اسكريبت 52

621 53 0
                                    

إسكربيت. ♥️

_ ما هو أنا لو كنت لابسة عباية وشبشب زنوبة أحمر كنت عجبتك.
= فـ أيه يا آنسة أحنا فـ مكتب وأنا بقولك أن شغلك مش عاجبني.
_ سوري يا مستر زين شكلي سخنة النهاردة شوية.
_ طب اتفضلي يا آنسة وبلاش دلع.

أنا يزعق فيا ويقولي بلاش دلع ابن المضايقة! واللّٰه المضايقة دي لو شافتني هتعلقني ع باب العمارة.
جبت قهوة ولبست النضارة وفتحت الملفات أعدلها يكش تعجبه ونخلص فـ أم اليوم دا.

* أيه يا ست الناظرة مش هتخلصي الورق دا؟
_ سمر أنتِ جاية تكملي عليا ولا أيه؟ أبعدي عني أحسن لك.
* أنا غلطانة يا مُنى جاية أسليكِ بدل ما أنتِ قاعدة لوحدك وبعدين كل الموظفين يعتبر روحوا.
_ خلصت أهو يا سمر هسلمهم لمستر زين وأروح.
دخلت المكتب وحطيتهم قدامه بعنف.
_ أنا عايزة أطلق.
= أيه!
_ هاا! قصدي اترفد، لا لا أقدم إستقالتي.
= خلاص تمام، وأنا موافق.

أيه دا أيه دا، دقيقة يا جماعة نفهم الزفت قصدي المستر الحلو دا بيقول أيه! هو مش هيمسك فيا وكدا!
_ موافق على أيه يا برنس؟!
= مش هتقدمي إستقالتك أنا موافق، أصل شغلك هنا جاي عليا بخسارة.
_ أنا يا مستر زين!
ابتسم وبصلي بإستفزاز.
= أيوة، تعالي نحسب، ضيعتي لحد الآن ٣ ملفات مهمين، بغباءك وقعتي القهوة ع العميل ودا كان أهم عميل عندي، وقعتي المكتبة بتاعتي وأنتِ بتجيبي الكتب...
_ بس اللّٰه يسترك يا شيخ متكملش، دا أنا السي في بتاعي مشرف.
= طب يلا اتفضلي بره خليني أكمل شغلي، بره يا مُنى.
________
_ يعني يرضيكِ كدا يا طنط سلمى ابنك زين يطردني من المكتب ويقطع عيشي وأنا ولية غلبانة بجري ع كوم لحم، وأمي فـ الجيش.
- بتقولي أيه يا موكوسة؟
_ حلوة أوي البسبوسة دي يا طنط.

عينها لمعت بفرحة كدا، هي الستات كدا يحبوا اللي بيشكروا فـ أكلهم، ميشكروش فيهم عادي بس يشكروا فـ أكلهم.
- بجد يا مُنى عجبتك؟ أنا قلت واللّٰه هخلي لـمُنى حتة عشان هي حبيبتي حبيبتي حبيبتي، أمواااه.
_ يلا بقا يا طنط قولي لـزين يرجعني الشركة، أنتِ متعرفيش حبيت البسبوسة دي أد أيه.
دخل زين ورمى المفاتيح بتاعته ع الطربيزة وقال: بتعملي أيه يا زفتة أنتِ هنا، مقربتيش تقدمي إستقالتك من بيتنا كمان؟
_ شايفة يا طنط ابنك.
= ابنك!
_ قصدي مستر زين، حلو كدا؟
- عيب عليك يا زين دي مُنى دي قلبي أنا، رجعها الشركة يا بني كدا ترفدها حرام عليك.
= يا ماما..
- زين!
= حاضر.
مستر أوي واللّٰه، تسلملي طنط سلمى دي واللّٰه،
ربنا يخليكِ للغلابة يا طنط.
تاني يوم روحت الشركة عادي وأنا مبتسمة كده وكأني طالعة من حرب منتصرة.
* أيه الإنشكاح دا كله، مش كنتي هتقدمي إستقالتك.
_ ما أنتِ عارفة يا سمر زين مش بيقدر يقعد يوم فـ الشركة من غيري.
ضحكت وقالت:
* قصدك من غير مصايبك.
_ بت غوري من وشي، هروح أشوف مستر زين وأسلمه الملفات دي، لازم أخلص شغل بدري عندي محاضرات النهاردة.
* أنا مش فاهمة ليه حابة تشتغلي، أقعدي فـ البيت يا بنتي وذاكري أحسن ليكِ.
_ أنتِ عارفة يا سمر أني بحب أعتمد ع نفسي، وبفرح لما أحس بأن ليا قيمة كدا وكارير، يلا بقا سلام عشان متأخرش.

أنا وماشية اتخبطت فـ أنثى الزرافة دي اللي قالت بدلع: يوه مش قصدي، أصلي مشفوتكيش وأنتِ مش باينة من الأرض.
_ العتب ع النظر يا آنسة سها.
+ لا قصدك ع القصر يا قصيرة.
هي قالت يا قصيرة! ماشي يا أنثى الزرافة، لحظتين تلاتة لقيتها واقعة ع الأرض وكل الموظفين حولينا، طلع زين من مكتبه بسرعة.
= هو أيه اللي حصل؟
مثلت أنها بتعيط وقالت: الآنسة مُنى وقعتني يرضيك كدا يا مستر زين، هو حضرتك ليه مشغل معاك عيال.
بصلي وزعق: أنتِ فعلًا وقعتيها؟
_ هي بتقول عليا قصيرة.
= وأنتِ طفلة تقومي توقعيها!
_ أنا...
= بره يا مُنى بره.
خدت بعضي ومشيت وأنا بعيط، يطردني أنا عشانها! ليه؟
روحت المطعم اللي جنب الشركة وطلبت شاورما، أطلع فيها كل غيظي.
= هو أنتِ فرحانة بتاكلي زعلانة بتاكلي!
_ أنت كمان هتبصلي فـ الأكل طب مش هاكل بس.
= أحسن أكل أنا.
خده من أيدي وقعد ياكل فيه، وقال بهدوء: مالك بقا مش أحنا صحاب احكيلي.
زين مش جاري وبس لا دا كمان صاحب ليا وصاحب جدع كمان، اتنهدت وقلت.
_ أنا زهقت من الشركة، ومديرها الرخم دا اللي طالعله قرون شياطين.
= دا اللي هو أنا؟
_ لا لا أنت دلوقتي صحبي.
= كملي.
_ عارف يا زين أيه أكتر حاجة بتوجع، لما تتعشم، تتعشم أوي أن اللي حواليك هيثقوا فيك ويقدروك، ومع أول مشكلة يرموك من حياتهم، أنت عارف يا زين أنا مش بحب أوقع حد من بين أيديا أبدًا، بتمسك بيهم لأخر لحظة، لكنهم بيكونوا مصرين يقعوا.
= أنا آسف.
_ ع أيه؟
= كان لازم اتكلم معاكِ الأول، مكنش ينفع اطردك كدا من غير ما أعرف الحقيقة، عرفت أنها استفزاتك وكمان وقعتيها غصب عنك، دي أخر مرة هتحصل صدقيني.
_ شكرًا يا زين.
أنا لو فضلت أقوله شكرًا لمدة قرنين كاملين مش هوفيه حقه، هو سند ليا ديمًا، الكل بعد عني إلا هو، فضل وقت ما الكل دارلي ضهره ومشي، مريت بفترة صعبة جدًا، اتصدمت فـ أعز أصدقائي ودا خلاني أبعد عن أي حد، لكنه كان جنبي، وكان بيذاكرلي لما كنت فـ ثانوي، ولما طلبت منه أني عايزة أشتغل شغلني معاه فـ الشركة رغم كل مصايبي.
_ يرضيك كدا يا زين تقول عليا عيال.
= أحلى عيال واللّٰه.
_ أيه!
__________
= يعني أيه يا ماما هتتخطب؟
- عادي يا زين دي سنة الحياة، ابن عمها كان فـ السفر ورجع عشان يتجوزها أيه المشكلة فـ كدا.
= طب والشركة؟
- الشركة! أنت كدا هترتاح من مشاكلها، ما أنت كنت كل شوية تطردها.
_____
= يعني أيه يا مُنى هتتخطبي لابن عمك؟
_ طب قول صباح الخير الأول أو السلام عليكم.
قعد قدامي والعصبية ع وشه.
= هتتخطبي صح؟
_ ابسط يا عم هترتاح مني ومن مشاكلي.
= وأنا كنت أشتكيت ليكم.
_ أيه!
= طب وأنا يا مُنى؟
_ أنت أيه!
اتعصب جامد ومشي، طلعت ماما وقالت: هو مالوا زين يا مُنى، ومقعدش يفطر ليه معانا؟
_ معرفش يا ماما، بس حالته غريبة شوية.
عدى يومين وزين تصرفاته غريبة أغلب الوقت متعصب مش فاهمة ليه وكل ما نجيب سيرة الخطوبة يتجنن.
روحتله المكتب.
_ مستر زين.
رفع رأسه من الملفات وساب قلمه، وقال: تعالي يا مُنى أقعدي، عايزة أيه؟
_ كنت عايزة استأذن من حضرتك، ابن عمي كلمني وطلب أنه يقابلني النهاردة.
وقف بغضب وقرب مني.
= أيه! سمعيني تاني كدا، هتقابلي مين! واللّٰه يا مُنى لو طلعتِ من الشركة لأكون مكسر رجلك.
_ بس دا هيكون خطيبي يا مستر زين ولازم أتعرف عليه.
= معندناش بنات يا مُنى تقعد مع حد غريب.

مرت فترة كانت غريبة علينا، زين مش عايزني أقرب من ابن عمي ولا أتكلم معاه، كان فاضل يومين ونشتري الدبل ونعمل خطوبة، لقيت زين بيخبط على باب الشقة جامد، فتحت ودخل وهو متعصب وقال: هو فعلًا الخطوبة بعد يومين؟
هزيت رأسي ومعرفتش أتكلم وأنا شايفاه بحالته دي.
= مُنى، أنتِ عارفة بتعملي أيه، أنتِ هتتخطبي وخطيبك دا ممكن يتحكم فيكِ ويقولك متروحيش الشركة وبكدا هتبعدي عني، مُنى حياتنا أحنا الاتنين هتتغير، يعني مش هكون صحبك، مش هحكي معاكِ زي الأول.
دموعي نزلت لوحدها، هو فعلًا ممكن دا يحصل وزين يبعد عني، فقلت:
_ بس أنا مش عايزة أبعد عنك.
مسك أيدي بقوة، ودي لأول مرة تحصل رغم الصداقة اللي بيني وبين زين إلا أنه ديمًا بيحط حدود بينا!
اتنهد وقال: أنا بحبك يا مُنى، أيوة بحبك وأنتِ طفلة كدا فـ نفسك، بحبك من زمان من وقت ما عيني وقعت عليكِ وحبك وقع فـ قلبي، بحب مشاكلك ومصايبك أنا لو مضيعتيش ملفين تلاتة كل يوم بحس أن الدنيا وقفت، بحب قوتك وعنادك، عارفة أيه اللي شدني ليكِ يا مُنى، طموحك وحلمك اللي أكبر منك، شفت لمعة عيونك وحماسها لما قلتلك هتشتغلي معايا فرحت لفرحتك، وحلفت أحققلك حلمك، رغم كل الضغوطات والهموم اللي ع قلبك قادرة تضحكِ وتضحكي الكل، أيوة أنا حبيتك يا مُنى.
ساب أيدي ببطء، حسيت وقتها أن بياخد دقات قلبي معاه، حسيت أنه بياخد الدم من جسمي، كنت حاسة بدفا وأيده بتحضن أيدي، مشي وسابني مصدومة من أعترافه مكنتش أتصور أنه يحبني وخاصة بالشكل دا
أمي جت وحطت أيدها ع كتفي: قررتي أيه يا مُنى، زين شخص محترم، لكن أنتِ ديمًا قوية وقراراتك بأيدك، شوفي الصح يا بنتي.
هزيت رأسي، ودخلت أوضتي صليت صلاة إستخارة وقرأت قرآن، حسيت براحة غريبة فـ قلبي، طلعت من شقتنا ورحت لشقة زين قصادنا وخبطت، فتحت طنط سلمى: أخبارك يا مُنى، جيتي فـ وقتك تعالي أدوقك البسبوسة.
رديت وأنا مبتسمة وحضنتها: حاضر يا طنط سلمى، هدوقها أنا وناهد وبابا وكلنا، وهعملها معاكِ ديمًا كمان المهم تعلميني طريقتها، فين زين؟
خرج زين من أوضته، جريت وقفت قدامه وأنا مبتسمة ومنشكحة أوي، وقلت:
_ أنت قلت يا زين أني لما أتخطب لابن عمي علاقتنا مش هتبقى زي الأول، ومش هنكون أصدقاء ونحكي مع بعض.
هز رأسه بأيوة، ومستغرب من إبتسامتي وفرحتي دي.
كملت.
_ لو أنا عايزة تفضل علاقتنا زي ما هي، ونفضل أصدقاء وتحكيلي عن أسرارك، أو حتى نقرب فـ علاقتنا، أعمل أيه؟
فضل فترة مصدوم من كلامي وأخيرًا أدرك قصدي فقال وهو بيبتسم: تتجوزيني.
رديت وأنا وبضحك بفرحة: موافقة، موافقة يا زين.

"لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي وَلِلحبِّ مالَم يَبق مِنّي وَما بَقي
وَما كُنت مِمَّن يَدخل العِشق قَلبهُ وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونكِ يَعشَقِ" ♥️

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن