منقذي و لكن ( الجزء الثاني )

الفصل الرابع

في اليوم التالي .. تسللت اشعة الشمس الي غرفة ملك و عز لتزعج ملك فتستيقظ ببطئ نظرت حولها لتجد نفسها نائمة بين ذراعي عز ابتسمت بخجل و تأملته للحظات و هو نائم كانت تلك اول مرة تتأمل فيها وجهه هكذا 
عز : هتفضلي بصالي كده كتير !
ملك بفزع : اا انت صحيت امتي !
عز فتح عينيه و ابتسم : من ساعة ما فوقتي
ملك : و مقولتش ليه !
خجلت ملك و بشد و حاولت النهوض لكنه جذبها اليه و قال
عز  : اقتنعتي بقي اني متقبلك و بحبك انتي بكل حالاتك
ملك : عز انا كنت خايفه و ده حقي انا مكنتش عايزه اظلمك معايا !
عز : و انا عايزك تطمني و خليكي عارفة ان كل ما انتي تقبلتي وشك الجديد انا كمان هتقبله يعني الموضوع بين ايديكي دلوقتي
ملك تنهدت : حاضر يا عز
احتضنها و ظلوا هكذا لفترة طويلة لتقول ملك
ملك : عز
عز : نعم
ملك : ممكن طلب !
عز : عيوني
ملك : عايزه اكلم ماما
عز نهض من مكانه : احنا مش اتكلمنا في الموضوع ده يا ملك !
ملك : ارجوك يا عز عايزه اسمع صوتها بس
عز : مينفعش هي متعرفش انك لسه عايشة !
ملك : انا عندي فكرة .. اتصل بيها و كلمها و علي الصوت كفاية عليا اسمع صوتها بس
عز صمت لتقول ملك : ارجوك يا عز عشان خاطري
عز تنهد : حاضر يا ملك شوية و هكلمها
و بعد ساعة اخذ عز دش و حضرت ملك فطار سريع و اخذت دش هي ايضا تناولوا طعامهم و ذهبوا للجلوس علي احد المقاعد و اخذ عز هاتفه و قرر الاتصال بوالدتها طلب رقمها و انتظر ان ترد و ملك تجلس بتوتر
حياة : الو
عز : امي .. اخبارك ايه ؟
حياة بفرحة : عز انت فين يا ابني معقول تغيب عليا كل ده .. ملك فين جمبك صح
عز نظر الي ملك بعتاب ثم قال : طمنيني عليكي صحتك عاملة اية !
حياة بدموع : انا كويسة مستنيه بس رجوعك انت و ملك معقول كل ده في شهر العسل .. ملك وحشتني اوي و انا كمان وحشتها اوي هاتها و تعالي بقي
ملك كتمت دموعها و وضعت يدها علي فمها لتكتم شهقاتها
عز : خلي بالك من نفسك يا امي و انا هبقي اطمن عليكي كل فترة مش انا ابنك بردو
حياة : طبعا يا حبيبي ده انت جوز بنتي بس بردو فين ملك عايزه اكلمها هي زعلانه مني ولا ايه !
عز : الله يرحمها
حياة بفزع و هيستيرية : ايه يا عز حرام عليك حد يقول كده بعد الشر عليها ملك لسه عايشة يا عز قلبي حاسس بيها هي هترجعلي انا متأكدة !
عز صمت و ملك تبكي بصمت و تكتم شهقاتها لتقول حياة : خلي بالك منها ها و متغيبوش عليا
اغلق عز سريعا و زفر بضيق لتشهق ملك ببكاء و ركضت الي غرفتها سريعا ندم عز كثيرا انه وافق علي طلبها لأنه كان يعرف عواقبه ذهب الي غرفتها ليجدها تجلس في الشرفة الخاصة بالغرفة و تبكي بهدوء اتجه اليها ببطئ و وضع يده علي كتفها لتلتف له و يري وجهها الغارق بالدموع رمت نفسها بين ذراعيه
ملك : ماما صعبانه عليا اوي يا عز ارجوك عرفها اني عايشة فعلا !
عز : في الوقت الحالي مقدرش يا ملك لكن هي في الاول و في الاخر مصيرها تعرف
ملك ببكاء : بس انا مش هقدر اشوفها في الحالة دي و اسكت
عز : ولا انا كمان بس للأسف مضطرين نخبي عليها لحد ما اجيب حقك يا ملك و اخلصك من كل اللي عايزين يأذوكي
ملك : انا مش عايزه حاجه يا عز مش عايزه حاجة !
عز : ملك .. انتي وشك بس اللي اتغير لكن جواكي ثابت طباعك هي هي متعودتش منك علي الاستسلام ده .. خليكي شجاعة يا ملك طول ما انتي صح متخافيش من حاجة
نظرت له ملك فجأة ليندهش عز : في ايه !
ملك : اخر جملة قولتها !
عز : مالها ؟
ملك : بابا كان علطول بيقولي الجملة دي
عز : ربنا يرحمه .. اعتقد ده رأي باباكي كمان اني قولت الجملة دي في الوقت ده تحديدا و انتي تفتكري كلام باباكي دي زي رسالة ليكي يا ملك !
ملك : حاولت ابقي شجاعة و خسرت ابويا .. جربت ابقي شجاعة و خسرت نفسي و وشي و كياني و كل حاجة
عز : بس كسبتي حبنا .. حبنا اللي هيقويكي طول العمر .. ليه دايما بتبصي للنص الوحش في الحكاية بصي للجزء الحلو عشان تقدري تكملي حياتك و متقعيش
تنهدت ملك بضيق : انا تايهه اوي و افكاري كلها متشتتة
عز ابتسم : انا هنا عشان ارتبهالك
ابتسمت ملك ليقاطعهم رنين هاتف عز التقط ليجد يوسف المتصل ليرد عليه
عز : في جديد !
يوسف : في مصايب يا عز انت فين و قافل فونك ليه
عز : في ايه !!
يوسف : نائل و فؤاد بيخططوا انهم يهربوا طارق من السجن !
ابتسم عز بغموض : حلو
يوسف بدهشة : حلو !! بقولك بيخططوا انهم يهربوه و تقولي حلو !
عز : ايوة حلو .. لان كل حاجه ماشية زي ما انا عايز بالظبط
يوسف : انا نفسي و اعرف ايه اللي في دماغك !
عز ضحك : قريب هتعرف .. في حاجة تاني ؟
يوسف : للأسف اه
عز : للأسف ليه !! امي و ياسمين كويسين !!
يوسف : اهدي يا عز كويسين مفيش حاجة .. سعيد كان مراقب نائل و فؤاد امبارح و عرف ان في حد تاني متورط معاهم
عز : مين !
يوسف : سيف
عز : كنت متأكد !
يوسف : و عرفت منين ؟
عز : كنت شاكك ان في حد بيساعدهم من جوه القسم و بينقل لهم كل اخبارنا
يوسف : طب و هنعمل ايه .. نبلغ سيادة اللواء بسيف ؟
عز : بلغه و خليه يحط عليه مراقبه و اكيد هيقع في شر أعماله ! .. و بخصوص طارق سيبه يهرب !
يوسف : نعم !!
عز : اسمع اللي بقولك عليه سيبه يهرب انا عارف بعمل ايه !
يوسف : تمام .. مش شايف انك لازم ترجع بقي !
عز : عندك حق .. قريب جدا هرجع يا يوسف بس لازم احسب كل تحركاتي الاول .. مش عايز يحصل اي حاجه غلط لأني قولتلك اقل غلط هيكلفنا كتير
يوسف : تمام .. لو حصل حاجه تاني هقولك !
عز : تمام
يوسف : صحيح انت كنت قافل تلفونك ليه ؟
عز : ملكش دعوة
يوسف بمكر : ايوة يا عم انت بتعمل شهر عسل و انا مطحون هنا
عز : شكرا اوي يا يوسف بجد مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه
يوسف : متقولش كده يا عز انت اخويا مش صاحبي .. خلاص اقفل مش عايز اطول عليك
انهي عز المكالمة و التفت ليجد ملك تطالعه بتساؤل ليتنهد بضيق اتجه إليها امسكها من يديها و سحبها خلفة الي احد المقاعد لتحلس ثم انحني امامها
عز : ملك .. الفترة اللي جايه صعبه جدا عليكي بس للأسف لازم نرجع بس مينفعش نرجع علطول
ملك : ليه ! و هرجع ازاي و انا في مصر ميته هيبقي وضعي ايه انا ايه !
عز : هتعرفي كل حاجة في الوقت المناسب لكن دلوقتي لازم اعلمك حاجات كتير اولا لازم تتعملي ازاي تدافعي عن نفسك و ثانيا لازم تغيري من شخصية ملك عشان محدش يكتشف انك عايشة بسهولة و لازم نعمل حساب كل حاجة عشان مش عايز اي غلطة تحصل .. انتي هترجعي بوش جديد لكن زي ما قولتلك انتي لسه ملك زي ما انتي
ملك : طب ما انا كدة كدة ميته ليه اغير من نفسي و هما اصلا مش هيشوفوني !
صمت عز للحظات لتقول ملك : عز انت مخبي عليا حاجة ؟
عز : انا هفهمك كل حاجة  !
_________________________________
دلف علي الي بيته بتعب ليجد ندي تجلس مع حياة و عندما رأته حياة نهضت بفرحة
حياة : علي .. عز كلمني النهاردة !
علي : عز !! هو فين طب و عامل ايه
حياة : مش عارفه اكيد هو و ملك في شهر العسل انا قولتله ميتأخروش عليا هما الاتنين
علي نظر الي ندي بحذر ليجد الدموع تترقرق في عينيها
حياة : انا فرحانة اوي النهاردة يا ولاد المرة اللي جايه لما يكلمني هخليه يديني ملك اكلمها دي وحشتني اوي اوي
ندي : ماما وقت علاجك
حياة : ايوة هاتي العلاج اخده عشان لما ملك ترجع تلاقيني كويسة
ذهبت ندي و احضرت الدواء و اعطته لها و بعد لحظات صعدت الي غرفتها لتنام جلس علي بإرهاق علي احد المقاعد
ندي : احضرلك العشا ؟
علي : لا مش عايز
ندي : بس انت مكلتش حاجة من الصبح !
علي : النهاردة كان يوم صعب اوي بالنسبالي كان عندي جراحة صعبة و فعلا محتاج ارتاح شوية
ندي : ماشي يا علي
علي امسك يدها : انا عارف اني مقصر معاكي جدا الفترة دي انا اسف
ندي صمتت ليقول : ندي ؟
ندي : انا لوحدي يا علي .. من ساعة موت ملك و انا رجعت لوحدي تاني و انت بعيد عني اوي .. انت عارف احساسي ايه و انا لوحدي في البيت الكبير ده وسط مليون ذكري وحشة و تفكير زايد .. موت ملك و اللي حصل قبله انا لحد دلوقتي بقول ان ملك ماتت و انا مش مصدقة و مستنيه انها ترجع في اي وقت انا تعبت يا علي !
علي : انا عارف و مقدر كل ده بس صدقيني غصب عني
ندي : و غصب عني انا كمان انا جبت اخري خلاص .. اطلع نام يا علي .. ولا اقولك انا اللي هطلع 
صعدت ندي الي غرفتها سريعا ليتنهد علي بضيق و يفكر كيف يصلح كل شئ !
_________________________________
بعد مرور ايام
نائل : حمدلله علي سلامتك يا بني
طارق : الله يسلمك يا بابا
نائل لفؤاد : وفيت بوعدك يا فؤاد
طارق : بس ازاي قدرتوا تخرجوني وسط المقاومة دي كلها
نائل : ابوك لما بيعوز حاجة بيعملها يا طارق !
فؤاد : نركز في الشغل بقي
طارق : ياريت
فؤاد : انا عملت اللي انت عايزه و خرجت طارق من السجن اوفي بوعدك بقي !
نائل : اعتبر الشحنة عدت !
فؤاد : بعد اسبوعين
نائل : اتفقنا
طارق : لقيت سالي ؟
نائل زفر بضيق : بردو
طارق : رد عليا
نائل : سافرت هي و امها لكندا
طارق : عايز اسافرلها !
نائل : انت اتجننت !! تسافرلها ازاي يعني انت نسيت انك هربان يا طارق انت مش حر و هتفضل مستخبى لحد ما نشوف هنعمل ايه !
طارق : مش هرتاح غير لما اشوفها قدامي و انتقم منها
نائل : بلاش الاستعجال و التسرع اللي انت فيه ده بسبب التسرع وقعت مرة عايز تقع التانيه كمان !!
طارق : ماشي هفضل وراك للأخر
نائل : انت هتروح معايا دلوقتي هتفضل في مكان لحد ما الامور تهدي شوية
ثم قال محدثا فؤاد : اتفقنا بعد اسبوعين !
فؤاد : بعد اسبوعين !
........
عز لملك : بعد اسبوعين هنرجع مصر تاني !!