الفصل العشرون

2.7K 122 6
                                    

دلفت ملك الي بيتها و جلست علي أحد المقاعد بتعب و إستعادة احداث اليوم كله مرة اخري ثم نهضت من مكانها أخذت دش سريع و بدلت ملابسها و في ذلك الوقت صدع هاتفها رنينا فحسبت انه عز لذلك جرت سريعا نحو هاتفها و لكنها وجدته رقم مجهول ! ترددت للحظات أن ترد ام تتجاهل الاتصال و لكنها عزمت أمرها أن ترد في النهاية
ملك بهدوء و حذر : الو !
: ملك معايا ؟
ملك : أيوة مين ؟
: مش مهم انا مين .. بس انا شخص مهتم بيكي جدا و حابب اعرفك اكتر
ملك : مين حضرتك !
: مصممة تعرفي يعني
ملك : اكيد !
: ماشي يا ستي .. انا فؤاد فكراني اللي خبطتي فيا في شركة الشريف
ملك نظرت امامها بصدمة و كأن السماء ضربتها بصاعقة ! هرب الكلام من علي لسانها
فؤاد : سكتي ليه ؟ مش فكراني ولا ايه !
ملك بغموض : لا فاكراك كويس
فؤاد ابتسم بتكبر : انا اللي يقابلني مرة في حياته ميقدرش ينساني
ملك حاولت أن تهدأ قليلا و قالت بثبات : متصل بيا ليه ؟ خير !
فؤاد : انا اتصلت اباركلك .. مش انتي هتتجوزي الفتره اللي جايه بردو
ملك : و انت عرفت منين !
فؤاد ضحك : ليا مصادري .. بس يا خسارة يوم ما تتجوزي تفكري في عز .. ده بتاع مشاكل مش هيهنيكي في حياتك متمسكة بيه علي ايه .. ولا فيه سبب تاني محدش يعرفه ؟!
ملك جحظت عيناها بصدمة و شعرت أن فؤاد قد كشف خطتهم !!
_________________________________
يوسف : اقرب شخص لمحمود كان واحد من اعز أصحابه .. و الشخص ده كامل الاسيوطي .. ابوك يا عز !!
عز هب واقفا بصدمة : نعم !! ابويا ازاي
يوسف : انا اتصدمت زيك بالظبط لما عرفت
عز : انا مش فاهم حاجه !
يوسف : عز .. ابوك كان أقرب صديق لمحمود الشريف غير أن محمود كان بيثق فيه جدا و كان مستعد يأمنه علي حياته .. لحد ما في يوم كامل اختفي ! و محمود فضل يدور عليه لكن للأسف موصلش لأي حاجه و بدل ما كانوا بيحاربوا سوا .. محمود بقى لوحده و للأسف محاولة و التانيه و عرفوا يقتلوه !
عز : بس ابويا مختفاش ! هو سافر بره مصر و سابنا !
يوسف : ابوك مسافرش يا عز .. انا جبت كل سجلات السفر للسنه دي و مفيهاش اسم ابوك .. معني كده أنه لسه في مصر ! و السؤال هنا أنه لو لسه في مصر فعلا ليه مرجعش علي الاقل عشان يفضل جمب صاحبه !
عز : بس امي قالتلي أنه سافر .. ازاي كدبت عليا !
يوسف : حاول تفهم الموضوع ده منها اكيد ليها أسبابها .. انت ازاي مدورتش ورا باباك طيب
عز : من ساعة ما قرر أنه يرمينا برا حياته و يسافر انا كمان قررت اني مفكرش فيه و اهتم بأهلي بس !
يوسف : صدقني يا عز في لعز كبير ورا اختفاء والدك .. و انا حاسس ان ليه علاقه بلي قتلوا محمود .. في حاجة ناقصة محتاجين نعرفها عشان كل حاجه تبان قدامنا !
عز نظر له بعدم تركيز و صمت ليكمل يوسف : عز .. انا عارف ان الحقيقة دي مش سهلة عليك و أنها صدمة بالنسبالك .. بس واضح أننا بنتعامل مع ناس مش سهلة بالمرة .. لازم نركز و نتعامل بعملية اكتر !
عز : انا تمام متقلقش .. الخطوة اللي جايه ايه ؟
يوسف : الخطوة اللي جايه اننا نكتشف ايه اللي حصل لكامل الاسيوطي و سبب اختفائه !
عز في تلك اللحظة كان في حالة يرثي لها من الذكريات .. قضي عمره بأكمله يكره والده و ظن أنه انسحب من حياتهم و تركهم و في لحظة يكتشف أنه لم ينسحب برغبته .. في تلك اللحظة رن هاتف عز برقم أسر ليرد عليه سريعا
عز : الو .. أسر
أسر : عز انا محتاج مساعدتك انا في مشكلة كبيرة !
عز : اهدي طيب حصل ايه !
أسر : اخو سارة جايبلها عريس و عايزها تشوفه غصب عنها .. انا بخسرها يا عز و مش عارف اعمل ايه !
عز فكر للحظات ثم قال : دقايق و هكون عندك متقلقش !
أسر : تمام
عز انهي المكالمة و نظر إلي يوسف : يوسف انت كمان هتيجي معايا !
يوسف : في ايه طب فهمني ؟
عز : هفهمك كل حاجه في الطريق يلا
في بيت سارة ..
تجلس في غرفتها بحزن كبير و دموع معلقة في عينيها .. دخل امجد ليجدها بتلك الحالة
امجد : الناس وصلت يلا
سارة : مش عايزة اشوف حد
امجد : قولت يلا اسمعي الكلام !
ثم سحبها من يدها و خرج بها لتنظر لها والدة العريس بتعالي نوعا ما .. جلست أمامهم بصمت دون أن تنظر إليهم
امجد : نورتونا يا جماعة ولله
والدة العريس : هي العروسة خارسه ولا ايه ؟
امجد : لالا خارسه ايه .. هي بس مكسوفة شوية
ثم نظر إلي سارة و قال : مش كدة بردو
لم تبدي أي رد فعل لما قاله
والدة العريس : طب يا حبيبتي ممكن تكلمينا عن نفسك شوية
سارة نظرت لها بفتور : باحترامي ليكم بس انا عايزة اقول حاجه .. انا واحدة مخطوبه و بسبب سوء تفاهم حصل بين خطيبي و اخويا و هو قرر يفسخ خطوبتها من غير ما ياخد رأي حتي .. و انا لحد دلوقتي مقتنعة اني لسه مخطوبة و انا بحب خطيبي .. انا قولت كل ده دلوقتي لأني مش عايزة اخدعكم و من البداية كل حاجه تكون واضحة
العريس هب واقفا : ايه اللي هي بتقوله ده .. انت بتضحك علينا ولا ايه !
امجد نظر لها بتوعد ثم قال : انا بعمل كل ده عشان مصلحتها بس هي مش عايزة تفهم .. انا فسخت خطوبتها و بعدتها عن الشخص ده عشان هو مش مناسب ليها .. و انا ملقتش احسن منك اطمن علي اختي معاه
والدة العريس بسخط : و لما اختك مش بتسمع كلامك دلوقتي فاكر انها ممكن تسمع كلام ابني لما تبقي مراته .. بنت معندهاش خجل واقفة قدامنا و بتقولنا أنها بتحب و حاطه عينيها في عنينا كمان ! فاكر أن بعد كل ده ممكن أخدها لابني مثلا
سارة : بس انا مقولتش حاجه غلط ! انا مكنتش عايزة اضحك عليكم و حبيت ابقي صريحه معاكم
والدة العريس : اما انك بجحه صحيح !
سارة : انا اسفه لحضرتك لو غلطت في حاجة .. بس انا مش موافقة علي الجوازه دي !
والدة العريس بصوت عالي : ولا احنا موافقين عليكي ده بركة أن ربنا كشفك لينا بدري قبل ما نتورط فيكي
ثم خرجت بغضب من المنزل و خلفها ابنها و ما أن خرجت حتي نظر امجد الي سارة بغضب عارم و امسكها من ذراعيها بعنف
امجد بعصبية : ايه اللي انتي عملتيه ده عاجبك كده شكلي قدام الناس !! شكلي معرفتش اربيكي فعلا ازاي تتكلمي مع الناس كدة !
سارة ببكاء : حرام عليك بقي ليه بتعمل معايا كده
امجد : حرام عليا أن..
و في تلك اللحظة رن جرس البيت ليتركها بعنف فوقعت علي الارض و أخذت تبكي بقهرة .. اتجه امجد الي الباب و فتحه ليجد أسر أمامه !
امجد : خير !
أسر : ممكن ادخل
امجد : خير جاي ليه ! اعتقد ملكش حاجه في البيت ده عشان تيجي عشانها
و فجأة ظهر عز و يوسف أمامه و قال عز محدثا امجد : مش من الذوق توقف ضيوفك علي الباب كدة ولا ايه !
نظر امجد الي عز ثم تنحي جانبا ليسمح لهم بالدخول .. و عندما سمعت سارة صوت أسر يحدث أخيها نهضت من مكانها سريعا و مسحت دموعها دخل أسر و عز و يوسف الي الداخل و عندما رأها أسر بتلك الحالة احس بنخزة في قلبه نظرت سارة الي عز و ابتسمت بأمل ليبادلها عز تلك الابتسامة
امجد : خشي جوه !
تركتهم سارة بمفردهم و ذهبت الي الداخل و لكنها وقفت بمكان قريب منهم حتي تستطيع سماعهم
امجد : خير يا أسر جاي ليه !
أسر : جاي أنفذ كلامك .. مش انت قولتلي لو عايز سارة فعلا اجي اتقدملها من اول و جديد حسب الأصول .. و انا قدامك اهو
امجد : مين جاي معاك ولا فين اهلك .. اكيد مش هقعد اتفق معاك يعني
عز : أسر مش عيل صغير عشان تقوله كده .. لو انت تعرفه بجد فلازم تعرف عنه أنه راجل و اد كلمته لكن انت اللي مش عايز تديله فرصه حتي .. اولا انا العقيد عز الدين كامل الاسيوطي
امجد انتبه : اهلا بحضرتك !
عز : أسر زي اخويا الصغير و عشان كدة انا قدامك النهاردة و بطلب ايد اختك سارة لأسر .. و لو اعتراضك علي أسر أنه لوحده و ملهوش حد فا انت غلطان الفكرة أن أسر بيحب يعتمد علي نفسه في كل حاجه عشان كدة مستقل عن أبوه ! و عمتا انا قدامك اهو و متصدر في الجوازة دي !
امجد : بس انا من حقي اعرف فين أبوه و ليه هو مستقل عنه !
عز : في مشكلة بينهم ! هو انت هتجوز سارة لأبوه ولا ايه مش فاهم ؟ شاب يعتمد عليه و عنده اخلاق و فوق كل ده بيحب اختك و أنا متأكد ميه في الميه أنه هيحافظ عليها و يسعدها .. انت ايه مشكلتك !
امجد : مش حكاية مشكلة ولله بس انا عايز اطمن عليها مش اكتر .. و انا معرفش حاجه عن حياته فا ازاي هوافق !
أسر : عايز تعرف ايه عني و انا هجاوبك !
امجد : شغلك ايه بتعمل ايه في حياتك و عرفت سارة منين ؟
أسر : انا عندي شركة و كل يوم بتكبر بمجهودي و شغلي .. و عرفت سارة منين .. انا و سارة كنا زمايل في نفس الجامعة انا حبيتها من اول مرة شوفتها فيها و من اللحظة دي قررت انها هتبقي من نصيبي وهعمل اي حاجه عشانها
عز : انا مش شايف اي حجه ترفضه بيها .. الا لو انت بتتلكك فعلا
امجد : لا هتلكك ليه يعني !
يوسف : طب انا بقول نقرأ الفاتحة بقي و ربنا يقدم اللي فيه الخير
امجد صمت للحظات ثم قال : تمام نقرأ الفاتحة
بكت سارة بسعادة و أخذت تقفز مكانها بفرحة كبيرة .. قرأ أسر الفاتحة و كانت سعادته لا توصف حتي أنه لم يستطيع منع نفسه من الابتسام فترسمت تلك الابتسامة العريضة علي وجهه نهض عز من مكانه و عانق أسر ليهنئه و كذلك يوسف
عز : حد ينادي العروسة بقي عشان نقولها الاخبار الحلوة دي
خرجت سارة في ذلك الوقت و قالت بفرحة كبيرة : انا هنا اهو
عز ضحك : واضح علي وشك انك سمعتي كل حاجه بقي
سارة خجلت بشدة و قالت بتلعثم : لا اا انا بس كنت معديه من هنا و سمعتكم
و نظرت لأسر فوجدته ينظر لها بابتسامة كبيرة و غمز بعينه لها لتخجل اكثر و تهرب من المكان سريعا .. ثم خرجوا من المنزل بعد ما حددوا معاد لخطبتهم و التي كانت بعد شهر
أسر : عز انا مش عارف اقولك ايه .. شكرا جدا مع أني عارف أنها قليلة جدا عليك .. انا تعبتكم معايا جدا
عز ابتسم : متقولش كده احنا اخوات و وقت ما تحتاجني هتلاقيني
أسر : جميلك ده هفضل فاكره طول عمري
عز : بلاش الكلام ده .. الف مبروك يا عريس
يوسف : الف مبروك يا أسر ربنا يتمملك علي خير
أسر ابتسم : الله يبارك فيك
ظلوا سويا للحظات ثم رجع كلا منهم الي بيته .. استقل عز سيارته و بجانبه يوسف و تحرك بسيارته متجها الي بيته
عز : هتنقل انت و ياسمين امتي ؟
يوسف : بكرة الصبح بأذن الله
عز : تفتكر رد فعلها هيكون ايه لما تعرف موضوع كامل !
يوسف : مش عارف يا عز بس اكيد هتتصدم .. بس انت لازم تتكلم مع والدتك و تفهم منها ليه قالتلكم أنه سافر و هو اختفي !
عز : انا مش عايز ارجعها للذكريات دي تاني .. مش معني اني عرفت أنه مكنش مسافر و أنه لسه في مصر اني هسامحه .. للأسف الموضوع كده اصعب هو كان موجود هنا و مع ذلك مفكرش يجي يشوفنا ولا مرة !
يوسف : يمكن غصب عنه ! منقدرش نحكم عليه بأي حاجه غير لما الحقيقة كلها تبان
عز تنهد و نظر أمامه و صمت يوسف للحظات ثم قال
يوسف : انا جاتلي فكرة بس مش عارف هتنجح ولا لا !
عز : قول
يوسف : حاول تدور في الشركة عندك عن أي موظف قديم كان موجود وقت ما محمود كان ماسك الشركة و اكيد هيفيدك في حاجات كتير
عز : تفتكر هلاقي !
يوسف : حاول مش هتخسر حاجه
عز ابتسم : بس جبت العقل و الذكاء ده كله منين !
يوسف ابتسم : بعض ما عندكم !
وصل عز امام بيته
عز : يلا انزل
يوسف : مش جاي معايا ولا ايه ؟
عز : لا هروح اطمن علي ملك الاول
ترجل يوسف من سيارة عز و عندما جاء عز ليشغل السيارة مرة اخري احس بحركة حوله و كأن أحد يتابعه !
________ الكاتبة / ميار خالد ________
يا ترا ايه حكاية كامل والد عز ؟
فؤاد كشف حقيقة ملك ولا لا ؟
مين اللي بيراقب عز ؟
توقعاتكم ؟ ارائكم ؟
ياريت التفاعل يزيد علي الرواية الفتره دي لأن الفصول اللي جايه كلها ضرب نار ♥️

منقذي و لكن ( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن