خرجت هدي من الغرفة و التفتت ملك الي حياة مرة اخري لتجدها تنظر لها مباشرة في عينيها و كأنها تشعر بكل شئ حولها !! توترت ملك من نظراتها تلك و امسكت نظارتها بتوتر و لاحظت عدم ترتيب شعر حياة
ملك بتوتر : اا شعرك مش مترتب خالص .. انا هسرحهولك
و تحركت ملك من امامها سريعا و عيون حياة معلقة بها لا تتحرك .. اتجهت الي أحد الادراج و أخرجت منه فرشاة و عادت لحياه لتمشط شعرها اقتربت منها بتوتر تحت نظرات حياة المعلقة بها جلست بجانبها و مشطت شعرها بهدوء و بعد فتره قصيرة انتهت
ملك : اا انا خلصت .. حمدالله علي سلامتك انا مضطرة امشي
و نهضت من مكانها و جاءت لتمشي و لكن حياة امسكت يدها فجأة و قالت بتشتت
حياة : انتي مين !
ملك زاد توترها : اا انا سكرتيرة مستر عز .. حضرتك كنتي تعبانة عشان كده قالي اجي اطمن عليكي !
حياة صمتت للحظة ثم قالت : انا اعرفك .. انتي بتفكريني بحد !
ملك : عن اذنك !
و هربت سريعا من امامها لتصرخ حياة : استني لا متمشيش !
اتجهت ملك الي الباب و عيونها اغرقتها الدموع و فتحته لتجد عز امامها !! نظرت له ملك بصدمة و دموع ليبادلها بنظرات طمأنينة و امسك يدها و دخل بها الي غرفه حياة مرة اخري و عندما رأته حياة نظرت له بتعجب فاتجه عز نحوها و امسك يدها
عز : حمدالله علي سلامتك
حياة نظرت له بصمت ثم حولت نظرها الي ملك و بعد لحظات عادت بنظرها الي عز مرة اخري لتطالعه بتساؤل
حياة : بردو جيت لوحدك المرة دي .. فين ملك يا عز !
عز صمت لتكمل حياة بدموع : كله بيقولي أن بنتي ماتت بس انا مش قادرة اصدق .. مش قادرة اصدق اني مش هشوفها تاني قلبي لسه حاسس بيها يا عز .. انا طول عمري بحس بيها .. قبل ما يحصلها اي حاجه بكون حاسه و انا دلوقتي حاسه ببنتي أنها جمبي و أنها لسه عايشة .. ملك لسه عايشة يا عز مش كده هي مماتتش صح
عز : صح !
نظرت له حياة بصدمة ليكمل عز : ملك لسه عايشة يا امي !
حياة تنهدت بحرارة و أغمضت عينيها بعدم تصديق و الدموع تنهمر من عينيها و رددت : كنت متأكدة
و بعدها نظرت له بفرحة كبيرة و رددت بحماس : هي فين انا عايزه أشوفها !
عز : ممكن تسمعيني الاول
نظرت له حياة بتساؤل ليكمل كلامه : الاول لازم تعرفي سبب اني خبيت عليكي حقيقة أن ملك عايشة !
تنهد عز ثم أكمل : كل حاجه بدأت من يوم الحادثة اللي حصلت لملك ليلة فرحنا و احنا متجهين للمطار حالة ملك كانت صعبه جدا كانت بين الحياة و الموت روحنا المستشفي بسرعة و الصدمة اللي كنت فيها خلتني مركزش إن كان في حد بيراقبنا و كان مستني يسمع خبر موتها و في اللحظة دي الدكتور خرج و قالي أن ملك وشها اتشوه بالكامل !
حياة شهقت : اتشوه !!
عز : اسمعيني للآخر .. في الوقت ده نشرت خبر أن ملك ماتت في الحادثة و خليت الشخص ده يسمع اللي هو عايز يسمعه لان لو وصلهم أن ملك لسه عايشة اكيد كانوا هيحاولوا يقتلوها تاني
صمت عز لتقول حياة : و بعدين .. ملك حصلها ايه !
عز : بعدها انا و ملك سافرنا بره مصر و طبعا كل ده بمساعده يوسف .. و للأسف وش ملك كان متشوه تماما عشان كده اا ..
حياة : قول يا عز جرالها ايه !
: عشان كده مكنش فيه حل غير انهم يعملوا لملك عملية تجميل و أن شكلها يتغير تماما !
قالت ملك هذه الجملة و تقدمت نحوهم بدموع معلقة في عينيها نهض عز من أمام حياة لتجلس ملك امامها و تنظر إلي عينيها مباشرا و أكملت
ملك : شكلها اتغير لدرجة أنها لما بقت تبص في المرايا مبقتش تعرف نفسها ولا حتي الناس تعرفها .. فقدت الثقة في كل حاجة حتي في نفسها .. من خوفها عملت حيطان و حبست نفسها جواها .. كل حاجة في حياتها ادمرت .. اسمها .. شخصيتها .. حبها .. عيلتها .. كل حاجة
حياة نظرت لها بعدم تصديق و اردفت : انتي ؟!
ابتسمت ملك و وضعت يدها علي عيون حياة لتغلقها ثم قالت بهدوء : معقول كل ده لسه مش عرفاني .. يا ماما
شهقت حياة بفرحة و امسكت يد ملك لتقبلها و اخذتها بين ذراعها بدموع و عدم تصديق
حياة : بنتي ملك .. كنت عارفه قلبي كان حاسس بيكي !
و ابتعدت عنها قليلا و اردفت بدموع و فرحة : كل الناس قالتلي اني خلاص مش هشوفك تاني و انك مش موجوده في الدنيا دي بس انا مصدقتش حد فيهم لأن قلبي كان حاسس بيكي يا بنتي .. انا اتبهدلت اوي من غيرك يا بنتي كنت هموت يا ملك !
ملك احتضنتها : بعد الشر عليكي يا ماما
حياة : كده هونت عليكي كل الفتره دي تغيبي عني .. حتي دلوقتي كنتي هتسيبيني و تمشي بردو
ملك : غصب عني سامحيني
حياة ضحكت : مقدرش ازعل منك يا بنتي كفايه انك معايا انا مش مصدقة !
و امسكت وجه ملك بين كفوفها و أخذت تتأمله للمرة الأولي و نظرت لها ملك بقلق و توتر
حياة ابتسمت : انا بنتي جميلة بكل حالاتها
ابتسمت ملك و تنهدت براحة فكانت قلقه إذا لم تتقبل حياة وجهها الجديد لتكمل حياة
حياة : عيونك زي ما هي بس ليه شايفة فيهم قلق و خوف
ابتسمت ملك بحزن و ارتمت في أحضانها مرة اخري ..
في المستشفى
بعد خروج سهى شردت ندي قليلا ليلاحظ علي تشتتها و شرودها عنه
علي : مالك ؟
ندي : مليش بس .. اا
علي : اتكلمي سامعك
ندي : علي انت ملاحظتش أن سهى .. الممرضة اللي كانت لسه هنا اضايقت لما عرفت اني مراتك !
علي : و تضايق ليه و انتي تشغلي دماغك بيها ليه اصلا
ندي بتشتت : مش عارفة بس حسيت انها اضايقت .. اكني أخذت حاجة بتاعتها
علي التفت لها و امسك يدها : حبيبتي اسمعيني كويس .. انا عمري ما كنت لحد و يوم ما بقيت .. بقيت بتاعك انتي و بس و مستحيل ان حد يشاركك فيا لأنك كفاية عليا اصلا .. انا مش عايز غيرك عشان كده ارجوكي متسيبيش فرصة للأفكار دي أنها تدخل دماغك
ندي : بجد يا علي !
علي : مش انتي بتثقي فيا
ندي : اكتر من نفسي !
علي ابتسم ثم ضمها إليه لتشعر ببعض الامان و الاسترخاء و لكنها لم تستطيع إخماد ذلك الاحساس بالقلق من تلك الفتاة و لكنها حاولت أن تنساها حتي لا تخرب تلك اللحظات الرومانسية مع زوجها و بعد لحظات اردفت
ندي : انا همشي بقى مش عايزة اعطلك اكتر من كده
علي بحب : لو العطلة حلوة اوي كده عطليني كل يوم بقي
ندي ابتسمت برقه و جاءت لتخرج من المكتب و لكنه أوقفها
علي : استني .. هروح معاكي
ندي : طب و شغلك ؟
علي : كان عندي عملية بس اتأجلت لبعد بكرة المريض لسه محتاج كشوفات و أشعة
ندي ابتسمت : ماشي يلا
علي ابتسم : يلا
و خرج من مكتبه و ايديهم متشابكة ببعضها و الابتسامة علي وجوههم ليخرجوا من المستشفى تحت نظرات حقد و كره من سها لندي و نظرات غيظ لأيديهم .. استقل علي سيارته و بجانبه ندي و انطلق بها ليتجه الي بيتهم ..
مسح عز دمعة فرت من عينيه أثر هذا الموقف المؤثر و اتجه إليهم
عز : ملك !
نظرت له ملك لتري في عينيه نظرة ذات مغزي فتفهمت و نهضت من مكانها عز اتجه الي حياة
عز : امي .. انا مكنتش ناوي اعرفك بحقيقة ملك دلوقتي لأنها لسه في خطر و انا عملت كل ده عشان احميها .. مش عايز بعد كل ده كل حاجه تبوظ و حد يوصل لملك .. انا قولتلك الحقيقة عشان حالتك و التعب اللي كنتي فيه .. ارجوكي مش عايز حد يعرف كل ده .. ده سر بينا لو حد عرف أن ملك لسه عايشة هتحصل كارثة .. ملك معروفه بوشها الجديد أنها مديرة أعمالي بس محدش يعرف الحقيقة .. و انا بعمل كل ده عشان احميها و عشان ارجع حقها اللي ضاع
حياة ابتسمت : مكنتش غلطانه لما امنتك علي حياة بنتي .. انا مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه يا عز .. انت مستعد تضحي بنفسك عشان تحمي حياة ملك
عز : احمي حياتي انا .. لان حياتي من غير ملك ملهاش لازمة .. هي خلتني واحد جديد
ملك ابتسمت في مكانها ليكمل عز محدثا حياة
عز : احنا دلوقتي لازم نمشي !
حياة : هي ملك عايشة معاك صح
عز : اكيد لا عشان محدش يشك في حاجة .. ملك عايشة في شقة بعيدة عني خطوات بس عشان كده هي تحت عيني طول الوقت حتي لو مش معاها بفضل حواليها
حياة ابتسمت ثم تحولت ابتسامتها تلك الي عبوس و حزن و اردفت : هشوفك تاني امتي يا بنتي
ملك : اوعدك بمجرد ما تجيلي فرصة تاني عشان اجيلك مش هتأخر
حياة ابتسمت بحنان : انا لحد دلوقتي مش مصدقة انك قدامي و بكلمك
ثم أكملت بحماس : ندي هتفرح اوي لما تعرف انك لس..
عز قاطعها : حتي ندي مينفعش تعرف يا امي
حياة : ليه !
عز : لان ببساطة ندي طيبة جدا و عفوية شوية يعني ممكن تغلط و تقول لاي حد عن السر ده
: سر ايه !!
نظر عز و حياة باتجاه الصوت ليجدوا ندي تقف خلفهم و تطالعهم بتساؤل و تعجب و بجانبها علي !!
_________________________________
في منزل يوسف
بعد ساعات كانت ياسمين نائمة بين ذراعي يوسف و تطالعه بحب و تتأمل ملامحه بهدوء و بعد لحظات فتح يوسف عينيه لينظر لها فجأة فتخجل بشدة و تحول نظرها بعيدا عنه
يوسف ابتسم : دورتي وشك ليه .. بصيلي
ياسمين : لا مش هبصلك
يوسف بمكر : عندك حق .. ما انتي بقالك ساعة بصالي اكيد زهقتي يعني
ياسمين بصدمة : انت مكنتش نايم !!
يوسف ضحك : لا يا ستي مكنتش نايم
ياسمين عضت شفتيها بخجل ثم غيرت الموضوع سريعا : اا هو انت مش جعان ولا ايه انا جوعت جدا
يوسف ابتسم : ماشي هعديها
نهض يوسف من مكانه و أخذ دش سريع و في تلك الاثناء كانت ياسمين تتذكر كلماته و ضحكاتهم سويا و تبتسم بخجل و نهضت من مكانه هي أيضا و اعادة ترتيب المائدة و الطعام مرة اخري و بعد لحظات خرج يوسف ليجدها ترتب المائدة فقام باحتضانها من ظهرها
ياسمين : حبيبي انت خلصت !
يوسف : حبيبي !! لا انا مش متعود علي الكلام الجميل ده
ياسمين ابتسمت بخجل : لا من النهاردة اتعود بقي
يوسف تنهد براحة و اخذ كف يدها و قبلها به و بعدها جلسوا ليتناولوا طعامهم
ياسمين : يوسف ممكن أسألك سؤال ؟
يوسف : اكيد قولي
ياسمين : انت كنت ممكن تنهي علاقتنا بجد .. و نوصل للطلاق !
يوسف تنهد : في الوقت اللي كنت هتأكد فيه أن وجودي في حياتك ملهوش اي لازمة او انك مكنتيش بتحبيني بالقدر الكافي أنه يخلي جوازنا يستمر .. اكيد كنت هنسحب من حياتك
ياسمين : ليه اختارت انك تنسحب من حياتي بدل ما تحاول و تدي جوازنا فرصة تانية !
يوسف : عشان انا بحبك يا ياسمين !.. انا فكرت في سعادتك و راحتك بس حتي لو هتكون علي حساب راحتي !
ياسمين نظرت له بدموع و اسف في عينيها : انا اسفه يا يوسف .. اسفه اني مكنتش قادرة اشوف كل ده في عينيك .. بس من يوم ما اتجوزنا و احنا في مشاكل عشان كده مكنتش قادرة افهمك أو اقربلك اكتر .. بس اوعدك يا يوسف أن من النهاردة كل ده هيتغير و مش هزعلك من تاني
يوسف ابتسم ثم امسك يدها و قبلها و خيم الصمت عليهم للحظات ليقول يوسف فجأة
يوسف : ياسمين
ياسمين : نعم
يوسف : عايز اقولك موضوع .. انا كنت مأجله من فترة بس اعتقد ده وقته اني اتكلم فيه
ياسمين : اتكلم سمعاك
يوسف : انا شايف أن جه الوقت أننا نرجع لبيتنا تاني .. احنا كنا عايشين مع ماما بس عشان متبقاش لوحدها .. بس عز رجع دلوقتي و اكيد هو هياخد باله منها .. ايه رأيك أننا نرجع لبيتنا تاني و نبدأ نبني عالم صغير لينا بعيد عن كل حاجة !!حقيقي من اكتر الحلقات اللي كتبتها و حبيتها جدا و لقاء ملك و مامتها اخد قلبي جدا ♥️ و دموع كمان 😂♥️
يا ترا رد فعل ياسمين علي كلام يوسف هيكون ايه ؟
ندي هتعرف الحقيقة ولا لا ؟
انتظروا الفصل الجديد بكرة بأذن الله .. توقعاتكم ♥️
أنت تقرأ
منقذي و لكن ( الجزء الثاني )
Adventureتريند اول علي الواتباد في ٢ اغسطس ٢٠٢١ ❤️❤️ شكرا جدا ليكم يا من تسكنين ثنايات روحي .. يا من منحتي لقلبي الحق في الحب و الحياة بعد أن شيدت من قسوتي الآلاف من الأسوار حوله .. انقي علاقات الحب هي تلك التي تربط بين روحين .. مثل علاقتنا .. و عشق الروح ل...