الفصل الحادي و الثلاثون

2.3K 118 12
                                    

خرج صبحي من الغرفة و نظر إلي كامل لآخر مرة ليجده ينظر أمامه بثبات و بدون خوف ! و بعدها قال نائل
نائل : انت تعرف عنوان بيته ؟
صبحي : أيوة
نائل : المطلوب منك انك تروح لمراته دلوقتي و تأكدلها اللي هو قاله .. أنه هيسافر برا مصر و ياريت تنساه و تكمل حياتها
صبحي : طب ما يمكن مترضاش تصدقني !
نائل : استنى !
اخرج من جيبه ساعة اليد الخاصة بكامل الذي اخذها منه أثناء فقدان وعيه
نائل : اديها ساعة جوزها و اكيد هتصدقك .. رجالتي هيفضلوا وراك لحد ما تخلص اللي مطلوب منك و بعدين اعتبر نفسك في امان !!
عودة الي الواقع ..
باك
صبحي بدموع : و بعدين روحت بيته و قولتلها اللي اتطلب مني .. و لما اديتها الساعة اتأكدت لأن من الواضح أن الساعة دي كانت غالية عنده اوي ! انا عارف اني غلطان يا باشا انا جبان و استاهل كل اللي حصلي
عز نهض من مكانه و نظر أمامه بصدمه كبيرة و تحسس الساعة الذي يرتديها و لكنه يخبأها بين ملابسه حتي لا تكون مرئيا امام احد و خصوصا والدته حتي لا تتذكر زوجها و تحزن .. كان يرتدي تلك الساعة حتي يشعر بقرب والده منه برغم محاولاته الكثيرة ليكرهه و لكنه لم يستطيع التخلي عن ذكرياته التي تلتصق بعقله .. نزلت دموع من عينيه رغما عنه .. و افاق من هذه الحالة عندما حل مكان هذه الصدمة غضب و توعد كبير !
عز بعصبية مكتومة : كامل حصله ايه !
صبحي : ولله ما اعرف يا باشا ولله لو اعرف هصلح كل الغلط اللي انا عملته ده !
عز نظر له بجنون و عصبية كبيرة وقال : مياكلش معايا كل الكلام ده .. زي ما نائل استخدمك عشان تدمر حياة كامل .. انا هستخدمك عشان ادمره و لو فكرت للحظة بس انك تخوني .. هيبقي اخر يوم في عمرك !
قال صبحي سريعا : ماشي انا معاك .. بس حضرتك عايز توصله اوي كده ليه !
عز : ميخصكش .. انت ليك تعمل اللي هقولك عليه و بس مفهوم !
صبحي : مفهوم
عز كاد أن يتكلم و لكنه صمت للحظة ثم قال : بس في حاجه مش فاهمها .. مادام كل ده حصل زي ما بتقول .. ليه بتشتغل في الشركة لحد دلوقتي ؟
صبحي : مش بمزاجي .. نائل بيه أجبرني اني افضل في الشغل كل السنين دي عشان ابقي تحت عينيه و يقدر يجيبني في أي وقت
عز : هحاول اصدقك .. لو وصلتني لكامل هحاول اسامحك بعد كل اللي عملته ده و بدل ما حبل المشنقة يتلف حوالين رقبتك .. هعتبرك شاهد في القضية دي !
صبحي : يا بيه انا معاك طول ما انت بتحمي عيلتي و بتحميني .. اللي سكتني كل السنين دي خوفي و بس !
عز : تمام .. اسمعني و نفذ كل اللي هقولك عليه !
_________________________________
ياسمين : مامااا !!
ركضت ياسمين نحوها سريعا و جثت علي ركبتيها و امسكت رأس والدتها لتضعها علي رجلها
ياسمين بقلق : ماما .. ردي عليا !
ذهب يوسف سريعا و احضر كوبا من الماء و حمل عايدة ليضعها علي أحد المقاعد
ياسمين ببكاء : ماما فوقي عشان خاطري .. يوسف هي مش بتفوق ليه !
و هنا يوسف تذكر أنها تعاني من مرض السكر فنهض سريعا من مكانه و احضر بعض الحلويات و اتجه إليها و حاول أن يطعمها إياها .. استجابت له عايدة و بعد لحظات قليلة فتحت عينيها بتعب فا احتضنتها ياسمين ببكاء
يوسف : كان عندها غيبوبة سكر
ياسمين : انتي مخدتيش العلاج بتاعك ؟
عايدة بتعب : نسيت ولله يا بنتي 
ياسمين : ليه يا ماما المفروض تاخدي بالك اكتر من كده .. كده هتخليني اندم اني سيبتك و رجعت بيتي !
عايدة : يا بنتي لا مش قصدي .. انا بس نسيت و انتي عرفاني
ياسمين : أيوة عرفاكي مش بتهتمي بنفسك خالص
يوسف : خلاص يا ياسمين ماما تعبانه دلوقتي خلي كلامك ده بعدين
ياسمين : افرض أننا مجيناش دلوقتي يا يوسف !! كانت هتفضل واقعة لوحدها كده في البيت و محدش حاسس بحاجه !
عايدة : يا حبيبتي انا بقيت كويسة خلاص
ياسمين : ماما بالله عليكي اهتمي بنفسك اكتر من كده .. ولا اقولك خلي معاكي الموبيل بتاعك و انا هتصل بيكي في معاد الأدوية عشان متنسيش
ابتسمت عايدة : ربنا ما يحرمني منك يا بنتي .. بس ايه سر الزيارة المفاجأة دي
ابتسمت ياسمين : في حاجه كده !
عايدة : حاجه ايه ! اتخانقتي مع جوزك تاني !
ياسمين : لا يا ماما مش كده
عايدة : اومال ؟
ياسمين : هو فين عز ؟
و هنا دخل عز بيته بأرهاق فكان يوما مليئا بالصدمات بالنسبة له
ابتسمت ياسمين و اتجهت إليه : عز !
عز نظر لها بعدم تركيز ليراها قادمه نحوه و في لحظة رأي ياسمين طفلته المدللة ابتسم بحنان فقد أدرك كم أنها كبرت و لم تعد طفلته الصغيرة
عز مسح علي شعرها : ايه سر الزيارة الجميلة دي
ياسمين بحماس : بصراحه كده في خبر لازم تعرفوا و مينفعش علي التليفون
عز : في ايه يا ياسمين قلقتيني !
ياسمين قالت لتهدئه قليلا : لالا مفيش حاجه وحشه متقلقش .. يعني هو خبر حلو
عز : طيب قولي
ياسمين بخجل : اقول يعني !
ابتسم عز : انتي شكلك بتهزري انا طالع انام
و التفت عز و سار في طريقة لتقول ياسمين سريعا : انت هتبقي خالو يا عز !
و هنا تسمر عز مكانه .. انصدمت عايدة و نظرت لها لتقول ياسمين بضحكه عريضة : انا حامل !
عايدة بفرحة كبيرة : لا مش معقول مش مصدقة !! ياسمين اوعي تكوني بتهزري
ياسمين : هو انا كل ما اقول لحد يقولي بتهزري للدرجادي انا عيله يعني
عايدة لم تستطيع كبح دموعها أكثر لتبكي بفرحة كبيرة و تحتضن ابنتها بفرحة لا تستطيع بضع كلمات وصفها
عايدة بدموع فرحة : يعني انا هبقي جدة ! هشوف عيالك يا ياسمين
و هنا التفت لها عز لترى دموع في عينيه لاول مرة في حياتها !
ياسمين : عز !
اتجه لها و نظرة حب و حنان و فرحة في عينيه و قال بدموع : معقول كبرتي بسرعة كده .. محستش بالسنين و هي بتجري ! ياسمين اللي كانت بتتخانق معايا علي الايس كريم كبرت و كلها كام شهر و تبقي ام
ياسمين ضحكت بدموع : اهو هبقي لقيت حد غيرك اتخانق معاه علي الايس كريم بقى
عز نظر لها و تأملها للحظات ليراها تلك الطفلة ذات التسعة أعوام اخذها بين ذراعيه بفرحة .. و لأول مرة تري ياسمين أخيها بهذا التأثر
عز : من النهاردة مش هاخد بالي منك بس .. مسؤوليتي هتزيد فرض جديد في عيلتنا
و قبلها من رأسها و اتجه الي يوسف
عز : الف مبروك يا يوسف .. انا فرحتي النهاردة اتنين
يوسف : الله يبارك فيك .. بس مبدأيا كده انت هتبقي عم البيبي مليش دعوة
ياسمين : ازاي يعني ده اخويا انا يعني هيبقي خالوا
يوسف : و انتي نسيتي ان عز صاحبي و عشرة عمري و اكتر من اخويا من قبل ما نتجوز حتي يعني هو عم عيالي
ياسمين : لا يعني لا .. ابني او بنتي هيقولوا لعز يا خالوا مش عمو خالص
يوسف : مش هيبقي ابنك او بنتك لوحدك علي فكرة أنا كمان هبقي ابوهم و ليا الحق !
ياسمين : يوسف أن..
عز صرخ بهم : بس !!
ياسمين : ما هو عا..
عز : اسكتي !
صمت للحظة ثم قال بابتسامة : يعني بتتخانقوا من دلوقتي البيبي هيقولي ايه يعني بردو للمرة التانيه انا سبب مشكلتكم انتم مالكم بيا سيبوني في حالي !
ياسمين : لا احنا بنحط الحروف علي النقط الاول عشا..
يوسف : ايه ؟؟ حروف ايه اللي علي النقط
ياسمين : ما علينا يعني .. عز هيبقي خال البيبي
يوسف كاد أن يتكلم و لكن عز سبقه و قال سريعا : خلاص اللي تشوفيه !
ياسمين نظرت إليه بفرحه ثم نظرت إلي يوسف بانتصار و رفعت حاجبيها بتحدي ليضحك يوسف علي هذه الحركة
عايدة بدموع : الف حمد و شكر إليك يارب .. الحمدلله انك عوضت تعبي في اولادي خير و قويتني اني كبرتهم و وصلتهم للي هما فيه دلوقتي .. لو جرالي حاجه مش هبقي خايفه عليكم و هقدر اقابل ربنا و انا مرتاحة
عز : بعد الشر عليكي ! ليه بتقولي كده
عايدة : الحمدلله ربنا كرمني و هشوف اول حفيد ليا .. و كرمني و هحضر فرح ابني و أشوفه مرتاح في حياته
قالت ياسمين بعدم فهم : هو انتي عندك ابن تاني ولا ايه فرح مين ؟
عايدة نظرت إلي عز ليقول هو : انا نويت اتجوز تاني يا ياسمين !
انصدمت ياسمين : نعم !!

يا ترا رد فعل ياسمين علي كلام عز ايه ؟
توقعاتكم ؟ ارائكم ♥️

منقذي و لكن ( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن