الفصل الخامس عشر

2.8K 107 1
                                    

: سر ايه !!
نظر عز و حياة باتجاه الصوت ليجدوا ندي تقف خلفهم و تطالعهم بتساؤل و تعجب و بجانبها علي !! دلفت ندي الي الغرفة و اقتربت من عز
ندي : في ايه يا عز ماما فيها حاجه ! دادة هدي قالتلي انها تعبت جدا بعد ما خرجت ولله مكنش قصدي اسيبها لوحدها غصب عني
ثم اتجهت الي حياة بدموع و اردفت : ماما انا اسفه ولله مكنش قصدي اسيبك لوحدك و اخرج اوعدك مش هتتكرر تاني ولله انا اسفه اوي
حياة : حبيبتي محصلش حاجه انا كويسة اهو
ندي بدموع : لا مش كو....
و عندما استوعبت الأمر نظرت إلي حياة فجأة و قالت بصدمة
ندي بصدمة : اا انتي بتتكلمي !! ماما انتي دلوقتي رديتي عليا صح ولا انا بتهيألي !
حياة ابتسمت : أيوة رديت عليكي .. انا خفيت يا ندي متقلقيش انا كويسة
ندي بفرحة كبيرة و دموع : بس ازاي ! .. مش مهم المهم انك رجعتيلي تاني .. مكنتش عارفه اعيش من غيرك يا ماما كل حاجه كانت مدمرة !
ارتمت ندي بين أحضان حياة و أخذت تبكي بفرحة و الم في نفس الوقت .. ذهب علي باتجاه عز
علي ابتسم : حمدالله علي سلامتك يا عز .. انا اسف عارف ان من ساعة ما نزلت مصر و انا مشوفتكش ولا مرة بس غصب عني صدقني .. كنت مضغوط في المستشفي لدرجة اني قصرت جدا مع كل اللي حواليا و أولهم امي و ندي
عز ابتسم : و هو احنا بينا الكلام ده بردو .. انت مش محتاج تبرر اي حاجه يا علي انا عارف ان طبيعة شغلك بتخليك دايما مشغول و مقدر أن أرواح ناس بتبقي متعلقة بين ايديك
علي ابتسم ثم عانقه بود و بعد لحظات ابتعد عنه قليلا و أردف
علي : ماما حمدالله علي سلامتك
ندي : انا عايزة ايه اللي حصل في غيابي و ..
صمتت ندي فجأة حين انتبهت لوجود ملك بالغرفة توترت ملك قليلا و في تلك اللحظة دلفت هدي الي الداخل و قالت
هدي : بعد ما خرجتي يا ندي حياة هانم تعبت جدا و رجعتلها التشنجات تاني و اتصلت بيكي بس انتي كنتي ناسية تليفونك في البيت يا بنتي و مكنتش عارفه اعمل ايه .. فاتصلت بعز بيه يلحقني و مفيش عشر دقايق لقيت ملك هانم قد..
ندي بتعجب : ملك !!
عز : ملك تبقي السكرتيرة بتاعتي يا ندي .. للأسف لما جالي خبر أن ماما تعبانة الطريق كان زحمة جدا عشان كده كنت هتأخر عليها .. فاتصلت بملك هي تيجي بسرعة علي الاقل نكسب وقت
ندي بعدم فهم : سكرتيرة ؟؟
عز : مش عارف عندك علم ولا لا بس من ساعة وفاة ملك .. و انا بقيت المدير لمجموعة شركات الشريف
ندي ابتسمت بحزن : و أن السكرتيرة بتاعتك يبقي اسمها ملك دي صدفة ولا انت قاصد !
عز تنهد و صمت للحظة لتكمل ندي : انا اسفه .. كمل
عز : ملك وصلت في الوقت المناسب و حاولت تهديها شوية و لما جيت و لقتها بالحالة دي كلمتها و خلتها تستوعب حقيقة موت ملك .. و هي استجابت لكلامي و زي ما انتي شايفه رجعتلنا من تاني
ندي ضحكت و نظرت إلي خالتها : حمدالله علي سلامتك يا ماما .. ارجوكي بلاش ترجعي للحالة دي تاني انا مقدرش اعيش من غيرك
حياة : الصدمة مكنتش هينة عليا يا ندي .. انتي عارفه ملك عندي ايه !
ثم نظرت إلي ملك بطرف عينيها و قالت بحب : و انا عارفة أنها هتفضل حواليا حتي لو مش قدام عيني هفضل حاسة بيها .. و مهما طال فراقنا مصيرنا نتجمع من تاني
نظرت لها ملك بدموع ثم خبأت عينيها سريعا حتي لا يلاحظ أحد تأثرها الشديد
عز : انا مضطر امشي قبل ما الوقت يتأخر اكتر
علي : اتعشي معانا طب !
عز : معلش يا علي خليها مرة تانيه .. غير كده مش عايز اعطل ملك اكتر من كده هي تعبت معايا جدا النهاردة مع أن طبيعة شغلها مش بتأمرها بكده خالص
ندي نهضت من مكانها و اتجهت الي ملك و قالت لها بابتسامة واسعة و فرحة : انا متشكرة جدا ليكي بجد مش عارفه من غير وجودك ماما كان هيحصلها ايه !
ملك ابتسمت بتوتر و قالت بصوت خفيض : ولا يهمك ده واجبي
ندي بعفوية : بجد شكرا جدا يا ملك
و قامت باحتضانها بفرحة لتنصدم ملك من ردة فعلها تلك و لكنها ابتسمت و ضمتها إليها فقد لا تتكرر تلك الفرصة لمعانقة ابنة خالتها التي هي بمثابة اختها الصغيرة مرة اخري .. قطبت ندي جبينها بتعجب و احست بشيء غريب في قلبها و شعرت بمدي قربها من تلك الفتاه ابتعدت عنها قليلا و أخذت تنظر لها بتفحص و تعجب و توترت ملك للحظات
ندي بتشتت : انا حاسة اني اعرفك .. هو احنا اتقابلنا قبل كده ؟
لاحظ عز توترها لينقذها سريعا : ملك .. يلا
ملك : حاضر يا فندم
و خرجت ملك سريعا من الغرفة و لكن ندي مازالت تقف مكانها و ذلك الشعور الغريب بداخلها
ودعهم عز و خرج من البيت ليجد ملك تنتظره في سيارته اتجه إليها سريعا و استقل السيارة و ما أن جلس بجوارها حتي رمت نفسها بين ذراعه
عز بقلق : مالك انتي كويسة !
ملك بدموع : شكرا اوي يا عز انا مش عارفة اقولك ايه ..  .. انا روحي رجعتلي النهاردة و كل ده بسببك انت بتعمل حاجات كتير اوي عشاني بتحميني و تهتم بيا .. و تحبني .. مع اني لحد دلوقتي مقدمتلكش اي حاج.
عز قاطعها : بالعكس .. قدمتيلي حاجات كتير جدا
ملك : زي ايه يا عز !! ده أنا حتي مش عارفة اعيش معاك زي اي زوجة و كل ده بسبب المشاكل اللي في حياتي انت ذنبك ايه في كل ده !
عز : قدمتيلي كل الحب اللي انتي شيفاه في عيني ليكي دلوقتي .. قدمتي لقلبي حياة جديدة بعد ما فقدت الامل اني اعيش أو اني اكمل حياتي طبيعي .. قدمتيلي الضحكة اللي كنت محروم منها .. قدمتيلي مشاعر جميلة و مختلفة مش بحسها غير معاكي .. قدمتيلي حياة جديدة يا ملك !
ثم اقترب منها قليلا و نظر إلي عيونها مباشرا و قال بصدق و بحب شديد يشع من عينيه : ملك انتي وجودك في حياتي عمل مني شخص جديد .. انتي بنيتي الدمار اللي كان جوايا .. كل ده و بتسأليني قدمتيلي ايه !
ملك نظرت له بدموع و حب : من و انا صغيرة شيلت مسؤولية كبيرة اوي و كنت بحارب لوحدي .. اتعلمت اني مديش ثقتي لأي حد و كنت فاكرة أن محدش بيقدم حاجه غير لما ياخد تمنها .. محدش سندني ولا وقف جمبي ولا شجعني بكلمه حتي .. لحد ما انت جيت .. مكنتش متخيلة أن ممكن ربنا يعوضني بعد صبري ده كله بحد يحبني كل الحب ده .. انا بحبك
عز ابتسم بحب : و انا بموت فيكي
ابتسمت ملك و مسحت دموعها و بعد لحظات انطلق عز بسيارته ليتجه الي بيتها
_________________________________
: ايه رأيك أننا نرجع لبيتنا تاني و نبدأ نبني عالم صغير لينا بعيد عن كل حاجة !!
ياسمين تركت طعامها و نظرت له بدهشة : نعم !
يوسف : قولتي ايه ؟
ياسمين : انا محتاجة وقت افكر يا يوسف مقدرش ارد عليك دلوقتي انا متعودة علي بيتي جدا و وجود ماما بقي حاجة أساسية في حياتي علي الاقل استني لما اخد رأي ماما و ع..
قطعت ياسمين كلامها حين استوعبت ما قالته و نظرت إلي يوسف لتجده يطالعها بنظرات احباط و حزن
يوسف : اللي يريحك
و نهض من مكانه بضيق و ذهب إلي شرفه غرفتهم .. ياسمين ندمت علي ما قالته كثيرا و لكنها تركت يوسف ليهدأ قليلا و بعد فترة دلفت الي الشرفة  و اتجهت نحوه
ياسمين : يوسف
يوسف : نعم !
ياسمين تنهدت بضيق : انا اسفة
يوسف : علي ايه ؟
ياسمين : اني كل مرة بخذلك .. يوسف ارجوك انا مش عايزاك تزعل مني ولا نرجع لبُعدنا عن بعض تاني .. انت سامحتني و وعدتني انك تساعدني !
يوسف : ياسمين انا عايزك تفكري ! عايزك تتحملي المسؤولية و تكوني قد قرارك عايزك تكوني واثقة في نفسك اكتر من كده
ياسمين : يا يوسف انا بحاول صدقني
يوسف بنبرة عالية : لا يا ياسمين انتي مش بتحاولي !
صمت للحظة ثم أردف بعصبية : انتي عارفة .. انا كنت بختبرك كنت عايز اشوف رد فعلك هيكون ايه و هتفكري بطريقة مختلفة ولا لا .. بس للأسف كل حاجه زي ما هي و انتي عندك حق .. انتي كل مرة بتخذليني يا ياسمين !
ياسمين نظرت له بدموع ليخرج يوسف من الشرفة و من الغرفة بأكملها جلست هي مكانها و أخذت تفكر في كلماته و مرت فترة طويلة حتي احست بحركته داخل الغرفة استنشقت نفسا عميقا و مسحت دموعها سريعا و خرجت من الشرفة لتجده يقف أمام خزانته لتتجه إليه
ياسمين : يوسف ممكن اتكلم معاك شوية
يوسف تنهد بضيق : نعم
ياسمين سحبته من يده و جلست علي السرير و جلس هو بجانبها
ياسمين : انا موافقة !
يوسف : موافقة علي ايه ؟
ياسمين ابتسمت : أننا نرجع بيتنا ! انا عارفه انه كان اختبار منك عشان تشوف رد فعلي و ان مكنش في نيتك انك تبعدني عن بيتي بس ..
يوسف : بس ايه !
ياسمين : بس طول ما انا في بيتي مش هتغير و هفضل مقتنعة أن محور حياتي هما عز و ماما بس ..
ثم أكملت بحماس : يوسف انا عايزه ابدأ من جديد .. معاك .. عايزه بمجرد ما باب بيتنا يتقفل علينا نبقي في عالم تاني .. عالمنا الخاص اللي بعيد عن كل دوشة الدنيا و الناس
يوسف تنهد : ياسمين انا طول عمري عايش لوحدي .. محروم من احساس العيلة و الاستقرار .. يوم جوازنا الفرحة كانت مش سيعاني اني هتجوز حب حياتي و معاها هعمل عيلة و هلاقي الاستقرار اللي طول عمري كنت بحلم بيه .. و للأسف من يوم ما اتجوزنا و انتي شايفه اللي احنا فيه
ياسمين بحزن : و للأسف انا زودت الحِمل عليك
يوسف : ولا حِمل ولا حاجه .. انا بس كان نفسي تفهميني اكتر من كده و يمكن ده اللي عمل مشاكل كتير بينا !
ياسمين : انا اسفه يا يوسف ارجوك اسمحلي اصلح علاقتنا و نبدأ من جديد مع بعض خطوة بخطوة .. و انا اوعدك اني مش هزعلك تاني و هتغير
يوسف ابتسم لبراءتها : وعد
ياسمين : وعد .. بس كان عندي طلب
يوسف : اكيد قولي
ياسمين بحماس : عايزه اغير حاجات كتير في الفيلا احنا جوازنا جه بسرعة عشان كده مجتليش الفرصة اني افرش بيتي علي مزاجي
ثم تحركت من أمامه و أخذت تجول الغرفة سريعا و تشرح له الديكور التي تريده و يوسف يبتسم بفرحه اقتربت منه ياسمين بتعب
ياسمين بتعب : بس يا سيدي دي كل التعديلات اللي عايزه اعملها
يوسف احتضنها بقوة و أردف بهدوء : شكرا انك فهمتيني !
ياسمين ابتسمت : و شكرا انك ادتني فرصه !
_________________________________
وصلت سالي و والدتها الي مطار القاهرة أغلقت عينيها و اخذت نفسا عميقا و زفرته براحه
امال : مش كنا نستني لما عمر يرجع معانا بدل ما احنا لوحدنا
سالي : طب و فيها ايه يا ماما .. عمر كان راجع معانا لولا ضغط الشغل اللي اتحط فيه فجأة .. و عموما كلها يومين و راجع يعني مش هيطول
امال : عمر بيحبك جدا يا سالي .. اوعي تخسريه حافظي عليه يا بنتي !
سالي ابتسمت : حاضر يا ماما .. ممكن نروح بقي
امال : يلا
استقلت سالي و والدتها سيارة أجرة و أخبرت السائق عنوانها لينطلق في وجهته
امال بتساؤل :  احنا رايحين فين ده مش عنوان الفيلا بتاعنا ؟
سالي : ماما .. انا مش هقدر ارجع البيت ده تاني كل الفتره دي قضتها و انا بحاول انسي الماضي بتاعي .. و قعدتي في البيت ده هتفكرني بكل حاجه
امال : اومال هنروح فين !
سالي ابتسمت : متقلقيش خالص انا معاكي
امال بدموع : ربنا يخليكي ليا يا بنتي .. و اتمني تسامحيني لو قصرت معاكي في يوم
سالي مسحت دموعها : ماما احنا مش اتفقنا أن دي صفحة و اتقفلت و مفيش واحدة مننا هتفتحها خالص .. صح
امال ابتسمت : صح
سالي : يبقي بلاش نتكلم في الموضوع ده تاني
السائق : وصلنا يا هانم
اعطته سالي أجرته و نزلت من السيارة هي و امال لتجد امال نفسها أمام فيلا في مكان هادئ و راقي دلفوا الي الداخل و جلست سالي علي أحد المقاعد بتعب
سالي : كان يوم مرهق جدا
امال : انا هقوم احضر عشا خفيف كده عشان تأكلي قبل ما تنامي
سالي : ياريت و انا هتصل بعمر اطمنه علينا
دلفت امال الي المطبخ و نهضت سالي من مكانها و معها هاتفها و خرجت الي حديقة الفيلا و جاءت لتتصل لعمر و لكنه سبقها باتصاله فردت عليه
سالي : كنت لسه هتصل بيك
عمر بحب : القلوب عند بعضها بقي .. طمنيني عليكم وصلتوا الفيلا
سالي : أيوة لسه داخلين
عمر : ايه رأيك طب الفيلا عجبتك ولا لا .. لو مش مرتاحين فيها اشوفلك واحدة غيرها عادي
سالي : لالا حلوة جدا .. شكرا اوي يا عمر انا تعبتك معايا اوي
عمر : المفروض اني اقول العفو و كده .. سالي انتي كلها كان شهر و تبقي مراتي فبلاش الحساسية الزيادة دي .. انتي تؤمري و انا أنفذ المهم تكوني مبسوطة و مرتاحة
سالي ابتسمت بخجل : ربنا يخليك ليا
عمر بصدمة : قولتي ايه ؟
سالي ابتسمت : قولت اني هروح انام تصبح علي خير
عمر : لا استني عيدي قولتي ايه !
سالي : لما ترجع مصر هبقي اقولك
عمر بمزاح : انا في طريقي للعودة الي مصر حالا
سالي ضحكت بشدة من طريقته و اردفت : و انا مستنيه
عمر : خلي بالك من نفسك
سالي : و انت كمان .. سلام
اغلقت معه سالي و تنهدت بحرارة و التفت و الضحكة علي وجهها لتصطدم بأحدهم !
سالي : اا سوري ماخدتش بال...
نظرت سالي للواقف امامها بصدمة كبيرة و عيون جاحظة و تملكها الخوف لتقول بفزع
سالي : انت !!

حقيقي حلقات معرفة حياة أن ملك بنتها لسه عايشة في قلبي جدا و اكتر الحلقات القريبة من قلبي ♥️♥️
يا ترا مين اللي شافته سالي ؟
انتظروا الفصل الجديد بكرة بأذن الله .. توقعاتكم ♥️

منقذي و لكن ( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن