ch12

7.1K 217 78
                                    


لكل نهاية بداية اخرى
•••••••••••••••••••

نادين:

الاب•• نطق هذه الكلمة فقط ، يشعرني بالأمان ~بالطمأنينة ~بالراحة ، فكيف لو كان حاضرا معي
الاب••نعمة لا نعي قيمتها حتى نفقدها ، الاب•• هو الرجل الوحيد الذي افتخر بحبه ، الرجل الوحيد الذي أنام وأنا على يقين انه لن يخذلني ، لن يتركني في منتصف الطريق ، يومان ، انهما يومان لعينان ، وهو في غرفة الانعاش ، لقد تعرض لازمة قلبية ، لم اصدق هذا فأبي كان بصحة جيدة ، رجلا رياضي ،ولا يستهويه الأشياء الضارة بصحته ، في تلك اللحظة كل الأفكار السوداوية تراكمة في ذهني ، هل سافقد هذا الحضن !هل ستتركني تلك اليد القوية ، التي لطالما رافقتني في حياتي ! هل سيرحل ذلك السند الذي اتكئ عليه في محنتي !هل سيفرقنا الموت ? كل تلك الأسئلة داهمت فكري مخلفة ورائها كومة من الآلام وتأنيب الضمير ، كيف لم أشعر بمرضه ،اخبرنا الطبيب بان مشكلة قلبه بدأت من أكثر من خمسة سنوات ، تركته قبل يومين وهو في أبهى طلته ، في أحسن حال ، وهااا انا اعود واجده على فراش الموت ، ينازع لكي يتشبث بذلك النفس الذي لا يكاد يسمع ، يتشبث بتلك الروح الطاهرة لكي لا يسلمها لخالقها ، يااال سخرية الاقدار !آهذه عقوبة الاهية ? هل يجب علي ان اعيش هذا اليوم الاسود ! لا اريد ان افقد أحدا مجددا ...يكفيني انني فقدتهما

كنت جالسة على كراسي الانتظار ، امام غرفة الانعاش ، الخوف والرعب يتآكلني ،خرج بعد مدة ذلك الطبيب ،لنهرع اليه انا وامي
لتقول له و قد طغت نبرة البكاء على صوتها : ايها الطبيب كيف حال زوجي
كانت علامات الفرح بادية على وجهه ليقول : لا تقلقي سيدتي انه في حالة جيدة ..سيخرج بعد قليل من غرفة الانعاش الى غرفة عادية ..وبعد اسبوع يستطيع العودة معكم الى المنزل
ليكمل بنبرة محذرة : ولكن الاجهاد والتعب ممنوع عليه ..وحبذا لو يأخذ اجازة شهر من العمل وتوتره ..يتناول أدويته بانتظام ويمارس الرياضة ايضا ..اهنئكم على سلامته ،
ليهذب ويتركنا بعد ان تشكرناه على مجهوده معنا ،
نظرت الى امي لاجدها شاردة في باب الغرفة والدموع لا تتوقف عن النزول من مقلتيها

كسرت السكون بكلماتي لاقول : امي ..لماذا تعرض ابي لهذه الازمة ..قبل ذهابي الى العمل بيومين تركته بصحة جيدة ..
نظرت الي بانكسار وحسرة لتقول : تعرضت الشركة التي يعمل بها والدك للافلاس ..وقد طرد من العمل

لاجيبها بدهشة : ماذا ..وهل هذا سبب لكي تتأزم حالته
تنهدت امي ثم ضمتني الى صدرها وقالت : بقي خمس سنوات لكي يأخذ والدك التقاعد ..كل تلك السنوات التي كان يعمل بها في تلك الشركة قد ذهبت هباءا ..ومال التعوييض الذي قدموه لنا ...لن يكفينا الا ل 3اشهور مع نفقات المشفى والادوية ..لقد تحطمت آمال والدك نادين ...لقد كاد قلبه ان يتوقف بسببهم ..اللعنة عليهم اصحاب المصالح القذرة
رفعت انظاري لها وقلت بعد ان كوبت وجهها بكفيي،لامسح دموعها وابتسم بحسرة لها : لدي القليل من المال الذي كنت ادخره من عملي المؤقت ..كما انني سأتخرج قريبا وسأعمل بجد ..لن يعود ابي الى العمل مجددا ، سنعيش الحياة التي نريدها ..ثقي بي
ابتسمت بامتنان لتنزع كفي وتقبله ،وتردف بأمل : انا اثق بك ..لهذا فالمال الذي جمعته سيبقى عندك ....لن نحتاجه واذا احتجناه يوما اعدك اننا سنلجأ لك ..نادين لقد وضعت كل آمالي عليك ..يجب ان تتخرجي وتنجحي ..هذا كل ما احتاجه منك في هذا الوقت الحالي
دخلت "آنا" الى الرواق الذي كنا نقبع فيه ،لنرفع رأسينا لها ،كانت تلهث وعلامات الخوف على وجهها لتقول : كيف هي حالة السيد مجدي ..هل هو بخير
ضحكت امي عليها لننظر لها باستغراب ،ثم قالت : قبل ان تأتي كانت حالته جيدة ..ولكن الآن اظن انها ستسوء مجددا
وضعت "آنا" يدها على خصرها دلالة على غضبها المزيف لتقول : هل تلمحين انني ازعج زوجك ايتها السيدة ، لتكمل بخبث ودراما : اظن ان هذا شيئ رومانسية ..اقصد ان يتوقف قلب شخصا من اجلك ..اظن ان السيد مجدي يحبني ..لذلك تعرض لتلك الازمة ..وانت تعرقلين طريق هذا الحب الافلاطوني
نظرت اليها امي بغضب مزيف لتنهض وتقوم بنفس الحركة وتردف : تأدبي يا آنسة فمجدي زوجي وحدي ..ولن يتوقف قلبه الا من اجلي
ارتفعت قهقهتهما ،لتسكتهما احد الممرضات ،لاهمس لهما وانا اضع يدي على شفتي : أسكتا ..لقد فضحنا بسببكم ..كما انه امر غريب ان تتشاجر فتاتين جميلتين ومثيرتين على ابي ...
لتردف "آنا" وهو تمسح دموعها من كثرة الضحك : اظن ان السيد مجدي يكرهني ..واستطيع ان ابصم لكما هذا ..احيانا لا استحمل ثرثرتي فكيف هو
جلست "آنا " امام امي لتقول : سيدة سمية كيف حالك الآن
قبلتها امي من وجنتها لتقول : بخير يا روح السيد سمية ..شكرا لك لانك وقفت بجانبي ابنتي فهذه المحنة
مسكت "آنا" يد امي لتربت عليها بحنان واردفت : لا شكر على واجب ..فنادين بمثابة اختي التي لا استطيع الاستغناء عنها ..كما انني اريد ان اشكرك لانك انت من ولدتي ..سببا لكي استطيع العيش
حضنتنا امي لتقول باستفسار : على سيرة الاخوة...اين التوأمين
اجبتها : عند احد الجيران ..لا تخافي لقد اطمئنيت عليهما منذ قليل
"آنا" وهو تقول بمكر : ماذا حل بك سمية ..هل تقدمتي بالسن واصبحت خرفة ..ام ان حالة حبيب القلب اثرت بك ونسيتي اولادك
نظرت لها امي بغرور و ابعدت خصلاتها الحمراء بتكبر وقالت: انت الخرفة ...اما انا فمازلت جميلة ومحافظة على شبابي ..كما انك قليلة ادب ..هيا اغربي عن وجهي
ابتسمت على شجارهما الطفولي ، "آنا" بمزاحها وشخصيتها الاجتماعية ، والتي هي مطابقة لشخصية امي ، من الجيد ان يخلق لي الله شخصا يجمع صفات المحبب لقلبي ، الطيبة والحنان ، الغرور والجمال ، حتى نكتها التافهة اصبحت اعشقها ولا استطيع الاستغناء عنها ، ومن حسن حظي انها صديقتي وتوأم روحي ،تشاركني في كل شيئ حزني قبل فرحي ، رغم اختلاف شخصياتنا الا ان هذا الاختلاف قد زاد لعلاقتنا بريقا خاصا ومميز ، انها "آنا" ذلك البريق الذي دخل حياتي بعد ان كنت شبه ميتة ، بعد ان فارق النور حياتي وابتلعني ظلام تأنيب الضمير ، اتذكر اليوم الذي التقيت بها جيدا

بين براثن زيوس|| {17+} 𝗭𝗨𝗘𝗦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن