••••• البداية••••
فرات وريماس :
وقف فرات بجانب باب العمارة ليراقب المدخل بشرود الا انه التفت بعدها ليرى زوجين من العيون السوداء التي كانت تراقبه بترقب ولمحة من الامل قد طغت على محياها تبتسم له بتروي وارتقاب كأنها تهمس له بعينيها لكي يبادر في بدأ الحديث قبل ان يصلا الى نهائية هذه الامسية المميزة ، بادرها فرات بنفس الابتسامة مع تنهيدة حارقة خرجت من لبه بخفوت لتزيح خصلة من شعرها الحكلي كأنها نسمة دافئة ، امسك فرات دفة الحديث ليقول ببطء وهدوء :
( اذن لقد وصلنا الى النهاية )
ارجعت ريماس تلك الخصلة لتبسم له بخجل ، مما جعله ينزعج فمن قانونه الخاص بها انه صاحب الحق في ازاحة ولمس شعرها ولا احد يملك هذا الحق الا هو
اردفت ريماس بعدها :
( اظن هذا ..شكرا على الأمسية فرات ...لقد كانت ..رائعة بشكلا يدفئ القلب )
اجابها فرات وهو يحك مؤخرة رأسه :
( لا شكر على واجب ..كما انني سعدت بمرافقتك لي لتناول وجبة العشاء )
احمرت ريماس لتحمحم بخجل وهي تقول :
( احممم... هل يمكن ان اطلب منك طلبا من فضلك)
نظر لها فرات بدهشة الا انها تحولت بعدها الى نظرة حنونة و مترقبة :
( وما هو طلبك يا قلب الألماس)
ارتبكت ريماس من ذلك اللقلب المفاجأة لتنفرج شفتيها ببطء طلبا للهواء الا انه لم يرحم خجلها وارتباكها ليكمل :
( انه لقب جميلا لطالما خطر على بالي كلما رأيتك ..قلب الألماس)
نطق بذلك الاسم كأنه يلتهم شهد العسل يتلذذ بكل حرف على حدا
نظرت اليه ريماس بعيون متسعة سرعان ما تغيرت ملامحها الا البرود و التخشب لتقول بنبرة حازمة :
( اريد ان ازور فرانك مجددا ..ان أمكنك طبعا ان ترافقني )
عقد فرات حاجبيه ليجيبها بوقاحة تناقض مشاعره المحمومة قبل قليل :
( لماذا لا تذهبين وحدك .... ام انك طفلة صغيرة تحتاج الى احد يمسك يدها ويقودها )
وضعت ريماس يدها على خصرها بتعجرف وهي تجيبه بحزم :
( وقح ، جلف ...قليل الادب ...)
ارتفع صوت فرات وهو يخاطبها آمرا :
( احترم نفسك يا دفلة ...لسانك الطويل قد تبرأ منك ..ام انه يحتاج الى تأديب وتأهيل )
ركلته ريماس على قدمه ليتفداها بسرعة ثم رمقها بنظرات حارقة ، لتجيبه بتعنت وخشونة :
( دفلة ...ايها الوغد اتشبهني بنبتة الدفلة ..صحيح من استحى مات ومات معه النبل في الحديث مع النساء )
رمقها فرات بنظرة ساخرة ليجيبها :
( نساء ...اقسم انني لا ارى امرأة هنا منذ الثانية التي وقعت قدمي امام باب العمارة ...قالت نساء قالت ...وقحة )
وضعت ريماس يدها على جبينها تفركه بتعب وارهاق لتقول وهي تضغط على اسنانها بغضب :
( اغرب عن وجهي ايها التيس متيبس الدماغ ..قبل ان اضربك بمحفظتي )
رفعت ريماس محفظتها الرياضية لتقوم برميها على وجهه الا ان هذه المرة لم يستطع ان يتفاداها فقد ارتطمت في منتصف وجهه ، امسك فرات انفه وهو يتأوه بالم ليردف بتوجع :
( سوقية ...ايتها الهمجية اهذا تصرف امرأة محترمة )
اجابته ريماس وهي ترفع قبضتها المضمومة باتنصار وفخر :
( هذا تصرف امرأة قد تحرش بها رجل بغل ...ونعتها بالدفلة )
دعك فرات انفه المحمر ليجيبها بنبرة مضحكة كأنه يتحدث من انفه :
( انا تحرشت بك ...متى واين ..وهل هذا الوجه المسطح الشبيه بوجه السلحفاة يتحرش به إنسان عاقل )
احتدت ملامح ريماس مجددا لتقوم بضرب قدمها على الارض وهي تردف :
( وهل تسمى نفسك إنسان عاقل ....انت اقرب الى بغل متعنت )
تنهد فرات بخفوت وقنطة ليردف وهو يغمض عينيه بشدة :
( سأكون الانسان العاقل في هذا الحوار واتجنب الشجار معك ..فأنا اعلم الى اين سينحدر مستوى هذا الشجار العقيم ...ما الذي تريدينه من فرانك)
حمحمت ريماس بخجل وهي تكبح جماح لسانها :
( لقد اعجبني المكان واحسست بالراحة فيه ..كما ان معاملة فرانك كانت ...) بلعت ريماس ريقها لتكمل :( كانت معاملة دافئة لا مصلحة فيها ..ببساطة اريد ان يصبح ذلك المكان من الاماكن التي افضلها عندما اكون في حالة قنوط )
تباطئت ملامح فرات من الغضب الى الدهشة ثم الحنان الجارف ، اراد ان يجذبها الى صدره ليردد لها بكل تملك ان هذا الصدر هو المكان الوحيد الذي تحتاج ان تهرب اليه ، وسيتقبلها بكل حب و رحابة صدر ، الا انه كبح جموح واهتياج مشاعره ليقول لها بنبرة مختلفة :
( اعدك أننا سنذهب اليه كلما اردتي... يكفي ان تطلبي هذا وسألبيه بكل سرور )
رفعت ريماس رأسها بدهشة، لتقوم بعدها وهي ترمقه بنظرات هادئة :
( هل ستذهب معي )
اومأ فرات برأسه كعلامة على القبول ، ليردف بعدها بنبرة ممازحة لعله يضفي بعض المرح على هذا الجو المشحون :
( سيكون موعدا بينا يا قلب الألماس )
هتفت ريماس بصراخ وهي تقوم بحمل حقيبتها من الارض :
( الخطأ علي انا من تقف امامك وتحدثك ..متحرش وقح )
التفتت مهرولة الى باب العمارة الا انه قاطعها ضاحكا وهو يردد بأعلى نبرة لديه لدرجة انه ازعج سكان العمارة :
( ليلة سعيدة ايتها الدفلة ...يامن تجذب الأنظار اليها بجمال ازهارها متناسين طعمها المر )
صفقت ريماس باب العمارة لتقول بصراخ :
( وغد وقح )
بقي فرات على نفس وقفته يبتسم بشرود وهو يناظر الى المكان الذي كانت تقف عليه ريماس ، كان يعيد شريط ليلتهما ولقاءهما ببطء يتذكر كل ابتسم ...كل همسة .. ذلك الخط على جانبي شفتيها يثير جنونه ...كل تجعيدة قد تحركت وهي تصب جام غضبها عليه ..بطريقة لذيذة لطالما جذبته ...وان يكن فقد وقع في حب هذه الفتاة ....الدفلة تلك النبتة المزهرة بالوانها الجاذبة رغم مرارة ذوقها واغصانها السامة الا انه يقر بجمالها الخاطف للانفاس ، ابتسم باتساع وهو يردد في ذهنه
" أنتِ لي ، في هذه اللحظة انتِ لي ، يمكن ان يحصل شيئ ولن أعود انا كما انا ، يمكن ان يحصل شيئ ولن تعودي انتِ كما انتِ ، وتفترق هذه الطرق بنا ، ونضيع مع المشي والمسير ، مع ذلك ، سأظل أريدك واتمناك ، مع هذه الرغبة ، سوف اموت ، هكذا هي حاجتي إليك ،كما الهواء ضروري للتنفس ، كالمجنون سأظل ابحث عن حبك ، ان احببتني غدا او لم يحصل هذا ، حتى وان سمحت لي الأيام القادمة ، او لم تفعل ، مع حطام قلبي المكسور سأظل انتظرتك على عتبات ابوابك ، مع ذلك سأظل اريدك واتمناك "
اردف فرات بهمس موجع :
( سأظل ابحث عن حبك يا قلب الالماس ..يا نبتة الدفلة الخاصة بي )
تأوه وهو يفرك انفه بالم ثم ذهب الى سيارته قاصدا قصر مورينيو فليلة هو ميعاد قدوم زيوس وقد اشتاق الى ذلك الوغد المغرور
أنت تقرأ
بين براثن زيوس|| {17+} 𝗭𝗨𝗘𝗦
Romanceتدور أحداث هذه الرواية في ايطاليا ، وتحديدا في جزيرة صقلية ، تلك الجزيرة التي تجمع بين أبطالنا رغم اختلاف عرقهم ، وثقافتهم ، وحتى مكانتهم المادية والتي ستلعب دورا في تحويل حياة نادين الصغيرة من جنة الى جحيم زيوس احبها رغم قتامة قلبه °°...