الفصل السادس و العشرون

2.4K 111 2
                                    

سعيد : المتهم اللي حضرتك لسه جايبه من شوية ! دخلنا الزنزانة بتاعته لقيناه قاطع شرايينه و سايح في دمه !
ضرب عز مقود السيارة بعصبية كبيرة : تمام يا سعيد
انهي عز المكالمة ثم اتصل بيوسف سريعا
عز : يوسف ! 
يوسف بنعاس : خير يا عز صوتك متوتر ليه ؟
عز : انا اسف اني صحيتك من نومك !
يوسف : لا ابدا ولا يهمك
عز : يوسف انا عارف انك اخد إجازة النهاردة عشان هتنقل انت و ياسمين .. معلش بس انا محتاجك جدا تكون في القسم دلوقتي
يوسف : انت قلقتني في ايه طب ؟
عز قص عليه ما حدث خلال الساعات الماضية
يوسف : علي حالته ايه !
عز : مهما اقول مش هعرف اوصف الحالة اللي هو فيها .. انا حاسس بيه جدا عشان كده لازم ابقي معاه دلوقتي .. روح انت القسم و خلص الإجراءات بتاعت الحيوان ده .. انتحاره ده أنقذه مني و الا مكنتش هرحمه !
يوسف : تمام يا عز و لو حصل اي حاجه جديدة قولي
عز : تمام
ما أن انهي يوسف المكالمه مع عز حتي نهض من مكانه سريعا
يوسف : ياسمين انا اسف بس لازم أخرج حالا
ياسمين : في ايه يا يوسف !
يوسف : ندي مرات علي اضربت بالنار و هي في المستشفي دلوقتي و لازم اكون في القسم عشان اللي ضربها بالنار انتحر
ياسمين : براحه انا مش فاهمه حاجه !
يوسف : لما ارجع هفهمك كل حاجه انا لازم أخرج حالا عز محتاجني
ياسمين : ماشي يا يوسف خلي بالك من نفسك
يوسف قبلها من رأسها : و انتي كمان
خرج من البيت سريعا استقل سيارته و اتجه بها الي قسم الشرطة .. رجع عز مرة أخري الي المستشفي و اتجه الي مكتب علي طرق الباب قليلا ليسمع صوته
علي : مش عايز اشوف حد
عز فتح الباب و جال بنظره في الغرفة حتي رأي علي جالس في احدي زوايا الغرفة
عز : ادخل ؟
علي نهض من مكانه و قال : تعالي
دخل عز و اتجه إليه ظل الاثنان صامتين ليقول عز
عز : علي .. انا عارف انها حاجه صعبه جدا عليك و انا اكتر واحد حاسس بيك لأني اتحطيت في الامتحان ده قبلك بس امتحاني كان اصعب .. و مع ذلك انا حاربت و حافظت علي حبي بكل الطرق اللي اقدر عليها
علي : و انا مش قادر اساعد ندي حتي .. انا دكتور و مش قادر اقدم اي حاجه لمراتي عشان ارجعهالي
عز : لا قادر .. دعمك ليها وكلامك معاها حتي لو مش هترد عليك كفايه أنها سمعاك .. وقفتك جمبها في الأزمة دي كل ده هيرجعهالك يا علي .. عشان كده لازم تكون اقوي من كده و خليك عارف انها دلوقتي بين ايدين ربنا ادعيلها
علي : خايف يجرالها حاجه .. خايف اخسرها مش قادر اتخيل
عز : خليك واثق في ربنا
علي : و نعمى بالله .. عز انا مش عايز والدتي تعرف اي حاجه ارجوك !
عز : متقلقش محدش هيعرفها .. ماما حياة هخليها قاعده مع ملك الفتره دي مش عايزك تشيل هم حاجه
و هنا علي استوعب أن ملك مازالت على قيد الحياة فنظر إلي عز بتعجب و تساؤل و اردف : هي ملك لسه عايشة !
عز ابتسم : أيوة
علي : بس ازاي !
عز : دي حكاية كبيره اوي لما ندي تقوم بالسلامة هبقي احكيها ليك و ليها
علي : يارب يا عز
ظل عز معه لبعض الوقت ثم خرج من عنده و اتجه الي حياة
عز : امي احنا داخلين علي الفجر دلوقتي .. لازم ترتاحي شوية
حياة بدموع : مش هقدر اسيب ندي و امشي !
عز : ترتاحي شوية و انا هجيبك بكره المستشفي تطمني عليها متقلقيش
حياة نهضت معه بدون كلام و عيونها معلقه علي الغرفة التي تتواجد ندي بها استقلت السيارة بجانب عز و انطلق هو بها و بعد لحظات لاحظت أن عز يسير في اتجاه غير اتجاه منزلهم
حياة : ده مش طريق البيت يا عز احنا رايحين فين
عز : خمس دقايق و هنوصل و ساعتها هتعرفي محتاج منك بمجرد ما نقف تحت البيت بس تغطي وشك كويس
حياة أجابت برأسها دون أن تفهم و بعد وقت قصير وصل عز و لكنه أوقف السيارة بعيدا عن بيت ملك و طلب من حياة أن تترجل من السيارة نزلت منها و غطت رأسها كما طلب عز منها دخل عز بها من الباب الخلفي للبيت و ما أن دخل بحث عن ملك سريعا و وقفت حياة مكانها بتعجب .. دخل عز غرفتهم ليجد ملك نائمة علي سجادة الصلاة تحتضن ركبتيها و تنظر إلي المجهول بعدم تركيز
عز : ملك !
و عندما سمعت صوته نظرت له سريعا و نهضت من مكانها و ركضت نحوه لترتمي في أحضانه و عيونها مليئة بالدموع
ملك بصوت مبحوح : عز
عز ابتسم : في مفاجأة برا
ملك نظرت له بتعجب : مفاجئة ايه ؟
عز : اطلعي و انتي تعرفي
خرجت ملك من الغرفة لتجد امرأه واقفة امامها تعطي لها ظهرها فلم تتمكن من رؤيتها جيدا
ملك بتساؤل : أيوة مين حضرتك ؟؟
التفتت لها حياة سريعا و ما أن رأتها حتي نزلت دمعة حارة من عينها
ملك نظرت لها بصدمة و فرحة : ماما !
ذهبت حياة إليها سريعا عانقتها بحنان .. خرج عز من الغرفة و اتجه إليهم ابتعدت ملك عن حياة قليلا و نظرت له بتساؤل
عز : ماما حياة هتفضل هنا الفتره دي يا ملك .. لحد ما ندي تفوق بالسلامة بأذن الله .. اعتقد ده هيهون عليكم انتو الاتنين الفتره دي وجودكم سوا هيقويكم عشان كده فكرت اني اخلي مامتك معاكي الفتره دي
حياة : طب وجودي ده مش هيعمل مشاكل يا بني ؟
عز : في احتمال كبير .. لو حد شافك هنا هيبقي في أسئلة كتير زي ايه اللي ممكن يجمعك بيا أو بالسكرتيرة بتاعتي خصوصا بعد نشر خبر جوازي منها الفتره اللي جايه !
حياة بصدمه : جوازك !!
ملك : أيوة يا ماما .. في كلام وحش طلع عليا في الشركة و سمعتي بقت في الأرض بسبب ان الناس مش عارفه غير اني سكرتيرة عز و بس .. و اني مش مراته في الحقيقة و عز عشان يسكتهم قال إننا هنتجوز ! بس دلوقتي مش عارفة الوضع هيكون ايه خصوصا بعد الحالة اللي بقت فيها ندي !
حياة فكرت للحظة : بس انتو لو اجلتوا الفرح بسبب ندي .. الكل هيستغرب جدا .. لان ايه علاقتكم بيها دلوقتي مثلا ؟
عز : ماما عندها حق ! عموما انا مش عايزكم تفكروا في اي حاجه دلوقتي .. النهاردة كان يوم متعب بالنسبة ليكم عشان كده هسيبكم ترتاحوا دلوقتي .. ملك انا همشي خلي بالكم من نفسكم
ملك نظرت له بحزن فهي تكره تلك الجملة جدا و لكنها لم تود أن تضغط عليه فقالت بابتسامة صغيرة : تصبح علي خير
عز قبلها في رأسها : و انتي من أهله يا حبيبتي
ثم خرج من البيت سريعا في الخفاء ليرجع الي بيته و نامت ملك تلك الليلة و بعد وقت طويل في احضان والدتها
في اليوم التالي استيقظ عز من نومه أخذ دش سريع و ارتدي ملابسه و خرج من غرفته .. بحث عن والدته ليجدها تتصفح أحدي الجرائد
عايدة : صباح الخير يا عز
عز : صباح النور .. مالك ؟
عايدة : مليش بس حاسة أن البيت فضي عليا فجأة .. ياسمين كانت اخده بحسي بردو .. و انت علطول في شغلك يا حبيبي ربنا يقويك
عز استغل تلك الفرصة ليقول لوالدته عن امر زواجه : بس انا ميهونش عليا تفضلي لوحدك !
عايدة بعدم فهم : يعني ايه مش فاهمه ؟
عز : انا هتجوز ! و قريب جدا 
عايدة : بلاش الهزار التقيل ده يا عز
عز : انا بتكلم بجد مش بهزر .. انا فعلا ناوي اتجوز الفتره اللي جايه !
عايدة هبت واقفة : نعم ! ازاي تقرر كده لوحدك ! و هتتجوز مين
عز : ده موضوع يطول شرحه .. اقعدي و انا هفهمك كل حاجه
جلست عايدة مرة اخري : يا عز لو هتعمل كده عشاني متاخدش علي كلامي انا كل اللي يهمني راحتك و بس
عز : انا كنت ناوي علي كده من قبل كلامك لكذا سبب هتعرفيهم بعدين
عايدة : طب وملك يا عز ! قدرت تنساها
عز ابتسم : مقدرش انساها لأنها مش بتسيبني ولا لحظة
عايدة بعدم فهم : مش فاهمه
أخرج عز صورة ملك من علي هاتفه و اعطي الهاتف لوالدته لتراها امسكت عايدة الهاتف بتعجب و نظرت إلي صورة البنت بتساؤل كبير
عايدة : مين دي ؟
عز : دي ملك !

يا ترا عز هيقول لوالدته حقيقة ملك ولا لا ؟
توقعاتكم ؟ ارائكم ♥️

منقذي و لكن ( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن