منقذي و لكن ( الجزء الثاني )

الفصل الاربعون

اتجهت ملك لها سريعا لتبعدها عن الدرج تماما و لكن في محاولتها لإبعاد ياسمين تعثرت ملك لتسقط من أعلي درجات السلم !! 
عز : ملك !!
قال تلك الجملة ثم اتجه إليها سريعا ليلتقطها قبل أن تلمس الأرض تأوهت ملك بألم ليحملها عز سريعا
عز : يوسف اتصل بالدكتور بسرعة !
نهضت ياسمين من مكانها و نظرت لهم بصدمة ليتخطاها عز و يدخل بملك الي غرفته
ياسمين في نفسها : ليه عملت كده معايا ! كانت ممكن تسيبني انا اللي اقع ليه لحقتني .. معقول اكون ظلمتها !
اتصل يوسف بالدكتور ثم اتجه الي ياسمين و قال بقلق : انتي كويسة !
ياسمين : أيوة
يوسف : حصل ايه !
ياسمين : انا كنت نازلة علي السلم و فجأه الدوخة رجعتلي تاني .. بس ملك لحقتني
يوسف : الف حمد و شكر إليك يارب .. لو كان جرالك حاجه انتي أو البيبي مكنتش هسامح نفسي ابدا
ابتسمت ياسمين بتوتر و بعد لحظات وصل الطبيب الي البيت دلف الي الغرفة ليخرجوا جميعا و قام بفحصها و بعد وقت طويل خرج ليتجه له عز سريعا
الطبيب : اطمن مفيش حاجه تستدعي القلق .. هي كويسة هما شوية كدمات بسيطة بس و التواء في قدم الرجل و انا كتبتلها علاج ياريت تمشي عليه مظبوط
عز : بجد يا دكتور يعني هي كويسة !
الطبيب : أيوة متقلقش
عز : الحمدلله .. متشكر جدا اتفضل اوصلك
يوسف : خليك معاها يا عز .. اتفضل حضرتك
نزل يوسف ليوصل الطبيب و دلف عز الي ملك مرة اخري ليجدها تحاول تحريك قدمها بألم
عز : انتي بتعملي ايه ! خليكي مكانك
ملك : انا كويسة يا عز متقلقش دي كدمه بسيطة بس
عز : بردو .. الدكتور قال انك لازم ترتاحي
دلفت عايدة الي الغرفة و قالت : عز عنده حق يا بنتي
عز : ملك .. احنا كده مضطرين تأجل الفرح شوية !
ملك : ليه ؟
عز : مش شايفة حالتك !
ملك : لا مش هيتأجل و صدقني انا كويسة هاتلي العلاج بس و اكيد هتحسن .. انت عارفني يا عز مش كده
عز : عارفك بس ..
ملك : مفيش بس الفرح في معاده و مفيش اي حاجه هتتأجل مفهوم
ابتسم عز و قال رغما عنه : ماشي يا ستي اللي تشوفيه .. بس عشان تبقي عارفه لو حاولتي تتعبي نفسك هلغي كل حاجه !
ملك : اوعدك هسمع كلامك .. متقلقش
عايدة : طيب انا عندي اقتراح !
عز : اقتراح ايه ؟
عايدة : كده كده كتب الكتاب بعد يومين فا انا بقول لو ملك تفضل هنا اليومين دول و بعدها هتكونوا متجوزين يعني مش هتفرق كتير .. علي الاقل ناخد بالنا منها و هي تعبانه كده
عز : فكرة كويسة جدا .. ايه رأيك
ملك : بس حاجتي و البيت في حاجات كتير عايزة اعملها
عايدة : حقك يا بنتي .. انتي هتبقي عروسة لأول مرة مش عايزاكي تفتكري أن عشان دي الجوازة التانيه لعز اني هظلمك .. انا بتقي الله في كل حاجه شوفي محتاجه ايه و انا هنزل اجيبهولك أو عز
ملك : لا مش عايزة اتعب حضرتك اكيد !
عز : ماما ملك مش قصدها كده .. عموما انا هسيبك ترتاحي شوية و هبقي اجي اطمن عليكي كمان شوية اتفقنا
عايدة : لا !
عز : لا ايه ؟
عايدة : لا يعني حضرتك تتفضل كده علي أوضة الضيوف و انا اللي ههتم بيها .. انت نسيت أنها لسه مبقتش مراتك ولا ايه
ملك استغلت تلك الفرصة لتستفزه فابتسمت بمكر و قالت : طنط عايدة عندها حق .. انت نسيت اني لسه مبقتش مراتك ولا ايه يعني ملكش الحق تقعد معايا في نفس الأوضة اصلا
عز نظر لها و برق بعينيه لها و قال بصوت خفيض : انتي صدقتي نفسك ولا ايه .. ماشي يا ملك حسابي معاكي بعدين !
ابتسمت ملك رغما عنها فقالت عايدة : بتقولوا ايه ؟
عز : لا ولا حاجه بقولها ارتاحي كويس 
عايدة : طيب قدامي يلا
سحبته عايدة خلفها لينظر عز لها و عض شفتيه بغيظ لتضحك ملك علي منظره .. أغمضت عينيها و حاولت الاسترخاء قليلا و بعد فترة طويلة و شعرت و كأن أحدهم يفتح الباب فقالت
ملك : مين ؟
ياسمين : ينفع ادخل !
ملك اعتدلت مكانها : اكيد .. اتفضلي
دخلت ياسمين إليها و هي عاقده حاجبيها جلست امامها ثم قالت : انا اسفه !
ملك : على ايه ؟
ياسمين : اني كلمتك بقلة ذوق .. و مع ذلك أنتي لحقتيني و مخلتنيش اقع .. انا عارفه أن ملكيش ذنب بس انا من غيظي و قهرتي كل ده طلع فيكي انتي و انتي ملكيش ذنب
ابتسمت ملك : ولا يهمك .. مش محتاجه تعتذري انا مش زعلانه منك !
ياسمين بتساؤل : انا ليه حاسه اني اعرفك اوي كده .. اكننا اتقابلنا قبل كده او كنا صحاب قبل كده .. بس الغريب اني اول مرة اشوفك طيب الاحساس ده جاي منين
ملك : مش شرط كل حاجه بنشوفها بتبقي حقيقه .. ممكن مستخبي وراها اسرار كتير
ياسمين : انتي لسه متجوزتيش عز و بقيتي تتكلمي زيه ! مش فاهمه حاجه
ضحكت ملك : مش لازم تفهمي
ياسمين : بردو !
دلف عز الي الغرفة و قال : ياسمين .. انا اسف اتشغلت مع ملك و نسيت اطمن عليكي انتي كويسة
ياسمين : انا كويسة يا عز .. بفضل ملك شكرا جدا
ملك : ده واجبي متقوليش كده
عز : بس انا مش فاهم انتي ازاي وقعتي كده !
نظرت ياسمين الي ملك بقلق و جاءت لتتكلم و لكن ملك قالت سريعا : انا طلعت اجيب لماما العلاج و انا نازلة أخذت بالي أن ياسمين دايخه و كانت هتقع فشدتها بسرعه عشان أبعدها عن السلم و بعدها منتبهتش انا وقعت ازاي
عز : المهم انك بخير .. صحيح ياسمين ماما كانت عايزاكي
ياسمين : عايزاني انا .. تمام هروح أشوفها
خرجت ياسمين من الغرفة لينظر عز الي ملك بتوعد و قال
عز : بقى ماما عندها حق مش كده
ضحكت ملك : انت بتزعل من الصراحه ليه .. ما هي عندها حق فعلا
عز : نعم ! ده علي اساس ان اللي كان من كام شهر ده ايه عيد ميلاد بت اختي !
ملك : اتصدقي نفسي ياسمين تجيب بنت اوي و تكبر كده قدا..
عز : ملك انتي عايزة تشليني !
ملك : في ايه بهزر معاك
عز : ماشي .. طب انتي وحشتيني دلوقتي ايه معاملة المخطوبين دي 
ملك : هو كده بقى اصبر يومين
عز : لا ولله
ملك : اه ولله .. و يلا بقى اتفضل عايزة انام
عز : دي اوضتي علي فكره !
ملك : حاليا لا .. دلوقتي هي تحت سيطرتي
ابتسم عز و غازلها : صاحب الأوضة و الأوضة تحت امرك في اي وقت
: يااا عزز !!
عز : في ايه بطمن عليها !
عايدة : انا مش قولتلك انا هيبقي اطمن عليها .. علي أوضة الضيوف يلا !
كتمت ملك ضحكتها بصعوبة ليخرج عز من الغرفة علي مضض و اتجهت إليها عايدة لتسألها إذا كانت في حاجة إلي أي شئ
ملك : انا بس كنت محتاجه بيجامة انام بيها
عايدة : هروح اقول لياسمين تجيبلك بيجامة من عندها مؤقتا بس
خرجت عايدة و اتجهت الي غرفة ياسمين و في تلك الأوقات صدع هاتف ملك رنينا اخذته لتجد فؤاد المتصل ! أخذت نفسا عميقا و حاولت النهوض من مكانها و سندت علي بعض الأثاث حتي خرجت الي شرفة الغرفة و ردت عليه
ملك : الو ؟
فؤاد : مختفيه فين ؟
ملك : مفيش تعبانه شوية بس
فؤاد : و هو التعب ده يخليكي تقوليلي معلومات غلط بردو !
ملك : معلومات ايه ؟
فؤاد : انتي مش اتصلتي بيا و قولتيلي أن عز وصل لمكان كامل الاسيوطي !
ملك : أيوة فعلا ده اللي حصل
فؤاد : انتي بتكدبي علي مين بالظبط .. عز ميعرفش مكانه لانه لو كان يعرف مكانه كان زمان هربه من وقتها !
ملك : و انت بتعاقبني انا ليه ! انا مليش دعوة انا بنقلك اللي انا بسمعه و بس !
فؤاد : ابقي اتأكدي الاول قبل ما توصليلي اي حاجه انتي فاهمه !
ملك : انت بتكلمني كده ليه انا مش شغاله عندك !
فؤاد : بكلمك كده لاني مجبور زي زيك !
ملك : مش فاهمه
فؤاد تنهد بضيق : عموما ياريت تركزي اكتر الفتره اللي جايه .. سلام
زفرت ملك بضيق و التفتت لتجد ياسمين امامها تطالعها بتساؤل
ياسمين : قومتي من مكانك ليه ؟
ملك بتوتر : جالي مكالمه بس كنت بتكلم في التليفون
ياسمين : تمام .. اتفضلي
ثم مدت يدها لتعطي لها أحدي بيجاماتها لتنام بها شكرتها ملك ثم خرجت من غرفتها بعد أن اوصلتها لسريرها تنهدت ملك براحة و شكرت ربها أن ياسمين لم تسمع مكالمته مع فؤاد
_________________________________
مر يومين حتي جاء اليوم الموعود و خلال اليومين استعادت ملك عافيتها قليلا و كان أسر المشرف علي جميع التحضيرات في الفيلا و قد انهي معظم التحضيرات في وقت قياسي .. و ذهبت سالي الي عز القسم و قدمت بلاغ في حق طارق ليتعهد لها بحمايتها .. كان عمر يحاول الاتصال بها مرارا و تكرارا و لكنها كانت تتجاهله بحزن و قد وعدت نفسها أنها سوف تسمح لنفسها بالرجوع له مره اخري و لكن بعد أن تتخلص من كابوس طارق في حياتها .. و خلال اليومين اتحد يوسف و عز في مراقبة نائل و المستشفي ليعرفوا الوقت المحدد لنقل كامل من هذا المكان
الساعة الثامنة صباح يوم الاحتفال ..
كانت التحضيرات في البيت قائمة علي قدم و ساق دلف عز الي حديقة الفيلا و نظر لها بأعجاب
عز : الله ينور
أسر : ايه رأيك !
عز : مش قولتلك بثق في ذوقك .. بس انت لحقت تخلص كل ده امتي !
أسر : من كتر ما انا متحمس لليوم بقيت مهتم أن كل حاجه تتم علي اكمل وجه و تخلص بسرعة كمان
عز : برافو عليك .. علي بليل هتكون كل حاجه جاهزة فعلا
أسر : بأذن الله .. مش عايزك تشيل هم حاجه
ابتسم عز له و دلف الي البيت ليجد عايدة منشغله بالكثير من التحضيرات فاستغل الفرصة و صعد الي ملك .. كانت ملك تنظم ملابسها في الخزانة حتي دخل عز
عز : حبيبتي .. بتعملي ايه ؟
ملك : برتب هدومي في الدولاب
عز : طب كوي..
نظر عز الي الخزانة و قال بتساؤل : معلش اسف لو سؤالي تافهه يعني بس فين هدومي ؟
ملك : ماهي قدامك اهي
و شاورت علي درج صغير الحجم نوعا ما
عز : و جايه علي نفسك اوي كده ليه
ملك : يا عز ما انت عارف ان هدومي و حاجاتي كتير اعمل ايه طيب
عز : ملك انتي بتهزري ولا بتتكلمي جد .. انتي مستوعبه انك حاطة هدومي في الدرج ده !
ملك : ما هو مفيش مكان !
عز : دولاب طويل عريض واسع مفيهوش مكان ازاي يعني ! 
ملك : بجد صدقني مفيش !
عز : ما علينا .. مش هنختلف علي دولاب يعني .. وحشتيني !
ملك : صحيح مشوفتش طنط عايدة كانت هنا من شوية
عز : خلاص بقى كلها كام ساعة و تبقي مراتي قدامهم
ملك تذكرت شئ لتقول بقلق : صحيح افرض المأذون عرف أننا متجوزين من قبلها و قال قدام اهلك !
عز : متقلقيش يوسف هيهتم بالموضوع ده و هيتفق مع المأذون أن كل حاجه تتم بشكل صوري من اكتر
ملك : طمنتني !
و فجأة صدع هاتف عز رنينا ليخرج الهاتف من جيبه و وجده يوسف فرد عليه سريعا
عز : ايه الاخبار !
يوسف : النقل هيتم النهاردة و خلاص ساعة بالظبط !
عز : متأكد ؟
يوسف : أيوة .. في حراس كتير قدام المستشفي و حاليا حسب تحديدي لموقع نائل أنه بيتحرك من مكانه و الأغلب هيتجه للمستشفي !
عز : تمام انا جيلك !
انهي عز معه المكالمه و التفت لملك
عز : ملك .. انا لازم أخرج دلوقتي .. خلي بالك من نفسك و لو حصل اي حاجه كلميني
ملك : مالك ؟
عز : مليش بس .. خلي بالك من نفسك كويس !
ملك : حاضر و انت كمان
عز قبلها في رأسها ثم خرج من المكان سريعا ليتجه الي يوسف  .. أخذت ملك هاتفها و اتصلت بوالدتها
حياة : صباح الخير يا عروسة
ابتسمت ملك : عروسة ايه بس .. كل دي شكليات يا ماما
حياة : بردو .. مش معقول تجيلي فرصة اني افرح ببنتي مرتين و أرفض يعني
ملك : هتيجي النهاردة صح !
حياة : اكيد طبعا يا حبيبتي و ده يوم يفوتني بردو !
ملك : طيب كويس متتأخريش عليا بقى
حياة : ماشي يا حبيبتي .. ربنا يعدي اليوم ده علي خير يارب
ملك : اه يا ماما بجد نفسي .. مش عارفه ليه بس قلبي مقبوض اوي
حياة : حبيبتي في عروسة يوم فرحها تقول كده بردو
ضحكت ملك : بردو هتقوليلي عروسة .. قولتلك كل ده مجرد شكليات بس عشان محدش يعرف اني ملك الشريف و اني لسه عايشة .. عشان كده عز اتفق مع المأذون أن كل حاجه تتم بشكل صوري لحد ما نكمل اللي احنا بدأناه و ارجع حقي اللي و ساعتها هعلن للكل اني ملك الحقيقة و أن شكلي بس اللي اتغير لكن انا زي ما انا !
حياة : يا رب يا بنتي يقدملك الخير .. يلا مش عايزة اعطلك
أنهت ملك المكالمه مع والدتها و التفتت لتجد عايدة تنظر لها بصدمة كبيرة و عيون جاحظة !!
عايدة بصدمة : انتي ملك !

ها قد اقتربنا من النهاية .. توقعاتكم .. ارائكم ♥️♥️♥️♥️♥️