الفصل الثلاثون

2.3K 118 5
                                    

كامل احتضنه و نظر له لآخر مرة ثم خرج من المنزل .. خرج صبحي من الشركة و اتجه الي المكان الذي اتفق عليه مع كامل ليقابله فيه و بعد لحظات طويلة وصل إليه كامل و لكنه لم يكن يحمل أية أوراق
صبحي نظر له بتعجب ليقول كامل : الاوراق مش معايا دلوقتي .. كان لازم اتأكد انك لوحدك
صبحي : هو حضرتك مش بتثق فيا
كامل : مش بثق في اللي حواليك !
صبحي : مش فاهم حضرتك
كامل : مش لازم تفهم .. تعالي معايا
تحرك معه صبحي و لكن في تلك اللحظة أتته مكالمه من منزله
صبحي : اسف يا فندم بس اا
كامل : ولا يهمك رد
ابتعد عنه صبحي قليلا و رد علي هاتفه احس كامل بحركة خلفه التفت ليضربه شخص ما علي رأسه ضربة قوية جعلته يترنح مكانه تحسس رأسه بألم ليجد الدماء تسيل منه ! حاول الدفاع عن نفسه و لكن هذا الشخص ضربه مرة اخري ليسقط أرضا فتح عينيه بصعوبة و نظر للشخص الذي يقترب منه حتي ظهرت صورته أمام عينيه
قال كامل بصدمه : انت !!
نائل : معلش مضطر اقولك انك هتكون ضيفي الفتره دي !
ثم قال لأحد الرجال : هاتوه علي العربية
و هنا انتبه نائل لوجود صبحي الذي نظر لهم بهلع و شاور برجاله أن يحضروا صبحي أيضا ! و في لمح البصر اختفوا من المكان .. في غرفة مظلمة استعاد كامل وعيه ليجد نفسه مربطا و يجلس نائل أمامه
نائل : فين الاوراق !
كامل : و انت فاكر انك لما تسألني هجاوبك مثلا ؟
نائل : أخرج برا الموضوع ده احسنلك دي حاجة عائلية !
كامل : و هو حاجة عائلية بردو انك تفكر في قتل اخوك وكل ده عشان ايه .. عشان شوية فلوس !
نائل : قولتلك ميخصكش .. و متعملش دور الصاحب الوفي
كامل : كفاية عليك انت دور الاخ الواطي ! انت فاكر محمود مش عارف حقيقتك .. محمود عارف كل حاجة بس للأسف بيقول عليك أنك أخوه مش عايز يأذيك .. لكن انت بتفكر علي الف طريقة علشان تخلص بيها منه !
نائل : اسكت بقاا !!
كامل : مش هسكت و لو راجل بصحيح تعالي فكني بدل ما انت واقف بتكلمني و انا مربوط !
نائل : فين الاوراق !
كامل : معرفش
نائل : ولو جيبت مراتك و عيالك هنا ! هتعرف
كامل نظر له فجأة و ظهر خوف في عينيه ليكمل نائل : فين الاوراق !
صمت كامل و هنا أدرك نائل أن من المستحيل أن يتكلم كامل وقد خطرت له فكرة شيطانية أنه إذا اختفي كامل سوف تختفي معه تلك الأوراق للابد ! و سوف يضرب عصفورين بحجر واحد فا باختفاء كامل سوف يصبح محمود وحيدا دون سند له أو أية أدلة ينقذ بها نفسه !
نائل : طب انا هعمل معاك اتفاق !
كامل : عمر ما فيه اتفاق ممكن يجمعنا !
نائل : مش انت عايز ترحم اولادك من شري .. حالا تتصل بمراتك و تقولها انك هتسيبهم و تمشي معرفش بقا تسافر ولا هتروح في أي حتة و انك زهقت من العيشة معاهم !
كامل : نعم !! مستحيل دي عيلتي !
نائل : لو عايز تنقذهم لازم تعمل كده .. و الا
كامل صرخ به : و انت هتستفاد ايه لما تعمل كل ده !! لو عايز تقتلني اقتلني علي الاقل هيعرفوا اني سيبتهم غصب عني !
نائل : مش هحرمك من الإجابة و هقولك هستفاد من ايه .. هستفاد انك تختفي من حياة محمود و اوصل للي انا عايزة .. و هستفاد أن الورق اللي معاك .. هيختفي معاك !
كامل صرخ به و حاول أن يفك نفسه .. فاق صبحي علي صوته و نظر حوله بهلع
كامل : ولله ما هرحمك !
نائل : عندك خمس دقائق تفكر فيهم .. يا عيلتك .. يا نفسك !
نظر كامل أمامه بتشتت و تذكر عز و ياسمين و عايدة و قال في نفسه
كامل : انا وعدتكم اني هفضل احميكم طول عمري .. حتي لو كان علي حساب نفسي انا مستعد أضحي الف مرة عشانكم .. بس لو وافقت علي طلبه الشر هينتصر و محمود هيبقي في خطر اكتر من غير وجودي .. و يا عالم هو ناوي علي ايه يمكن يقتلني .. معنديش حل تاني 💔
نائل : الخمس دقايق خلصوا .. رأيك !
كامل زفر بضيق و قال مغصوبا : موافق .. بس بشرط انك تبعد عن عيلتي تماما
نائل : انا معرفش عيلتك ولا يهمني اعرف !
اعطي نائل له هاتف و وضع المسدس علي رأسه حتي لا يتذاكى .. رن الهاتف للحظات حتي ردت عايدة عليه
عايدة : الو ؟
كامل : عايدة
عايدة بتعجب : كامل ؟؟ بتتصل بيا من رقم غريب ليه فين تليفونك ؟
كامل : مش مهم .. في كلمتين لازم تعرفيهم .. انا ماشي يا عايدة و مش راجع تاني
عايدة : في ايه يا كامل و ايه الكلام اللي بتقوله ده !
كامل : انا مش قادر اكمل معاكم تاني .. انا هسافر برا مصر .. انا تعبت و مبقتش قادر اتحملك ولا اتحمل الاولاد اكتر انا مش قد المسؤولية .. و لو انتي عندك كرامة ياريت متدوريش عليا تاني انا مبقتش عايزكم
عايدة بعدم تصديق : يووه يا كامل ما بلاش هزار دلوقتي
كامل : انا مش بهزر يا عايدة .. انا ماشي و مش راجع تاني و ده احسن ليا و ليكم
عايدة هبطت مكانها بدموع وقالت : طب انا عملت حاجه زعلتك .. لو في حاجة تعالى و نحلها سوا لكن ده مش حل
كامل : ده اخر كلام عندي .. خلي بالك من الأولاد و اتمني انك تربيهم احسن مني .. سلام يا عايدة 
صرخت عايدة : استني !!
انهي كامل المكالمة و اغمض عينيه بألم و قهرة لا يعرف كيف خرجت من لسانه كل تلك الكلمات و لكنه في تلك اللحظة كان يتألم أكثر من عايدة .. نظر له نائل بشماته ثم اتجه الي صبحي و جعله ينهض
نائل : صبحي مش كده
قال صبحي بخوف : أيوة يا فندم
نائل : كنت جاي تقابل كامل ليه !
نظر له كامل حتي لا يتكلم و لكن خوف صبحي كان أكبر من شجاعته فقال بتلعثم : اا محمود بيه طلب مني اني اجيب شوية اوراق من كامل بيه بس انا معرفش اي حاجه غير كده
نائل : عندك اولاد ؟
صبحي : أيوة
نائل : كام واحد
صبحي : 3 تؤام يا فندم
نائل : ياااه ده اكيد تكاليفهم كتير مش كده
صبحي نظر له بعدم فهم ليكمل نائل : لو عايز تخرج من المكان ده و انت حي و اولادك بخير .. لازم تنفذ اللي هقولك عليه بالحرف !! تعالي ورايا
صبحي : بس كامل بيه !
نائل أخرج مسدسه و وضعه علي رأس صبحي : قولت مين ؟ مين كامل انت تعرف حد اسمه كامل ولا قابلته حتي ؟
صبحي نظر إليه بهلع و خوف ليكمل : انطق !
صبحي بتلعثم : اا لا
نائل : لا ايه ؟
صبحي نظر إلي الأرض و قال بانكسار : معرفش حد بالاسم ده
نائل : يبقي تيجي ورايا من سكات !
خرج صبحي من الغرفة و نظر إلي كامل لآخر مرة ليجده ينظر أمامه بثبات و بدون خوف
_________________________________
ياسمين اتجهت إليه و امسكت يده لتضعها علي بطنها و قالت بفرحة : انا حامل يا يوسف .. انت هتبقي احلي و اعظم بابا في الدنيا !
يوسف بدموع : ياسمين ولله العظيم لو طلعتي بتهزري ولا مقلب هزعل منك جدا
ياسمين : ولله ما بهزر .. انا حتي استنيت لما اتأكد تماما عشان اقولك
و ذهبت سريعا و أحضرت اختبار حملها ليظهر له بصدمة .. هي حامل بالفعل يوسف نظر لها بفرحة كبيرة و دموع في عينيه ليحملها سريعا و يلتف بها بفرحة و هي ضحكت بفرحه و لكنه عندما انتبه انزلها سريعا
يوسف بحذر : لالا انتي تفضلي قاعده مكانك متتحركيش
ياسمين ضحكت : ليه يعني
يوسف : ياسمين الله يخليكي بصي بقا انتي تقعدي كده أميرة زمانك و كل حاجه عايزاها هتجيلك
ياسمين : يوسف انا كويسة متقلقش مش معقول يعني هفضل قاعده 9 شهور
يوسف : لا هتفضلي و ارجوكي مش عايز اي جدال
ياسمين : و لما انا اقعد مين يخلص شغل البيت
يوسف : انا هساعدك فيه لكن ارجوكي متتعبيش نفسك
ثم اكمل بفرحة غير قادر علي الاستيعاب ما قالته منذ لحظات : انا لحد دلوقتي مش متخيل اني بعد 9 شهور هشوف ابني !
ياسمين ابتسمت بفرحه لسعادته ثم قالت : انا مقولتش لأي حد الخبر ده انت اول حد يعرف .. هتصل بماما اقولها
يوسف : لا طبعا !
ياسمين بعدم فهم : لا ايه ؟
يوسف اخذ منها الهاتف : لا يعني مينفعش خبر جميل زي ده يتقال علي التليفون .. روحي غيري هدومك نروحلها
ياسمين احتضنته بفرحة : ربنا يخليك ليا
يوسف : و يخليكي ل.. لا يخليكوا ليا بقا
بدلت ياسمين ملابسها و خرجت هي و يوسف استقلت السيارة بجانبه و اتجه بهم الي منزل عز و ما أن وصل ترجلت ياسمين من السيارة بفرحه و ركضت نحو المنزل أخرجت مفتاحها و دلفت لتجد البيت مظلم نوعا ما تعجبت كثيرا و دلفت الي الداخل و يوسف خلفها .. جالت بنظرها في المكان حتي وقع بصرها علي والدتها النائمة علي الارض ولا تتحرك !
ياسمين بهلع : مامااا !!

يا ترا ايه اللي حصل و عايدة مالها ؟
توقعاتكم ♥️

منقذي و لكن ( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن