلي مية المطر تلمسها ، سمعت صوته من تحت"
-إنزلي يا زينة
إبتسمت=أنا هقف في البلكونه
-لو منزلتيش هطلعلك
=خلاص نازله
"نزلت وقفت في المدخل ... وكنت هخرج فوقفني"
-إستني !
=إيه؟
قرب مني ومدلي إيده-تعالي
إبتسمت وحطيت إيدي في إيده=.....
"وقفنا في المطر وإحنا فاتحين دراعاتنا ومغمضين عنينا وسايبين المية تغرقنا"
قرب مني-بحبِك
"قلبي إتركبله جناحات وكان بيطير ، مع إننا مخطوبين بس كانت أول مره يقولها"
بصيتله بحُب=وأنا بحبَك
إبتسم-طب والمطر؟
غمضت عيني وأنا فاتحه إيدي للمطر وإبتمست=حبيته بسببك"كنسمة هواء ..جاتني لتطيب روحي "
تمت ❤️