أسميته أحمد

680 49 2
                                    

"الحب للجميلات فقط"

هننكر؟ هتنكروا إن إنتوا شعب بيمشى ورا الشكل واللبس والمظهر؟ هتنكروا إنكم بتتشدوا للبنت الشيك في ملامحها واسلوبها واستايل لبسها، هتنكروا إن أول حاجة بتجذبكم للشخص شكله؟ السؤال هنا، الناس اللي زيي اللي مأخدوش من الجمال نصيب، يعملوا ايه!

- الحلو لسه صاحي؟
- أيوة برسم.
- بترسميني أكيد.
- أكيد لأ يا أسماء يعني، بس في بنت تركية ملامحها عجبتني أوي، بحاول أرسمها.
- والتركية دي بقى أحلى مني؟
- محدش أحلى منك في عيني.
- اتثبت خلاص، حنان كنت عاوزة أقولك على حاجة كده.
- ها.
- أنا صليت استخارة ومرتاحة.
قلبي دقّ جامد - دا يعني ايه ده إن شاء الله!
- يعني موافقة.
- كنت حاسة إنك هتوافقي المرة دي.

بعيدًا عن فرحتي بيها، بس كان في حاجتين مزعلني، الحاجة الأولى إن حياتها هيشاركها فيها غيري، مش متخيلة إن وقتها هيتقسم بيني وبينه وشوية شوية ميبقاش ليا وقت، والحاجة التانية إني هبقى لوحدي، وهفضل لوحدي طول العمر.

- ياتي قمر بالفستان.
- مش كنا جبناه الموڤ ده أحسن.
- لا يا أسماء والله اللون ده تحفة عليكِ.
- وإنتِ كمان قمر أوي النهاردة.
سكت شوية قبل ما اسألها بصوت واطي - بجد قمر؟
اتشغلت في الفستان ومردتش وأنا وقفت مكاني أفكر، مستحيل أكون مكانها، مستحيل حد يبصلي ويحبني أصلًا، البنات الحلوة كتير، هيتبصلي أنا ليه! دا حتى لبسي مش حلو وذوقي فيه مش حلو، والخمار على طول متبهدل مني وكأني عندي سبعين سنة، ولون بشرتي غامق أوي، يعني لو لبست الفستان الأبيض شكلي هيبقى وحش أكتر من الطبيعي، وايدي عاملة ليه كده! مش حلوة زي ايد البنات ليه! حتى صوتي مش ناعم زيهم.

- حنان! بقالي ساعة بكلمك.
- هه!
- هه ايه، روحتي فين؟
- معاكِ.
- بقولك يلا هنخرج.

وقفت جمبها سرحانة، وغصب عني كنت ببص للبنات، أنا ليه مش شبههم؟ ليه ابتلائي جه في شكلي! دا أنا بنت ومينفعش شكلي يكون وحش يارب، كده مش هتحب، حتى لو اتجوزت مش هتحب!
انشغلت شهر كامل في كتابة رواية، اسمها الحب للجميلات فقط، معرفش كنت بشتكي للمجتمع مقاييس الجمال اللي حطها وظلم اللي زيي، ولا بخرج طاقة جوايا كانت هتأذيني لو مخرجتش.

- مش بتكلميني ليه؟
- مفيش يا حبيبي مشغولة بس، الولا العريس ده عامل ايه معاكِ.
- الولا العريس ده جايبلك عريس.
قلبي اتقبض - يعني ايه!
- ايه ده اللي يعني ايه؟ بقولك في واحد عاوز يتقدملك.
- يتقدملي ليه؟
- علشان تاكلوا بانيه.
- طيب.
- موافقة يعني؟
- لأ.
- ليه؟
- واحد مشافنيش، يتقدملي ليه!
- لا يا بنتي شافك في الخطوبة.
- شافني وعاوز يتقدملي!
- ايه اللي فيها؟

الموضوع ابتدا معايا من 7 سنين بالظبط، الأول كنت بخاف من الناس، بعدها بقيت اتجنبهم، بعدها مبقتش أخرج، وحاليًا حرفيًا مش بخرج.
أنا لما بقف قدام المراية بشوف نفسي بشرتي لونها أسود، وعندي حبوب كتير، وعيوني ضيقة وقصيرة شوية، فملهاش لازمة اطلاقًا حضرتك بتقل دمك تقولي ايه ده إنتِ قصيرة كده ليه! ولا ايه ده إنتِ سمرا أوي، طب ما أنا عارفة أني سودا، وعارفة إني قصيرة، عارفة ملهاش لازمة تديني المعلومات دي وتكسر خاطري.
كلمت أسماء الساعة 2 بليل وأنا بعيط وقولتلها تقول لخطيبها إني مش موافقة، أنا هعيش لوحدي كده أفضل، بكرة لما اتخطب هيبص للبنات ويبصلي، وأكيد هيحس إنه عمل أغبى قرار في حياته.
المجتمع راسم علامات الجمال بنت لونها أبيض بعيون عسلي وشعر أسود طويل وناعم، وتكون طويلة ومش تخينة، طب معلش اللي زيي ربنا خلقهم قصيرين، ننتحر؟.

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن