الفصل السادس عشر

2.6K 111 1
                                    

سالي : انت !
طارق نظر لها بخبث و مكر : وحشتيني !
و جاء ليقترب منها و لكنها ابتعدت عنه بفزع : اا انت عرفت مكاني ازاي !! و انت ازاي وصلت لهنا اصلا مش انت في السجن !
طارق : مش بقولك عيبك انك مش عارفه انتي بتتعاملي مع مين .. انا طارق الشريف يا سالي .. خلي الاسم ده يرن في ودنك علطول
و اخذ يقترب منها أكثر : كنتي فاكرة انك بعد ما اعترفتي عليا و بسببك اترميت في السجن اني هسيبك تعيشي حياتك مثلا .. انتي ادتيني قلم بس انا هردهولك عشرة !
سالي : انا مقولتش غير الحقيقة .. و لو فاكر اني هخاف منك تبقي غلطان .. انا مبقتش اخاف من اللي زيك يا طارق
طارق اشعل سيجارة و ضحك بسخرية و صمت للحظة ثم قال : و انتي فاكرة حتت العيل اللي ماشية معاه هيحميكي مني ؟
سالي : مسمهوش عيل يا طارق و كلها كام شهر و هيبقي جوزي يعني تتكلم عليه بأسلوب احسن من كده
طارق امسكها من شعرها بقوة لتصرخ سالي بألم و قال بعصبية مكتومه : انتي شكلك نسيتي انتي بتكلمي مين .. لا فوووقي بدل ما افوقك بطريقتي .. لحد دلوقتي انتي مشوفتيش قلبتي .. و للأسف بسبب عمايلك زعلتيني و انتي عارفه أن زعلي وحش اوي .. انا النهاردة جيت بس عشان أحذرك من الايام السودا اللي بتشوفيها بسببي
ثم تركها بعنف و تحرك من مكانها ليسير بضع خطوات ثم وقف و التفت اليها
طارق : صحيح .. حمدالله علي السلامة
و ضحك بسخرية ثم اختفي من المكان كما ظهر ظلت سالي واقفة امامها بصدمة غير مستوعبه ما حدث في تلك الدقائق بحثت عنها والدتها لتجدها علي هذا الوضع اقتربت منها و ما أن وضعت يدها علي كتف ابنتها حتي صرخت سالي بفزع
امال بقلق : مالك يا بنتي في ايه اكنك شوفتي عفريت !
سالي بدموع و قهر : اسوء يا ماما اسوء
و ارتمت في أحضانها تبكي بخوف
امال : في ايه يا بنتي متقلقنيش اكتر !
سالي ابتعدت عنها قليلا و قالت من بين دموعها : طارق !! طارق رجع تاني يا ماما
امال بصدمه : طارق ! عرفتي منين !
سالي : جالي دلوقتي و هددني و قالي أنه مش هسيبني في حالي
امال : متخافيش انا معاكي مش هسيبك انا هحميكي منه .. مهما يحصل مش هسمحله أنه يدمر حياة بنتي بعد ما بنيتها من اول و جديد !
_________________________________
في اليوم التالي استيقظت ملك بنشاط عكس عادتها في الفترة الأخيرة ارتدت ملابسها و قبل أن تخرج من المنزل اتصلت بعز ليرد عليها
عز بنعاس : الو
ملك : صباح الخير
عز بنعاس : صباح النور يا حبيبتي .. صاحية بتعملي ايه بدري كده ؟
ملك : خارجة
عز نهض من مكانه : نعم ! خارجه رايحة فين !
ملك : رايحة الشركة يا عز هكون رايحة فين يعني
عز : لسه ساعة علي معاد الشركة ايه اللي هيوديكي بدري كده !
ملك : هقعد اعمل ايه في البيت طيب .. هروح اشوف شغلي
عز : مش عايز اسيبك لوحدك كل الوقت ده
ملك : متقلقش عليا دي ساعة يعني .. قوم براحتك و أفطر و تعالي علي الشركة و متتأخرش ها
عز : حاضر و انتي كمان خلي بالك من نفسك و لو حصل اي حاجه كلميني مفهوم
ملك ابتسمت : مفهوم يا فندم
عز ابتسم و انهي معها المكالمة و نهض من مكانه و بدأ يستعد ليذهب إلي الشركة فهو لم يرد أن يتركها بمفردها تجنبا لحدوث أي مشكلة .. خرجت ملك من بيتها و استقلت سيارتها و اتجهت الي الشركة و بعد فترة ليست قصيرة وصلت ترجلت من سيارتها و دخلت إلي شركتها و اتجهت إلي المكتب وضعت اغراضها ثم ذهبت لتجلب كوب قهوة لها و في هذا الوقت قد حضر بعض من الموظفين إلي عملهم فاتجهت أحد الموظفات إليها
رنا : انتي ملك سكرتيرة مستر عز صح
ملك نظرت لها و تذكرتها فورا فتلك الموظفة التي كانت تحاول التقرب من عز
ملك ببرود : أيوة انا .. خير ؟
رنا برقة : هاي انا رنا
ملك ابتسمت ابتسامه صفراء : اهلا .. عن اذنك
رنا باستنكار : مالك مستعجله كده ليه .. متقلقيش مستر عز لسه مجاش !
ملك نظرت لها بتفحص و عقدت ذراعيها أمام صدرها : ولله .. و عرفتي منين أنه لسه مجاش !
رنا ضحكت : معقول ده سؤال بردو ده اول ما رجله بتلمس الشركة بس بحس بيه كفايه ريحة البرفان بتاعته اللي سبقاه .. تعرفي انا عيني عليه من لما كان لسه سكرتير في الشركة دي
ملك حاولت أن تخبئ غيظها بداخلها و اردفت : مادام عاجبك اوي كده متجوزتهوش ليه ؟
رنا بهيام : ياااه ده حلم حياتي اني ابقي مراته .. بس للأسف هو طلع ذكي و مش سهل و بدل ما يتجوز حتت موظفة في الشركة اتجوز صاحبة الشركة نفسها و بعد ما ماتت هو بقي صاحب كل حاجه
ملك بسخط : ولله .. طب روحي شوفي شغلك احسن و خلي احلامك دي لنفسك
تحركت ملك من امامها بضيق لتقول رنا في سرها : مالها دي شايفه نفسها علي ايه انا غلطانه اني كلمتها يعني !
في بيت عز
ارتدي عز ملابسه و وضع عطره المفضل و خرج من غرفته و نزل الي اسفل ليجد والدته تحضر الفطور
عز : صباح الخير
عايدة : صباح النور يا حبيبي يلا عشان تفطر
عز : فين ياسمين و يوسف صحيح لما رجعت بليل مشوفتهومش
عايدة : من امبارح في الفيلا بتاعتهم يا ابني
عز : ليه في حاجه ولا ايه ؟
عايدة : ياسمين كانت عايزه تصالح يوسف عشان كده قولتلها تروح بيتها و تقفل بابها عليها و تحل مشاكلها مع جوزها بهدوء
في تلك اللحظة دلف يوسف و معه ياسمين الي البيت
يوسف بابتسامه : صباح الخير
عز : صباح النور
عايدة : صباح الفل يا حبايبي .. تعالوا افطروا معانا يلا
يوسف : معلش يا ماما مش هنقدر سبقناكي .. بصراحة أنا و ياسمين كنا عايزين نقولكم قرار مهم
عز : خير يا جماعة في ايه ؟
ياسمين ابتسمت و امسكت يد يوسف : انا و يوسف قررنا أننا نرجع بيتنا تاني نستقر فيه .. سبب قعدتنا هنا كانت ماما و أنها متبقاش لوحدها لكن انت رجعت دلوقتي يا عز و انا بحاول ابني بيت و عيلة .. فاهمني
عز ابتسم : فاهمك و انا معاكي في القرار ده جدا
ياسمين اتجهت له و احتضنته : شكرا أوي يا عز شكرا علي كل حاجه قدمتهالي
عز ضربها بخفه علي رأسها : لا ولله ايه شكرا دي هو انا غريب !
ياسمين ابتسمت و عيونها امتلأت بالدموع : مش قصدي ولله بس انت قدمتلي حاجات كتير جدا و اخرهم انك جوزتني لإنسان يحبني و يحافظ عليا طول العمر .. ربنا يخليك ليا يا عز انت مش اخويا بس و انت عارف الكلام ده .. انت ابويا
عز ابتسم و نظر لها بحنان : عرفتي بقي اني لما كنت بقسي عليكي .. كنت بقسي عشانك و عشان مصلحتك
ياسمين : انا اسفه لو في يوم زعلتك مني !
عايدة قاطعتهم بدموع : كبرتي بسرعة يا ياسمين .. كده هتمشي و تسبيني
ياسمين : انتي مش متخيله بعدي عنكم هيتعبني اد ايه .. بس لازم اعمل كده يا ماما لازم اعتمد علي نفسي و ابني بيتي مش ده كلامك بردو !
عايدة : ايوة .. ربنا يهدي سرك و يسعدك انتي و جوزك
احتضنت ياسمين ثم نظرت ليوسف : و انت بقي واقف بعيد ليه !
يوسف بتأثر : مش عايز اقطع اللحظة العائلية دي
عايدة اتجهت له و سحبته خلفها و قالت بحنان : عشان كده لازم تبقي فيها .. هو انت مش من العيلة بردو ولا انت مش معتبر نفسك ابني !
يوسف : لا لا مش قصدي
عايدة ضحكت و احتضنت يوسف و ياسمين سويا : حبايبي ربنا يسعدكم و يفرحني بأولادكم يارب .. شدوا حيلكم بقي عايزه اشوف حفيد ليا قريب
ياسمين خجلت بشدة و ابتسم يوسف نظر عز لهم بفرحة كبيرة ثم نظر إلي ساعته و أدرك أنه تأخر كثيرا
عز : انا اسف بس لازم امشي حالا
خرج عز من البيت و استقل سيارته و اتجه الي الشركة
في مكتب ملك
جلست علي مكتبها و أخذت ترتشف بعضا من قهوتها و هي تطالع أحد الاوراق في يدها فلم تنتبه للواقف امامها و الذي كان يطالعها بجراءة نوعا ما
ادم : صباح الخير
ملك زفرت بضيق ثم نظرت له ببرود : انت تاني .. خير !
ادم مصطنعا الحزن : انا بس جيت اعتذرلك عن الطريقة اللي كلمتك بيها امبارح
ملك : حصل خير .. اتفضل علي مكتبك
ادم اقترب منها : مالك مقفلاها كده ليه .. اقصد عادي يعني احنا زمايل انتي مش مديرتي عشان تكلميني بالطريقة دي .. و انا حابب اتعرف عليكي اكتر !
ملك بصرامة : اعتقد ده مكان شغل مش مكان تعارف يا استاذ ادم .. لو مش عايز تتحرج زي امبارح اتفضل شوف شغلك
ادم : انتي صح ده مكان شغل .. بس لما يكون في قمر كده شغال معايا لازم أضعف ولا ايه !
ملك نهضت من علي كرسيها : انت اتجننت !! انت ازاي تتكلم معايا بالطريقة دي !
: في ايه هنا !!
نظرت ملك اتجاه الصوت لتجد عز واقف امامها يطالعها بتساؤل و تعجب .. نظر ادم الي عز بخوف شديد و نقل بصره الي ملك و طالعها بنظرات خوف و ترجي حتي لا تخبره الحقيقة
ادم : طب استأذن انا
عز : استني مكانك ! في ايه يا ملك !
ملك صمتت للحظة ثم قالت بجمود : مفيش يا فندم .. استاذ ادم كان بيناقشني في حاجة في الشغل و غصب عنه علي صوته عليا و زعق فانفعلت
عز نظر له بغضب و أردف : لو الحركة دي اتكررت تاني اعتبر نفسك برا الشركة دي .. المرة دي هعديهالك بس عشان ملك .. اتفضل علي مكتبك !
ادم بخوف : عن اذنك
خرج ادم من مكتبها ليقول عز : ملك .. علي مكتبي !
اومأت برأسها و اتجهت خلفه .. دلف عز إلي المكتب و ملك وراءه و ما أن دخلت حتي اغلق عز باب الغرفة و لكنه نسي أن يقفله بالمفتاح و التفت لها ليأخذها بين أحضانه سريعا
عز : وحشتيني !
ملك : و انت كمان يا عز .. وحشتني اوي
عز بحزن : انا اسف اني خليتك تتعرضي لموقف زي ده .. لو الموظف ده ضايقك بكلامه قوليلي !
ملك : انسي يا عز مفيش حاجه .. صحيح انا نسيت أسألك أسر كان عايزك ليه ؟
عز كأنه تذكر شئ : صحيح فكرتيني اتصل بأسر .. امبارح سيبته في الكافية و مشيت علطول !
ملك : في حاجة ولا ايه !
عز : عنده مشكلة و طلب مني اني اساعده .. و اكيد انا هقف جمبه بغض النظر عن أبوه و اللي عمله
ملك : بس يا عز ..
عز اقترب منها و امسك وجهها بين كفيه : ملك حبيبتي اسمعيني .. انا عارف ان بسبب اللي مريتي بيه فقدتي ثقتك في كل الناس .. بس لازم تكوني عارفة اني مش بدي لحد ثقتي بالساهل .. انتي عارفة أن أسر ساعات بيفكرني بنفسي .. انا كمان في يوم من الايام كنت لوحدي و كنت شايل مسؤولية امي و ياسمين ساعات كنت بحتاج اللي يوجهني أو يساعدني بس ملقتش .. ساعات كنت بفتقد وجود بابا في حياتي أو بمعني اصح انا اكتر واحد عارف غياب الأب بيعمل ايه في البني ادم .. و للأسف أنه عايش
عز صمت للحظة بحزن ثم أكمل : عشان كده هساعد أسر يا ملك .. عشان مش عايزه يحس أنه لوحده !
ملك ابتسمت : انا ربنا بيحبني جدا .. عارف ليه
عز نظر لها بتساؤل لتكمل بحب : عشان رزقني بأحسن راجل في الدنيا .. انا واقعة في حب اجمل و احسن زوج في العالم
عز ضحك لها ثم عانقها و قبلها في رأسها
ملك : خلاص ابعد بقي احنا في الشركة !
عز : و هو بعد كلامك الجميل ده فاكرة اني هسيبك مثلا
ملك ابتسمت : و افرض مثلا حد شافنا و احنا قريبين اوي كدة هيقولوا ايه !
عز : واحد و حاضن مراته فيها ايه يعني
ملك : عز انت هتجنني ! محدش في الشركة دي يعرف أننا متجوزين
عز : هيجي يوم و يعرفوا متقلقيش
ملك ابتسمت و جاءت لتبتعد عنه و لكن في تلك اللحظة فتح أحدهم الباب فجأة ليجدهم بهذا القرب !!
__________الكاتبة / ميار خالد ___________
يا ترا مين اللي دخل عليهم ؟
حقيقة ملك و عز هتتكشف ولا لا ؟
توقعاتكم ♥️

منقذي و لكن ( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن