ch29

6.5K 156 60
                                    


من أصعب الاشياء أن تصف لشخصا قريبا من قلبك ..كمية الخذلان التي تشعر بها نحوه

هاي عايز كيف الحال ❣️❣️
هذا بارت جد طويل 13394  كلمة
احتاج منكم دعما كالعادة
تعليق بين الفقرات
فولو لصفحة وفوت البارت 

قبل ثلاثة سنوات :
( هل يمكن أن تعيد لي ما الذي حدث لك ..وما الذي رأيته في تلك الليلة )
أردف وهو يراقب اهتزاز مقلتيه ، حاجبيه الذين اقترنا بتكشيرة غاضبة ..أنفاسه المتفاوتة بين نبضات قلبه التي تسارعت فور سماعه ذلك السؤال المنفر لقلبه و أذنه وبين ذاكرته التي انعشت على مشهد ود لو لم يتذكره أو لم يعشه يوما ..أردف زيوس ببطء وهو يزفر بانزعاج :
( لقد أخبرتك بكل شيء ..رغم أنني لا اثق بك ايها الخرف الا أنني أخبرتك )
ضحك الطبيب بسعادة ليجيبه بتفهم :
( لو لم تكن تثق بي لما أخبرتني ب..ب...لقد نسيت ، ما الذي أخبرتني به )
أطلق زيوس صرخت تذمر ليجيبه وكأنه صوت مسجل في آلة قديمة الصنع :
( ما الذي أوقعت نفسي به يا إلهي ...أنا زيوس مورينيو قدمت إلى هذا المصح اللعين لأنني حاولت أن اقتل صديقي بعدما رأيت اشياء لا اعلم ما هي )
أردف الطبيب ببساطة :
( وما هي ؟!)
استقام زيوس بعدما كان نائما على ذلك السرير الطبي الاسود وهو يعض على باطن خده ..عيونه التي حجظت بلونها المحمر الذي يحيط ببؤبئين حادتين ..... جعلت الطبيب يبتلع ريقه بخوف ليسمع صوته بعدها وهو يقول ببطء شديد وببحة مكثفة تزعج الاذنين :
( هل ارسلك أحد لكي تقتلني من شدة الغضب ...هل نفذت منهم الخطط لكي تكون خطتهم التالية ، القتل بواسطة عجوز خرف يستفز اعصابي ...هل انت مستغن عن حياتك الباقية ام انك مستعجل لكي تلتقي به )
اكمل جملته ليرفع عينيه عاليا وكانت هذه هي إشارة الطبيب لكي يستقيم في جلسته وهو يقول بتأسف:
( سيد زيوس أنا أعلم بأنك أنت من ارسلت ورائي لكي اتي اليك ..لو لم تجد منفعة في استشارتي لما بقيت ثانية واحدة..أعذر مرضي فأنت تعلم حالة الكبر  ..أنا أتذكر أنني اقوم بمعالجتك منذ مدة طويلة ولكنني نسيت تفاصيل حالتك ..أرجو منك المساعدة لكي اساعدك ...لماذا انت هنا وما الذي حدث لك ..ولماذا أنا في هذا المكان )
وقف زيوس على قدميه ليحمل معطفه بملل وهو يراقب وجه الطبيب البشوش ، لو لم يكن والد احد أصدقائه لحبسه داخل خزانة المعدات الطبية لمدة أسبوع ....
فتح زيوس باب المكتب ببطء رغم البراكين التي كانت تنفجر داخل شرايينه  من الغضب إلا أنه كان حائرا ومشوشا فتلك الليلة لم يكن طبيعيا بل كان أقرب إلى الوحش هيئة وطباعا ... توقف ليلتفت إلى الطبيب ثم أردف بفضول حازم :
( لقد أخبرتني يوما أنني أعاني من مرض نفسي يجعلني بارد المشاعر لا أشعر بأي شفقة و لا تأنيب الضمير ..كما أنني كنت امر بهلوسات في الفترة السابقة لم تكن مثل سابقاتها ..اقسم انني كنت اشعر بكل لمسة وكل قبلة  من شفتيها ..الأحداث المؤلمة أصبحت تعاد في تلك الليلة  وكأنني اشاهد تسجيلا قديما لما حدث ...كدت اقتل صديقي بدون أن يرف لي جفن )
نظر له الطبيب باستغراب ليردف :
( لماذا لا تسمح لي أن أسجل صوتك وانت تروي لي مشاعرك وما الذي فعلته ...سيسهل علينا هذا معرفة اجوبة كل أسئلتك وهكذا سأستمع و سأتعرف عليك كلما اتيت الي لنكمل من النقطة التي انتهينا منها ...موافق )
نظر له زيوس بشك و ريبة ليقول ببطء بعد أن جلس أمامه على الكرسي :
( ما رأيك أن آخذ أنا هذا التسجيل و  في كل مرة ازورك أحضره معي ..فأنا لا أحب أن يمسك علي أحد زلة خاصة في مثل هذه الحالات التي ستجعلني أضحوكة أمام المجلس ..موافق)
بسط الطبيب ذراعيه ليقول مرحبا :
( سأوافق على كل شيء تقترحه لكي نتقدم ونتعرف اكثر عن حالتك المرضية )
أومأ زيوس بتفهم ليشعل سيجارته بعد أن شعر بصداع مؤلم اجتاح مؤخرة رأسه ، فلم ينم منذ ثلاث ايام بعد ما حدث في تلك الليلة ...والصداع أمر وارد بعد ثلاث ايام من القهوة و السجائر اللعينة
زفر زيوس ليحك مؤخرة رأسه وهو يقول بيأس:
( سأبدأ من تلك الليلة فلا طاقة لي لكي اروي لك مأساة حياتي اللعينة )
اكمل جملته الساخرة ليردف بعدها ببطء:
( لقد توقفت عن الأدوية منذ مدة قصيرة ..كنت أشعر بأنني بخير لا اعاني من اي هلوسات ولا انتكاسات كما أن فورة الغضب التي كنت أشعر بها قد زالت ..لدرجة أنني سامحت أحد الخائنين ولم اعذبه رغم أنه قد سرق أكثر من شحنتي مخدرات عالية الجودة )
ارتفعت حاجبا الطبيب بإعجاب ليردف بعد أن ضغط على زر اشتغال مسجل الصوت :
( احسنت هذا تقدم جيد ،رغم أنني لا أوصيك أن تتوقف عن الأدوية خاصة في هذه الفترة الحرجة ...اخبرني كيف اصفحت عنه وكيف كان شعورك )
رد زيوس ببساطة :
( لا شيء لم أشعر بالنشوة المعتادة ...لقد كان الأمر مزعجا ، لأول مرة لم اسمع صرخات أحد أو توسلاته لكي اصفح عنه ...كان الأمر سريعا وقد سقطو على الارض كالذباب )
أعاد الطبيب رأسه إلى الخلف باستغراب ليسأله باستغراب :
( من الذي سقط  على الأرض !؟)
زفر زيوس بملل ليجيبه :
( ايها اللعين استمع الي جيدا فلا أحب أن أعيد كلامي ..هل انت غبي ام انك تحاول  أن تخرجني عن هدوئي ..عاهر خرف )
ابتلع الطبيب ريقه بخوف ليردف :
( سأتقبل اهانتك هذه بصدر رحب لأنني أعلم حالتك ..أرجو أن...)
صرخ بخوف عندما شعر بفوهة المسدس توضع على رأسه ليسمع بعدها صوت زيوس الهادئ وبالمتلذذ بمنظر الطبيب المرتعب:
( من انت لكي تتقبل شيء يخصني...اظن انك تتحداني لكي اقتلك ..هل تريد الموت ايها الخرف اللعين هل تريدني أن افرغ طلقاتي في مؤخرتك المترهلة ...اخرس واسمعني بدون ان تتفوه بتلك الأسئلة  المستفزة .. اتقي  شري في هذه الساعة لكي لا أطلق شياطيني عليك )
أومأ الطبيب برعب ليكمل زيوس بعد أن جلس على الكرسي وعدل من معطفه الرمادي :
( اين كنا!!! نعم ...سأجيب عن سؤالك لقد قتلت عائلته وأبيدت سلالته بأكملها ..لقد كان عاهرا لقيطا فلم اتعب نفسي...زوجته كانت تصرخ برعب عندما رأت ابنها الذي يبلغ من العمر اربع سنوات وهو يتحول الى مصفاة بشرية ..وكان هذا من نصيبها أيضا أما العاهر زوجها فقد توسل لي لكي اصفح عنه بعد أن  قتلت عائلته ..كم كان جبانا و كم  كنت أشعر بالنشوة من ضعفه وخوفه ..وكأنني الجاثوم خاصته )
أردف الطبيب بهدوء بعد أن أعاد صياغة سؤاله داخل ذهنه الف مرة :
( ما الذي تشعر به عندما تقتل أحدا ؟ ..هل تشعر بنشوة متعادلة إن كانت الضحية عدوك ام كان شخصا بريئا ؟  )
ضحك زيوس بسخرية ليجيبه :
( وهل تظنني متسلطا أم سيكوباتي لكي اقتل الابرياء !! ...أحد مبادئي " إن كنت عدوي فلن تسلم من شري " ...أما النشوة التي أشعر بها عندما اقتل أحدا لا تظاهي نشوتي وانا اعذبه بشدة ..وكأنني احلق في السماء )
أردف الطبيب بتفهم :
( بينك وبين السيكوباتي انشات قليلة !؟ ولكن الفرق بينهما أن شخصيتك وارادتك لكي تشفى من مرضك تكبح تلك الهلوسات و الانقسامات التي بداخلك ...انت تعلم بماهية مرضك ، قبل أن تكون رئيس عصابة ذاع صيتها في صقلية .. فأنت رجل اعمال ناجح ، لك جمعيات خيرية  كثيرة ، كل هذه المزايا لدى السيكوباتي فهو كحبة الحلوة المتعفنة رغم أنها مغلفة بغلاف لماع إلا أن طعمها سيئ جدا ، وهذه هي شخصية السيكوباتي المعادية للمجتمع في بادئ الأمر شخصت حالتك على أنك تعاني من السيكوباتية ولكنني بعدما اكتشفت جانبك الآخر ، تحمل مبادئ تكبحك عن كل ما هو خاطئ في اعتقادك ...عائلتك تحبك وانت تضع مصلحتهم قبل مصلحتك ... لديك اصدقاء وانت وفي لهم ...كل هذا ليس موجود عند السيكوباتي فهو لا يحب أن يرى أحد انجح وافضل منه ...وقد رجحت عنفك وغضبك الى ماعشته في طفولتك المنهكة ..موت امك امامك جعل منك شخصا كالقنبلة الموقوتة لا يعلم أحد متى تنفجر ومن سيكون الهدف )
ضحك زيوس عاليا ليجيبه بغل :
( لدي هدف صوب عيني ولن انفجر الان ..كل شيء في وقته ، والانتقام طبق يقدم بادرا)
تنهد الطبيب ليردف :
( هل تعلم سبب مرضك؟ ...الانتقام ...فكرة الانتقام التي تنهش عقلك يوميا لدرجة أنك أصبحت ترى تخيلات بتلك الحادثة لتبقى ذاكرتك نشطة ..معاناتك مع والدك وموت امك لا يضاهي تعطشك إلى الانتقام ...ممن تريد أن تنتقم !؟)
نظر له زيوس بحدة ليجيبه ببطء :
( من من قتل امي ؟)
سأله الطبيب :
( من هم ...هل يمكن أن تعطيني أسمائهم )
اجابه زيوس بحقد قد ظهر على مقلتيه ليردف وكأنه يعيد تسلسل اسماء افلام يحفظها عن ظهر قلب :
( مورينيو ، لوكي لوتشيانو ، مورلو ، معلمي ،   يامازاكي ، سيزار  )
ابتسم الطبيب ليردف :
( هل أسمائهم مرتبة..إذن فأول قنابل انتقامك ستقع على المدعو لوكي لوتشيانو )
ضحك زيوس بسخرية ليبدو صوته قاسيا محقننا بسم مؤلم :
( لقد وقعت قنابلي ولكنني أحب ان اترك الفريسة القوية في الآخر ..لكي يكون سقوطها مخيفا و مؤلما )
ابتسم الطبيب ببساطة ليردف :
( وكانت البداية على سيزار الضعيف  اليس كذالك ...كيف انتقمت منه !)
أعاد زيوس رأسه إلى الخلف لينفث الدخان ببطء وهو يردف :
( سيزار القاضي المحترم ، صاحب اليد الذهبية كما يلقبونه..يده أعلى من القانون وقد حكم بأحكام عادلة ، ولكنه قد اغمض عينيه في قضية امي ..ومن هنا علمت بان المال والنفوذ هم القانون ...امي كانت امرأة قوية رغم بطش مورينيو بها ...كانت ترفع قضية تعنيف أسري في كل مرة كانت تتأذى بشكل يفوق تحمل جسدها الصغير ، في كل مرة كان الحكم في صالح مورينيو ..وفي كل مرة أرى فيها امي تذبل أمام عيني رغم أنني لم أكن في سن الاستيعاب ، ولكنني كنت الاحظ الفرق بين امي المشعة التي تلعب معي وبين امي الذابلة بعد أن تأتي من المحكمة ووجهها المملوء بالكدمات ....في آخر جلسة لها أتى القاضي سيزار وقال " يكفي أن ترضخي ، وتقبلي بالحياة التي تعيشينها لقد مللت من قضاياك ، زوجك صاحب نفوذ وانا لا العب مع أصحاب المال ، سيكون الحكم مماثلا إلى أن تقرري التوقف ...أو للانتحار
" ...كانت هذه هي كلماته التي اطفئت بريق امي
نظر له الطبيب باستغراب ليسأله :
( وكيف علمت بكل هذا !؟)
ضحك زيوس لتنزل دمعة من زاوية عينه وهو يقول بحسرة :
(كانت قد تركت لي مذكراتها ..في وديعة وقد أعطاها لي المحامي عند أن  بلغت سن 18 )
أومأ الطبيب بتفهم ليسأله :
( وكيف انتقمت منه !؟)
ابتسم زيوس بغل ليردف:
( رجل بمثل مكانته التي لا غبار عليها ، لن يصمد لثانية أن تشوهت سمعته ...وهذا ما فعلته ، أدخلته في متاهات القمار و الدعارة وقد رفعت عليه أحد فتياتي قضية تحرش جسدي ..رأيته يذبل امامي كل يوم كما ذبلت امي ، وقد ضربت ضربتي عندما وصل إلى نفس مرحلة اليأس التي كانت تعيشها ..في تلك الليلة كان جالس في كرسيه داخل مكتبه الراقي ، دخلت إليه لأجده غارقا في حزنه و ذله ، تعرف علي فور رأيته لوجهي لن انسى كلماته في تلك الليلة

بين براثن زيوس|| {17+} 𝗭𝗨𝗘𝗦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن