الفصل الثاني و الثلاثون

2.4K 126 9
                                    

انصدمت ياسمين : نعم !! 
عز : مش فرحانه ولا ايه ؟
ياسمين : عز انت بتهزر ولا بتتكلم بجد !
عز : و هو في هزار في الحاجات دي !
قالت ياسمين بحدة : ازاي يعني هتتجوز ! و ملك هتقدر تتجوز بعدها
عز : دي سنة الحياة يا ياسمين لازم الدنيا تمشي
ياسمين : لا ! مش انت اخويا عز اللي انا اعرفه .. عز عمره ما كان يفكر يتجوز بعد ملك .. ده انت اتحرمت من كل حاجه حلوة و حكمت علي نفسك بالوحدة طول العمر عشان كنت فاكر انك السبب في موت مريم !! و طلعت في الاخر كدابة و بتخدعك معقول ملك تقدر تكمل بعدها و تتجوز كمان !
عز حاول الاقتراب منها : يا ياسمين غصب عني علي الاقل عشان حد يفضل مع امي في البيت بدل ما هي لوحدها
نفرت ياسمين بعيدا عنه : لا ! مستحيل تكون اخويا مستحيل ! عز ولله العظيم لو حصل و اتجوزت تنسي أن عندك اخت !
عز قال بعصبية نوعا ما : انتي اتجننتي ايه اللي بتقوليه ده !
عايدة تدخلت : يا بنتي بلاش تسرعك ده و انتي يعني تكرهي ان اخوكي يعيش مبسوط و يكمل حياته
ياسمين : مكرهش بس انا مش هقدر أشوفه مع حد تاني غير ملك و اسكت .. حاسه اني هكون بخونها .. انت ازاي قدرت تفكر في كده اصلا .. انت اتغيرت اوي !
عز نظر إلي يوسف بقلة حيلة ليحاول يوسف أن يتمالك الموقف فأمسك ياسمين
يوسف : ياسمين بصيلي !
ياسمين : دلوقتي انت مش يوسف جوزي انت هتبقي يوسف صاحب عز و هتحاول تقنعني أن الغلط اللي هو هيعمله صح
يوسف : عز عاش حزن كتير .. انتي مستخسره فيه أنه يحاول يبدأ من تاني !
ياسمين : بس ..
يوسف : اسمعيني للاخر .. ممكن تخلي قرارك بالقبول أو الرفض ده بعد ما تشوفي ملك !
ياسمين بعدم فهم : ملك مين ؟
يوسف : البنت اللي عز هيتجوزها اسمها ملك .. و شكلها قريب جدا من ملك عشان كده لما شافها شاف ملك فيها و قرر ميخسرهاش هي كمان و يتجوزها مع أن قلبه هيبقي مع غيرها !
ياسمين نظرت له بعدم تصديق و قالت : انا لسه عند قراري يا يوسف ! لو عز اتجوز البنت دي انا مش هسامحه
يوسف بعصبية خفيفة : ياسمين بطلي تنشيف الدماغ ده !
عز : خلاص يا يوسف
ثم زفر بضيق كبير و قال لياسمين : انا هتجوز البنت دي يا ياسمين .. انا اسف .. اتمني تحضري فرحي
ثم تركهم و هرب الي غرفته سريعا .. وقفت ياسمين مكانها بعدم تصديق
قالت بدموع معلقه في عينيها : للدرجادي رأي ملهوش اهميه عنده !
عايدة : ايه يا بنتي الكلام ده بس ! انتي عارفه عز بيحبك اد ايه
يوسف امسك يد ياسمين و قال برجاء : ياسمين .. انتي متعرفيش ايه اللي وصل عز أنه يكلمك بالطريقة دي .. متعرفيش هو جواه ايه ارجوكي بلاش تزودي عليه الهم اللي هو فيه
ياسمين بعدم فهم : هم ايه ؟
عايدة : ماله عز يا يوسف !
يوسف : انا مش هقدر اقولكم حاجه بس الايام هتبين كل حاجه مستخبيه
ثم حدث ياسمين برفق : حبيبتي النهاردة بس عرفت احلي خبر في عمري .. بلاش تعدي اليوم و انتي مضايقة ده احلي يوم في عمرنا غير كده انتي دلوقتي حامل يعني غلط عليكي الزعل و العصبية .. ارجوكي مش انتي وعدتيني انك هتتغيري خليني اشوف انك اتغيرتي بجد و اسمعي كلامي !
ياسمين تنهدت : ماشي يا يوسف
دلف عز الي غرفته و اغلق باباها علي نفسه و جلس علي سريره بتعب و ضيق كبير و استعاد كلام صبحي مرة اخري لتسقط دمعة حارة من عينيه .. احس و كأن هناك صخرة ثقيلة في صدره اخذ يتنهد بحرارة و مازال رأسه يعيد له كلام صبحي و ذكريات والده معه آفاق من تلك الحالة علي رنين هاتفه مسح عينيه سريعا و اخرج هاتفه من جيبه ليجد رقم ملك فرد عليها
عز : الو
ملك صمتت للحظة : مال صوتك ؟
عز : مفيش يا ملك
ملك : من امتي و احنا بنخبي حاجه عن بعض ! مالك
عز : ملك قولتلك مفيش ارجوكي سيبيني دلوقتي !
ملك : حبيبي اهدي طيب في ايه انا اول مرة اسمع صوتك كده ! حصل ايه
عز : مش عايز اتكلم يا ملك بالله عليكي سيبيني دلوقتي .. سلام
ملك : استني !
و لكنه انهي المكالمه و عاد الي وحدته مرة اخري فصدمة أبيه ليست هينه ليستطيع أن يتخطاها .. جلست ملك مكانها بحزن لا تعرف ما تفعله .. ظهرت فكرة في رأسها لكنها لم تعرف هل هي صواب ام لا و لكن في تلك اللحظة كان عز هو محور تفكيرها لذا عزمت أمرها أن تذهب له المنزل أخذت نفسا عميقا ثم التقطت مفاتيح سيارتها و خرجت من منزلها متجها الي منزل عز !
تجلس ياسمين بجانب يوسف و تتناقش مع والدتها في أمور حملها حتي رن جرس المنزل
عايدة : هروح اشوف مين و جايه
يوسف : استني انا هشوف !
ثم نهض من مكانه و اتجه الي الباب و فتحه لينصدم تماما حين يقع بصره علي الواقف أمامه
أنصدم يوسف و قال بصوت خفيض : انتي بتعملي ايه هنا !
ملك : عز قفل في وشي و مش بيرد عليا و باين من صوته أن حالته النفسية وحشه اكيد مكنتش هسيبه كده مثلا !
يوسف : بس انتي عارفه الوضع اللي احنا فيه يا ملك !
ملك : مكنش قدامي حل تاني يا يوسف
يوسف : بس ..
عايدة متجها إليهم : مين اللي علي الباب يا يوسف ؟
و عندما وصلت إليهم نظرت إلي ملك بتساؤل و عندما دققت في ملامحها تذكرت انها الفتاة التي رأت صورتها في هاتف عز
عايدة بفتور : اتفضلي
ملك نظرت لها بتعجب و دهشة شديدة ثم قالت : حضرتك عرفاني ؟
عايدة : اكيد .. اتفضلي
يوسف : بس ياسمين !
عايدة : ملك ضيفتنا يا يوسف عيب تفضل واقفة كده خليها تخش و اهي فرصة عشان ياسمين تقتنع !
دلفت ملك الي البيت برهبه كبيرة و تذكرت اول مره دخلت فيها الي هذا المنزل وقفت ياسمين مكانها و نظرت إلي ملك بتساؤل نوعا ما
ياسمين : اهلا .. مين ؟
ملك بتوتر : اا انا
عايدة : دي ملك يا ياسمين .. مرات اخوكي المستقبلية بأذن الله
ياسمين نظرت لها بصدمة : نعم ! انتو كده بتحطوني قدام الأمر الواقع مثلا أنها تيجي قدامي
ملك : لا ! انا مكنتش اعرف ان عز قالكم عن قرارنا ده اصلا .. انا جيت بس عشان اوصل لعز شوية ورق بخصوص الشغل مش عشان حاجه !
ياسمين : هصدقك انا كده مثلا !
ملك : تصدقيني أو لا دي حاجه ترجعلك لكن انا بقول الحقيقة
ثم أظهرت الورق التي تمسكه بيدها : و ده الورق اللي جايه أوصله شوفيه لو عايزة !
ياسمين اقتربت منها حتي وقفت امامها و نظرت إلي عيونها مباشراً و لا تعلم كيف و لكنها رأت الصدق في عينيها و هدأ قلبها نوعا ما اتجاهها
ياسمين : انتي عارفه أن عز كان متجوز !
ملك : أيوة
ياسمين : و عارفه أنه كان بيحب مراته جدا !
ملك تنهدت : أيوة
ياسمين : و بعد كل ده مستمره في الجوازة دي بردو
ملك صمتت لتكمل ياسمين بدموع : ملك مرات عز كانت صاحبتي ! و أقرب ليا من مجرد صاحبه كمان و لو هو قدر يخونها و يتجوزك انا مش هقدر أخون صاحبتي ! عشان كده انا مش هقدر اتقبلك في عيلتنا حتي لو بعد سنين !
عايدة صاحت بها : ياسمين !!
ثم سحبت ملك خلفها ليبتعدوا عن يوسف و ياسمين
عايدة : بصي يا بنتي عشان متقوليش أننا كدبنا عليكي أو خبينا حاجه انا هبقي دوغري معاكي .. انا كل اللي يهمني سعادة ابني و مصلحته حتي لو كانت عكس رغبتي .. لو راحة عز هتكون معاكي و هتعوضه عن كل اللي شافه انا مضطرة اقبل الوضع عشانه .. انتي موافقة !
ملك : موافقة
عايدة نظرت لها بتعجب : انتي جميلة و شكلك بنت ناس ليه تقبلي بالوضع ده .. عز مش ممكن يحبك هو هيتجوزك عشان شبه مراته ملك يا بنتي !
ابتسمت ملك و قالت لها جملة لم تفهمها عايدة : كل سوء التفاهم ده هيوضح بمجرد ما الحقيقة تبان و تظهر حقيقة كل الوشوش ! عن اذنك هطلع اشوف عز
ثم ذهبت من امامها لتصعد الي غرفة عز و تعجبت عايدة بشدة عندما لاحظت انها لم تسألها عن مكان غرفته بل اتجهت إليها سريعا هذا اول دخول لها للمنزل و لكنها تعاملت و كأنه منزلها ! صعدت ملك الي غرفة عز وقفت امامها و التقطت أنفاسها ثم دقت علي الباب لتسمع صوته بعد لحظات
عز : مش عايز اتكلم مع حد دلوقتي
ملك : عز !
نظر عز أمامه بصدمة و قال : ملك ؟
ذهب سريعا ليفتح الباب فوجدها أمامه
أنصدم عز من رؤيتها : ملك !! انتي جيتي لحد هنا ازاي
ملك : ممكن ادخل
عز : بس ..
ملك : انا هفهمك كل حاجه خليني ادخل بس
عز فتح لها باب الغرفة لتدخل و جلست علي أحدي المقاعد و جلس عز امامها
ملك : انت السبب علي فكرة
عز : مش فاهم
ملك : يعني انا هنا بسببك .. مكنش ينفع اسمع صوتك كده و مجيش !
عز زفر بضيق : اكيد امي و ياسمين جرحوكي بكلامكم
ملك ابتسمت و نهضت من مكانها لتقترب منه و نظرت إلي عيونه و قالت : انا استحمل اي حاجه في سبيل اني ابقى جمبك .. غير كده كل ده هيروح بمجرد ما يعرفوا اني ملك الحقيقية .. بس اقولك حاجه !
عز : قولي
ابتسمت ملك : ممكن تشوفها انانيه بس انا فرحانه بعدم تقبلهم جوازنا ده !
عز : ازاي مش فاهم ؟
ملك : انت بس اللي تعرف اني ملك الشريف مش هما ! يعني بنسبالي انا في كل الحالات مراتك لكن بالنسبه ليهم لا .. يعني لو اي واحده تانيه كانت مكاني بردو مكنوش هيتقبلوها .. و دي حاجه فرحتني أنهم فعلا بيحبوني ! بالنسبة لوالدتك هي هتتقبل العلاقة دي عشانك بس .. لكن ياسمين
عز : مش راضية عارف
ملك : ياسمين هتفضل اجدع صاحبة قابلتها في عمري يا عز !
عز ابتسم لتكمل ملك : ممكن افهم مالك بقى و قفلت في وشي ليه
عز : انا اسف يا ملك بس كان غصب عني
ملك : يا عز متتأسفش .. احكيلي بس فيك ايه انت ليه مش عايز تشاركني كل الحزن اللي انت فيه
عز زفر بضيق و صمت
ملك : عز اتكلم
عز و لأول مرة ترقرقت الدموع في عينيه انصدمت ملك ف بكاء عز ليس أمرا هينا بالنسبة له و كذلك من الصعب جدا أن يبكي عز فما حدث ليوصله لهذه الحالة .. ارتمي عز بين أحضانها و قال
عز : انا مش عارف ابويا لسه عايش ولا لا يا ملك ! على الاقل لما كان مسافر كنت مطمن أنه عايش .. لكن دلوقتي معرفش حاجه .. هو مسبناش هو اتخطف من وسطنا .. هو ضحي بنفسه عشان يبعدنا عن دايرة الشر
ملك : حبيبي اهدي طيب .. انت عرفت الكلام ده منين و لو فعلا مخطوف مين اللي عمل كده !
تحولت نظرات عز من الحزن الي الغضب و الثأر و ابتعد عنها قليلا ليقول
عز : عمك نائل !
ملك بعدم فهم : مش فاهمه !
عز : عمك نائل هو اللي خطف ابويا من ١٥ سنه و ياعالم عمل فيه ايه ! و هو اللي ساعد فؤاد و مدحت في قتل ابوكي و كان بيعرفهم كل أخباره ! عمك نائل خاين و عمره ما حبك ولا حب ابوكي
انصدمت ملك من كلامه و قالت : انا كنت عارفه أن عمي نائل مش بيحبني بس مش للدرجادي !! هو السبب في قتل بابا ده اخوه معقول !!
عز : حب الفلوس و الثروة بيعمل اكتر من كده .. انا الأول كنت عامل حساب أنه عمك و مش عايزه يتأذي .. لكن دلوقتي سامحيني .. انا مش هرحمه و هكره في اليوم اللي فكر فيه بس يقرب من ابويا ! دلوقتي هو هيتعامل مع عز الدين كامل الاسيوطي ! جوز ملك و ابن كامل الاسيوطي .. ابن كامل اللي حرمه من أبوه كل السنين دي !!

توقعاتكم ؟ ارائكم ؟ ♥️
عارفه أن الفصول بقت صغيرة اليومين دول بس عشان عندي امتحانات كتير ادعولي .. و الاحداث اللي جايه كلها شيقة جدا متأكدة أنها هتعجبكم تابعوا ♥️♥️♥️

منقذي و لكن ( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن