الفصل الرابع و العشرون

2.3K 116 0
                                    

كانت ندي مختبئة مكانها و تحرك قلبها خوفا عندما سمعت صوت علي بالخارج و بعدها عم الهدوء في المكان مما ادي الي زيادة قلقها عليه و فجأة صدع صوت إطلاق رصاص هز جدران المنزل بأكمله !! خرجت سريعا من مكانها بفزع و اتجهت إلي الخارج فوجدت أن احمد قد أطلق رصاصة في الفراغ فلم تصيب أحد و علي واقف أمامه بثبات
ندي بفزع : علي !!
احمد ضحك بجنون : كنت عارف ! كنت عارف اني لما اعمل الحركة دي هتخرجي من مكانك .. للدرجادي بتخافي عليه !
ندي : احمد ارجوك بلاش تأذيه .. انت جاي تأذيني انا هو ملهوش دعوة !
خرجت ملك من مكانها و اتجهت سريعا الي ندي لتقف بجانبها و كذلك حياة !
احمد : عارف .. انا مبكرهش حد قدك ! عشان كده هوجع قلبك عليها
علي صرخ به : ولله ما هرحمك !!
احمد اتجه الي ندي لتقف ملك في وجهه بدون خوف
ملك بحده : أبعد عنها !
احمد وجه مسدسه في وجه ملك لتظل واقفه أمامه بدون خوف و تنظر له بتحدي ! شهقت ندي بخوف
ندي بدموع : لا لا !
احمد : انا ممكن اقتلك بسهولة و اقتلها هي كمان فا خافي علي نفسك احسن !
ملك ابتسمت بتهكم : مبقتش فارقه !
و في حركة سريعا سحبت المسدس من يده و وجهته الي رأسه و ابتسامة ثقة كانت تعلو وجهها نظر لها احمد بصدمه و دهشه ! في تلك اللحظة اقتحم عز المكان ليري هذا المشهد ابتسم رغما عنه فهو من علم ملك جميع تلك المهارات و تنهد براحه اتجه سريعا الي احمد ليمسك به !
احمد بصوت عالي : اللي جاي عشان اعمله لسه مخلصش و مش هخسر المرة دي !
اتجهت ندي الي علي لترتمي بأحضانه و تبكي
علي : حبيبتي اهدي انا جمبك
استدعي عز العساكر ليمسكوا احمد جيدا نظرت ندي الي علي بحب و كانت تلك النظرة بمثابة حرب قامت بداخل احمد فهو يكره الخسارة لذلك جاءته فكره سريعا و اصطنع التعب ليغشي عليه مكانه ! شهقت ندي بخوف و شعر عز أن هذه لعبه من احمد
عز : محدش يقربله !
ندي : بس ده شكله تعبان فعلا يا عز اكيد مش بيمثل
ابتعدت عن علي و اقتربت منه قليلا
عز بصراخ : ابعدي عنه بلاش تقربي !!
و في تلك اللحظة نهض احمد سريعا و بيده المسدس تسمرت ندي مكانها بخوف
احمد ضحك بجنون : مش معقول هتفضلي طول عمرك غبيه كده !
ثم اتجه إليها سريعا و امسكها من ذراعها بعنف و جاء علي ليتحرك و لكنه صوب المسدس نحوها لذا تراجع مرة اخري
احمد : احسنلك متفكرش !
ندي ببكاء : أبعد عني !
احمد : مستحيل ! انتي هتخرجي معايا من هنا !
ندي : ابدا !
علي : ندي متخافيش !
احمد بجنون : مش قادر استني اني اشوف نظرة الحزن في عينك و انا بقتلها قدامك و انت مش عارف تعمل حاجه !
عز : مش عايز اضرب عليك نار لآخر مرة أبعد عنها و سلم نفسك !
احمد : مستحيل !
جاء احمد ليتحرك و هي بيده ليطلق عز رصاصة تستقر في رجله ليسقط مكانه استغلت ندي تلك الفرصة نظرت امامها سريعا لتجد علي ينظر لها بقلق شديد ابتسمت و تحركت من مكانها لتركض نحوه و قبل أن تصل إليه صدع صوت ضرب نار في المكان !! وقفت ندي مكانها و قد جحظت عيناها بصدمة نظرت إلي علي بحزن و بدموع معلقة في عينيها !
علي بصراخ : ندي !!
ضحك احمد بجنون و اخذ يردد : قتلتها !! اخيرا قتلتها
و هنا استوعب الجميع أن احمد قد أطلق رصاصه من مسدسه لتخترق ظهر ندي !
ظلت عيونها معلقة بعلي و ترسل له نظرات بألف معني و كأنها تودعه و إستعادة جميع ذكرياتهم و اول لقاء بينهم شهقت بألم و سقطت دموعها و سقط هي معها علي الارض غارقة في دمائها ! علي ركض نحوها سريعا و خذها في أحضانه
علي بدموع : لا ! ندي بصيلي مش هيحصلك حاجه انا جمبك
اتجه عز الي احمد و ضربه علي رأسه بمسدسه ليسقط فاقد الوعي وقفت ملك مكانها بصدمة غير قادرة علي استيعاب ما حدث
ندي نظرت إلي علي بدموع : عارف .. انا اللي مزعلني دلوقتي حاجه واحدة بس .. انك هتوحشني جدا
علي : ششش متقوليش حاجه انتي هتفضلي معايا و هنعيش عمرنا كله مع بعض
ندي شقهت بألم و قالت بصعوبة : كان نفسي اعيش معاك اكتر من كدة .. كان نفسي نعمل عيلة صغيرة لينا و اعوض فيها اللي انا اتحرمت منه كان نفسي ..
وضع يده علي فم ندي ليمنعها من الكلام و هنا اقتربت ملك منها بدموع و صدمه لتنظر لها ندي و تبتسم بحب و أشارت لها أن تقترب منها .. اقتربت منها ملك و جثت علي ركبتيها
ندي : انتي ملك .. صح !
ملك أشارت برأسها بالإيجاب و عيونها اغرقتها الدموع لتقول ندي : كنت حاسه .. من يوم ما حضنتك و انا حسيت .. علي الاقل مكتوبلي اشوفك قبل ما اموت
علي بدموع : متقوليش كده .. بلاش سيرة الموت مش هيحصلك حاجه !
ندي نظرت له بابتسامة ساحرة و أغمضت عينيها لتغيب عن الوعي حملها علي بفزع و ركض مثل المجنون خارج المنزل
عز : ملك روحي معاهم بسرعة و انا هخلص شغلي مع الحيوان ده و هحصلكم علطول !
ملك بدموع : ندي !!
عز : مش هيحصلها حاجه خليكي واثقة في ربنا !
ملك أشارت برأسها بالإيجاب و لحقت علي سريعا استقلت السيارة و جلست علي الكرسي الخلفي و أخذت ندي في أحضانها و جلست حياة بجانب علي و انطلق بالسيارة بأقصى ما يمكن
علي بتوتر و قلق : اضغطي علي الجرح عشان النزيف يقف !
ملك نفذت كلامه و ضغطت علي الجرح امسك علي يد ندي اليسرى و ضغط عليها
علي : نبضها ضعيف !! يارب ارجوك لا .. انت قادر على كل شئ مش هقدر اعيش من غيرها يارب !
و بعد لحظات قصيرة وصل إلي المستشفي ليجد كافة التجهيزات لاستقباله و ما أن وصل حتي اسعفوا ندي سريعا و دخلت الي غرفة العمليات و جاء علي ليدخل و لكن منعه أحد زملائه
دكتور شاكر : علي مش هينفع انت تعمل العملية لندي !
علي بعصبية : ليه مش هينفع ! انت شايفني مش قد مهنتي يعني !
دكتور شاكر : اكيد انت عارف ان ده مش قصدي .. بس انت في حالة توتر و إصابة ندي صعبه جدا يعني اقل غلطه ممكن تكلفنا حياتها .. ارجوك
علي : حاضر .. المهم انها تقوملي بألف سلامه
دخل شاكر سريعا الي غرفة العمليات و ظل علي يجول خارج الغرفة بخوف و قلق لا يستطيع تخيل حياته بدونها دعي ربه أن لا يصيبها اي مكروه .. جلست ملك علي احدي المقاعد بجانب حياة و هي في حالة صدمه
حياة ببكاء : ياربي ليه كده .. دي طيبة عمرها ما أذت حد ليه كل الحزن ده في حياتها .. مكنش مكتوب لها تعيش يوم حلو حتي هي و علي كانوا هيسافروا النهاردة و يبدأوا حياة جديدة ليه كده
ملك : انتي ليه بتتكلمي اكنها جرالها حاجه ! ندي هتقوم و تبقي زي الفل هي بس بتحب تقلقنا عليها شوية
حياة : يارب يا ملك .. يارب متوجعش قلبي عليها يارب
كان علي واقف في احدي الزوايا بجانب غرفه العمليات و ينظر أمامه بنظرات خاوية و الدموع جامدة في عينيه تأبي السقوط اتجهت ملك إليه و ربطت علي كتفه
ملك : علي !
لم يرد عليها و ظل في هذه الحالة أدركت ملك مدي صدمته مما حدث لذا تركته بمفرده و رجعت الي والدتها مرة اخري
.. وصل عز إلي قسم الشرطة و مازال احمد فاقد الوعي وضعوه في الزنزانة ظل عز في القسم لبعض الوقت و قبل أن يخرج اتجه إليه سعيد احد رجاله و الذي يثق به بشده و هو من يراقب نائل و فؤاد ليخبره بكل جديد عنهم
سعيد : عز باشا .. في حاجه حضرتك لازم تعرفها !
عز : مش وقته يا سعيد لازم اروح المستشفي حالا !
سعيد : مستشفي ! ليه حضرتك كويس ؟
عز تنهد : حد من عيلتي في المستشفي لازم اروحله !
سعيد : طيب مش عايز اعطل حضرتك .. عمتا كنت عايزة أقولك ياريت مدام ملك تفضل في البيت الفترة دي و تختفي تماما محدش يشوفها !
عز انتبه : ليه في ايه ؟
سعيد : فؤاد كلف حد أنه يراقبها و يعرف كل أخبارها و كل حاجه عنها ! عشان كده تواجدها معاك أو مع عائلتها ممكن يسبب مشاكل او يخليهم يشكوا في حاجه !
عز نظر له بصدمه : ملك في المستشفي معاهم !
سعيد بقلق : حضرتك لازم تلحقها بسرعة قبل ما حد يوصلها !
في غرفة العمليات ..
بدأ دكتور شاكر العملية فورا و بذل قصارى جهده حتي ينقذها و لكن الرصاصة كانت قريبة جدا من الحبل الشوكي لذلك كان من الصعب إخراجها و احتاج الأمر إلي تركيز و وقت .. مرت عدة ساعات و لم يتحرك علي من مكانه غارق في أفكاره و شروده كانت ملك جالسة بجانب والدتها حتي شعرت بحركة خلفها التفتت فلم تجد أحد لذلك لم تهتم و نظرت إلي والدتها مرة اخري و لكنها شعرت بحركة اكبر لذلك نهضت من مكانها و سارت في ممر طويل و ما أن وصلت الي نهايته حتي شعرت بمن يسحبها داخل أحدي الغرف سريعا جاءت لتصرخ و لكن ذلك الشخص وضع يده علي فمها لتسكت و لكنها استمرت في المعافرة و الدفاع عن نفسها !!

منقذي و لكن ( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن