الفصل السابع و الثلاثون

2.7K 146 21
                                        

ظلت سالي تركض بكل قوتها و تنظر خلفها بخوف و فزع فلم تنتبه للسيارة القادمة نحوها !! نظرت امامها لتري السيارة و لكن قد فات الاوان لتبتعد عن الطريق أغمضت عينيها و استسلمت بموتها و لكن السيارة وقفت سريعا و لكن سالي اصطدمت بها بحادثة بسيطة وقعت علي الارض و تحسست رأسها لتجده ينزف بالدماء .. ترجل صاحب السيارة و نظر إلي سالي بصدمة
: سالي !!
كانت انوار السيارة عالية فلم تتمكن من رؤية الواقف امامها و لكنها ميزت صوته و اقترب هذا الشخص منها لتجد عز امامها !
سالي نظرت له باستغاثة : عز !! الحقني
عز اتجه إليها بفزع و قال : انتي بتعملي ايه في الوقت ده هنا و ايه اللي عمل فيكي كده !
رجع الي سيارته مرة اخري و اخذ شال لملك نسته في سيارته و اتجه الي سالي مرة اخري ليعطيه لها فتلف نفسها به سريعا و هي تبكي و امسكها لتنهض معه و هي تتلف خلفها بخوف
عز : انتي رجعتي مصر امتي ! و حصل فيكي ايه و ايه اللي جابك هنا في الوقت ده !
سالي بدموع : طارق !
نظر لها عز بتساؤل لتكمل : من ساعة ما رجعت مصر و هو مش سايبني في حالي .. انا اتغيرت يا عز و سالي اللي كنت اعرفها من كان شهر مش هي سالي اللي واقفة و بتكلمك دلوقتي ! لكن الماضي بتاعي مش عايز يسيبني في حالي و بيطاردني
عز : اهدي طيب .. فين طارق !
سالي : معرفش .. انا ضربته في أيده و هربت من العربية بسرعه و الا مكنتش هعرف اهرب تاني .. بس هو ازاي وصلي هو مش اتسجن بردو
عز : للأسف هرب من السجن !
سالي بكت بقهرة : انا تعبت و مش عارفه ليه بيحصلي كده .. لما فتحت صفحه جديده في حياتي و نسيت اللي فات و سامحت امي و أديت فرصه لنفسي اني احب و اكمل حياتي و اتخطبت لواحد بيحبني جدا.. كنت فاكرة أن كل ده هيقفل صفحة الماضي نهائيا و هنسي و اقدر اعيش حياتي علي الاقل حياة هادية بعيدة عن المشاكل .. لكن كل حاجة ضدي !
عز : سالي اهدي .. انا فعلا مش مصدق انك واقفة قدامي و بتتكلمي كده .. بس صدقيني التغيير اللي انتي وصلتيله ده كويس جدا و مش بالساهل انا عارف .. متضيعيش كل ده بسبب الماضي و متخليهوش يتغلب عليكي حاربي عشان تعيشي
سالي انفجرت في البكاء : بس انا مش قادرة !
و ارتمت في أحضانه و هي تبكي ليمسح عز علي رأسها برفق كما يفعل لياسمين حين تبكي
عز : خلاص اهدي .. انتي ليه مجتيش تحكيلي كل ده من بدري !
ابتعدت سالي عنه قليلا و جاءت لتتحدث و لكنها انتبهت للواقف خلف عز و ينظر لها بصدمة و انكسار !
سالي : عمر !
_________________________________
فزعت سعاد : ده صوت ندي مش كده !
ابتعد علي عن والدته و صعد سريعا الي غرفته هو و ندي و دلف الي الداخل ليجد ندي تسارع أحدي كوابيسها ليغلي صوت صراخها و بدأ جسدها في التشنج و الحركة العشوائية
ندي وهي نائمة : لاااا علي !! أبعد عنه لاااا بلاش تقتله ارجوك
و تحول هذا الصراخ الي بكاء بعد تلك الجملة ركض علي إليها سريعا و حاول أن يهدأها قليلا فأخذها في أحضانه و اخذ يتحدث معها حتي تستيقظ من نومها و بعد لحظات استجابت له و هدأت قليلا و فتحت عينيها لتشهق بخوف احضر علي لها كوب من الماء سريعا لتشربه و تأخد نفسها بصعوبة و كأنها كانت في سباق !
علي : حبيبتي في ايه قلقتيني عليكي !
ندي : حلمت حلم وحش اوي .. حلمت أن احمد ضربك بالرصاص و انك وقعت غرقان في دمك و انا واقفة متكتفه مش قادرة اساعدك
علي : حبيبتي اهدي ده مجرد حلم !
ندي : صحيح هو حصل فيه ايه .. هو في السجن دلوقتي صح !
علي : الحيوان ده انتحر ليلة ما دخل القسم .. هو خرج من حياتنا خلاص
ندي : بجد يا علي متأكد !
علي : اه يا حبيبتي ارتاحي خلاص
ندي : قلبي مقبوض اوي !
علي برفق : انتي محتاجة ترتاحي دلوقتي سيبي كل التفكير ده بعدين .. تحبي احكيلك حدوته طب
ابتسمت ندي : انت ليه محسسني انك بتتعامل مع طفلة
علي : لأنك طفلة فعلا .. علميا عندك 22 سنه لكن عمليا انتي مكملتيش الاربع سنين
ضحكت ندي بشدة علي كلامه : طيب ماشي انا طفلة وسع كده سيبني انام
علي بمزاح : يهون عليكي انام علي الكنبة في عز البرد يعني .. وسعي كده ده السرير كبير متبقيش بخيله
ضحكت ندي مرة اخري و بعدها نام كلا منهم سريعا فقد كان يوما متعبا بالنسبة لهم .. فتحت حياة الباب قليلا لتجدهم نائمين فابتسمت و أغلقت الباب مرة اخري و اتجهت الي سعاد
حياة : ناموا خلاص
سعاد : طب الحمدلله .. انا همشي بقى
حياة : وبعدين معاكي يا سعاد .. قولت هتفضلي النهاردة يعني هتفضلي مليش دعوة .. وحشتني قعدتنا يا ستي مش عايزة تقعدي معايا يعني
سعاد : خلاص هفضل احسن انا عرفاكي ممكن تزعلي بجد لو مشيت
ضحكت حياة : بالظبط برافو عليكي
و هنا صدع هاتفها رنينا برقم ملك فستأذنت لترد علي الهاتف
حياة : حبيبتي عاملة ايه النهاردة
ملك : طمنيني عليكم انتم .. ندي عاملة ايه عز قالي انها فاقت
حياة : اه يا حبيبتي و رجعنا البيت كمان هتكمل علاجها هنا
ملك : طب الحمدلله .. كان نفسي ابقى جنبها و اساعدها
حياة : معلش يا حبيبتي فترة كده و هترجعي لحضننا تاني
ملك : سألت عليا ولا لا ؟
حياة : سألت علي و هتتجن و تشوفك أو تعرف ازاي عايشة و ليه خبيتي علينا
ملك : قوليلها أنه غصب عني اني مبقاش جميعا يا ماما
حياة : من غير ما تقولي يا ملك .. ربنا معاكي يا بنتي و يرجعك لحضني قريب !
ابتسمت ملك و كلمت والدتها للحظات ثم أنهت المكالمة نظرت إلي هاتفها لتجد الوقت بدأ أن يتأخر تنهدت بقلق شديد
ملك : انت فين كل ده يا عز !
_________________________________
ابتعدت سالي عنه قليلا و جاءت لتتحدث و لكنها انتبهت للواقف خلف عز و ينظر لها بصدمة و انكسار !
سالي : عمر !
عمر اتجه إليها و قال بنظرة منكسرة : انا قولتلك اني بثق فيكي و بلاش تكسري قلبي مش هعرف احب بعدك ! طب يا ستي لو مش بتحبيني ولا عايزاني كنتي قوليلي و انا هنهي الخطوبة دي و ابعد عن حياتك تماما .. لكن مش بالطريقة دي !
سالي : عمر اسمعني انت فاهم غلط ولله .. انا فعلا كنت في مشكلة و لما عز شافني ساع...
عمر قاطعها : عز ! الحب القديم مش كده ! انا دلوقتي فهمت كل حاجه .. انتي كنتي مكسوفه تقوليلي انك مش بتحبيني ولا عايزاني .. و بدل ما تقوليهالي في وشي خليتيني اشوفك بنفسي .. و لو عندي كرامه بقى اسحب من حياتك بهدوء
سالي : يا عمر لا مش كده !
عمر : لا هو كده ! و انا هعمل اللي انتي عايزاه يا سالي .. اوعدك مش هتشوفي وشي تاني
و تحرك من امامها سريعا لتركض خلفه حتي وقفت أمامه و منعته من المشي
سالي : عمر ارجوك اسمعني !
عمر : مش عايز اسمع حاجة .. سمعت و شوفت كفاية !
سالي : يا عمر بالعقل كده لو دي غايتي فعلا اني تخليك تشوف المشهد ده هوقفك ليه دلوقتي .. ما كنت هسيبك تمشي ! بلاش تتسرع ارجوك بس في عيني مش هتشوف غير الصدق ولله
عمر نظر لها ليري الصدق في عينيها و لكن كبريائه غلبه فتحولت نظرته الي الحزن .. أبعدها و استقل سيارته مرة اخري و جاء لينطلق بها و لكن وقف عز أمامه بسيارته فلم يسمح له أن يتحرك فنزل عمر من سيارته بغضب
عمر : ممكن تخليني امشي و كفاية اوي لحد كده !
عز صاح به : تعرف تسكت شوية !
غضب عمر : و لو مسكتش هتعمل ايه !
سالي تدخلت : اهدي يا عمر و سيبله فرصه يفهمك
عمر : يفهمني ايه تاني !
عز : قولتلك اسكت شوية .. هو ده خطيبك
سالي : أيوة .. ده عمر
عز : اولا عايزك تهدي شوية و ياريت تسمعني للآخر
صمت عمر علي مضض ليكمل عز : لو سالي مخبيه عنك حاجه فعلا .. فا هي ملهاش علاقه بيا نهائيا لاني اول مرة أشوفها دلوقتي من شهور و كانت صدفه .. هي الوحيدة اللي تقدر تفهمك كل حاجه
ثم نظر إلي سالي لتتجه الي عمر و تقول
سالي : فاكر في كندا لما قولتلي أننا نتجوز و نرجع مصر متجوزين مش مخطوبين .. في الوقت ده كان نفسي جدا اقولك موافقة بس انا كنت خايفه عليك ! انت تعرف كل حاجه عن الماضي بتاعي بس متعرفش اني كنت السبب في دخولك طارق السجن !
نظر لها عمر فجأة لتكمل : طارق شخص مش كويس و قتال قتله .. و كان عايز يستخدمني عشان يأذي عز و ملك مراته انت تعرف اني سيبت عز و خرجته من حياتي لاني كنت فاكره أنه حب من طرف واحد لكن دي مش حقيقه .. قبل ما اقطع كل علاقاتي في مصر انا كنت السبب في دخول طارق السجن و انا اللي قدمت الأدلة لعز عشان يسجنه
صمتت للحظات تنهدت ثم اكملت : عشان كده كنت عارفه أن رجوعي هيفتح عليا طاقة جهنم و كنت عارفه أن طارق مش هيسيبني في حالي حتي و هو في السجن ! سافرت كندا و فجأه انت ظهرت في حياتي كنت بحاول اتغير و انت ساعدتني علي كده بس كنت متأكدة أن الماضي بتاعي مش هيسيبني اعيش في سلام .. من ساعة ما رجعت مصر و انا ليا تصرفات غريبة اكيد اخدت بالك
عمر : أيوة .. و كذا مرة سألتك و مكنتيش بتجاوبيني !
سالي : كنت عايزني اقولك ايه يا عمر ! أن طارق بيهددني و مش سايبني اعيش في حالي و عايشة في حالة من الرعب ! كنت عايزني اقولك كده عشان تروحله و يأذيك !
عمر : كنتي عرفيني يا سالي ! سكوتك مكنش حل !
سالي : فاكر يوم رجوعك مصر لما كنت عاملي مفاجأة
عمر : أيوة
قالت سالي بانفعال : اليوم ده انا خوفت عليك جدا .. خوفت يكون طارق وصلك و قدر يأذيك انت متستاهلش كل ده .. كذا مرة قولتلك انت تستاهل واحدة احسن مني مليون مره لكن انت مصمم متسمعش كلامي ! كنت بقولك امشي عشان عارفه أن انا مليش نصيب في حاجه حلوة .. قولتلك امشي عشان عارفه انك لو فضلت في حياتي اكتر هحبك !!
نظر لها عمر بصدمة لتكمل هي بدموع : انا بحبك !
صمتت للحظات ثم اكملت : بحبك من اول مرة شوفتك فيها كان في حاجه جوايا بتشدني ليك و بتجبرني اني اثق فيك في وقت مكنتش بثق في نفسي حتي .. انا كنت خايفه .. خايفه تتأذي بسببي مش هقدر اسامح نفسي كنت بحاول ابعدك عني عشان متأكده اني وحشه و انت احسن مني .. انت قدمتلي حاجات كتير في وقت مكنش في أيدي اي حاجه اقدمها لك .. و بردو فضلت تقدملي و تظهرلي مميزاتي كلها لدرجة أنك كنت بتحسسني ساعات اني احسن بنت في الدنيا .. لكن انا مكنتش كده .. كنت محتاجه وقت كبير جدا عشان اقدر اتخطي العقدة اللي كانت جوايا .. انت جيت زي النور في حياتي يا عمر .. و بعد ما بدأت افرح و احس اني عايشة عايز تسيبني و تتخلي عني !
عمر : ليه مقولتليش كل الكلام ده من بدري ! ليه
سالي : كنت مستنيه الوقت المناسب عشان احكيلك .. كل الكلام اللي انا قولته ده ولا حاجه من اللي جوايا .. انت كنت عايز تسيبني و تمشي للدرجادي انت مش بثق فيا ! انت حتي مكنتش عايز تسمعني
عمر تنهد بحزن : كنتي عايزاني اعمل ايه يا سالي ! كنتي عايزاني اعمل ايه و انا شايفك بالمنظر ده في الوقت المتأخرة ده !
سالي نظرت إلي نفسها بإحراج كبير و قالت : عندك حق .. المهم اني قولت اللي في قلبي .. لاني مش بحب اندم علي حاجه بعدين .. و انا مش هجبرك علي حاجه يا عمر لو عايز تمشي .. امشي
عمر : امشي !
سالي : ولا اقولك انا اللي همشي .. انا اسفه يا عز علي الموقف المحرج ده .. بكره هيبقي اجيلك القسم عشان نشوف حل في موضوع طارق .. عن اذنك
ثم انسحبت سريعا و ركضت الي سيارتها لتستقلها و تمشي بها سريعا و عمر واقف مكانه غير مستوعب ما حدث خلال تلك الدقائق .. تنهد عمر بضيق
عمر : انا اسف جدا اني اتعصبت عليك .. بس لما شوفت سالي في المكان ده عقلي طار
عز : انت غلطان .. و للاسف بسبب غلطك ده ممكن تخسرها .. لانك حسستها أنها وحشه جدا .. رد فعلك كان جارح اوي بالنسبه ليها
عمر : انا عارف بس غصب عني
عز : اتمني تقدر تصلح كل حاجه
عمر : شكرا جدا .. بس انا مفهمتش بردو ايه اللي جاي سالي في المكان ده دلوقتي
عز : الإجابة عندها بس .. انا كنت ماشي بعربيتي فجأه لقيتها ظهرت قدامي !
ابتسم كلا منهم الي بعض ثم استقلوا سيارتهم ليسير كل واحد في طريقه .. وصل عز امام بيت ملك و تنهد بتعب كان يغشي مقابلتها فهي سوف تسأله كثيرا وكان اليوم مرهقا جدا بالنسبة له اتصل بوالدته قبل أن يترجل من سيارته لترد عليه سريعا
عايدة : فينك يا عز !
عز بتعب : معلش يا امي .. انا في الشغل و مش هقدر ارجع النهاردة كمان
عايدة : يا ابني بلاش تتعب نفسك كده لازم تهتم بنفسك انت من امبارح في شغلك !
عز : معلش عندي ضغط الفتره دي
عايدة : مال صوتك يا عز !
عز : مليش انا تمام
عايدة : و انا يعني مش عارفه صوتك !
عز : صدقيني مفيش
عايدة : يا حبيبي عيش سنك و افرح بلاش الهم و المشاكل اللي انت عايش فيه ده .. اللي قدك بقى معاهم عيالهم دلوقتي و انت مش بتفكر في نفسك حتي
عز تنهد بضيق : محدش عارف الدنيا مخبيه ايه يا ماما
عايدة : انت هتتكلم زي ابو..
و هنا صمتت عايدة فجأة ليقول عز : كملي .. هتكلم زي ابويا مش كده !
ظهرت بعض الدموع في عيون عايدة و قالت : معلش يا عز مكنش قصدي يا ابني
عز : بتتأسفي ليه ؟ انتي اتكلمتي عن بابا مش حد غريب
عايدة : انا عارفه انك بتضايق لما تيجي سيرته في أي موضوع
ابتسم عز : الكلام ده كان زمان .. دلوقتي مينفعش أشيل في قلبي اي كره ليه !
عايدة بعدم فهم : يعني ايه مش فاهمه .. مينفعش ليه
عز : دي حاجه تزعلك يا امي ؟
عايدة : اكيد لا يا حبيبي بس ايه اللي اتغير مش فاهمه
عز : كلها يومين و تعرفي كل حاجه !

عايزة كل اللي يقرأ فصل النهاردة و اللي متابع الرواية يقولي توقعاته للي جاي ؟ ايه اكتر شخصية حبتوها و اكتر شخصية كرهتوها ؟ ايه اكتر حته بتحبوها في الفصول اللي فاتت لحد دلوقتي .. تناقشوا معايا بفرح بكلامكم ♥️♥️♥️♥️♥️
الكاتبة ميار خالد

منقذي و لكن ( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن