الفصل الرابع و الثلاثون

2.2K 113 7
                                    

ندي : معقول لحقت ترجع بالسرعة دي !
: انا مش علي !
فتحت ندي عينيها بفزع لترى سهى امامها تنهدت براحة نوعا ما لتقول سهى
سهى : مالك .. اتخضيتي كده ليه !
ندي : ولا حاجه ! معلش بس انا محتاجه ترتاح شوية
و جاءت ندي لتغمض عينيها مرة اخري لتنصدم تماما حين تسمع كلام سهى و هي تقول
سهى : انتي مموتيش في الغيبوبة ليه ! ليه فوقتي
انصدمت ندي : نعم ! ده بدل ما تقوليلي حمدالله علي السلامة !
سهى : اقولك ليه ! الفرصة الوحيدة اللي كانت ممكن ترجعلي علي هي موتك ! موتك كان هيديني الفرصة اني اقرب من علي و اخليه يحبني لكن انتي فوقتي و بوظتي كل خطتي !
ندي حاولت أن تتكلم بغضب و لكنها لم تقدر فمازال التعب متمكن منها
ندي بتعب : ايه اللي انتي بتقوليه ده .. انتي مستوعبه انك بتتكلمي عن جوزي !
أخذت سهى تقترب منها و تقول : انا الأحق اني اكون مرات علي اكتر منك ! انا بحبه اكتر منك و هخليه سعيد و مش محتاج حاجه ! انا اعرفه من قبلك انتي اللي جيتي دخلتي بينا و سرقتيه مني ! انتي السبب .. ليه مموتيش و ريحتيني !
حاولت ندي أن تنهض من مكانها و لكنها خافت أن يُفتح الجرح مرة اخري و كانت حركة رجلها ثقيلة جدا
ندي : انتي مجنونه !
اقتربت منها سهى اكتر : اه مجنونه .. و هوريكي جناني دلوقتي !
امسكت سهى وساده من علي الاريكة و اقتربت من ندي
فزعت ندي و صرخت : علي !!
فكت ندي المحلول المتصل بيدها و جاءت لتنهض بتعب و لكن سهى امسكتها و وضعت الوسادة علي رأسها لتختنق ندي .. حاولت أن تدافع عن نفسها بكل الطرق و مدت يدها بجانب السرير لتلتقط اول شئ جاء بيدها و كان كوب مصنوع من الزجاج امسكته و ضربت به رأس سهى لتصرخ بألم و تبتعد عن ندي .. شهقت ندي بتعب و خوف و وقعت عن السرير و أخذت تزحف بالأرض باتجاه باب الغرفة و لكن سهى لحقت بها سريعا
سهى بغل : مش هسيبك !
امسكتها سهى من شعرها لتصرخ ندي بألم و دموع وضعت سهى يدها حول عنق ندي و ضغطت عليها لتختنق بشدة حاولت فك نفسها و لكنها لم تستطيع استسلمت ندي و عندما كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة دخل علي الي الغرفة فجأة !
علي : حبيبتي انا ..
نظرت سهى الي علي بصدمة و ابتعدت عن ندي سريعا لتلتقط ندي أنفاسها بصعوبة نظر علي الي سهى و النار تتطاير من عينيه و رفع يده لتهوي علي وجهها ! و اقترب من ندي سريعا لتسند عليه وتنهض و تحسست رقبتها بتعب
علي صرخ بها : انا هوديكي في ستين داهيه !! انتي ازاي تفكري انك تقربي منها بس !
سهى بتوتر : اا انا
علي : اخرسي !
و التم بعض الممرضات و الدكاترة علي صوت علي و صراخه علي سهى و منظر وجهها الغارق بالدماء
قالت أحدي الممرضات و كانت رشا صديقة سهى : دكتور علي ! حصل ايه و مال سهى !
علي : انتي بني ادمة حقيرة و تستاهلي الفضيحة وسط زمايلك .. الحقيرة دي حاولت تقتل ندي ! ندي مراتي .. لولا أني دخلت عليها الأوضة بالصدفة لقيتها بتخنقها بأيديها .. نفس الايد اللي بتداوي و تعالج بيها الناس و تحافظ علي حياتهم حاولت تنهي بيهم حياة شخص ضعيف النهاردة !
شهقت جميع الحاضرون بصدمة و نظروا لها باستحقار و هنا جاءت حياة و تعجبت من كثرة الناس أمام غرفة ندي دخلت من بينهم لتري هذا المشهد امامها و تسمع جملة علي الأخري
قلقت حياة بشدة و قالت : ندي حبيبتي ! انتي كويسة
ندي : انا كويسة متقلقوش .. علي ارجوك مش عايزة اشوف وش البنت دي قدامي !
علي : حاضر اهدي .. ياريت حد يتصل بالبوليس بسرعة !
نظرت له سهى بخوف لتقول ندي : بوليس ليه ؟
علي : نعم !
ندي : خليها تمشي من المستشفي بس يا علي ده كفايه عليا بلاش البوليس كفايه الفضيحة دي عليها و انا كويسة و ربنا سترها
علي : ازاي يعني ! دي لازم تتعاقب
ندي : علي ارجوك لو بتحبني اسمع كلامي .. ارفدها من المستشفي بس لكن بلاش تدخل البوليس في الموضوع و تضيع حياتها بسبب الغلطة دي
علي : بسبب الغلطة دي كنت ممكن اخسرك !
ندي : و انا كويسة .. علي ارجوك
صمت علي للحظات ثم قال بغضب مكتوم : اتفضلي اخرجي بره المستشفي دي و من النهاردة مش عايز اشوفك وشك تاني .. حتي لو صدفه لاني لو شوفتك تاني هيبقي ليا تصرف تاني معاكي !
نظرت لهم سهى بدموع لتخرج من الغرفة سريعا و من المستشفي بأكملها مسح علي وجهه ونظر الي ندي مرة اخري
علي : انا اسف اني سيبتك و لو للحظة .. بس مكنتش متخيل انك ممكن تتأذي في المستشفي بتاعتي !
ابتسمت ندي بتعب ليحملها علي و يضعها علي سريرها مرة اخري بعد أن نظمته حياة مرة اخري
ندي : علي ممكن طلب !
علي : عيوني
ندي : عايزة أخرج من هنا .. عايزة ارجع للبيت
علي : بس انتي ..
ندي : ارجوك يا علي .. خليني اتعالج في البيت
علي : لو كان ينفع كنت خرجتك من غير ما تقولي .. بس لازم تفضلي شوية لحد ما تقفي علي رجلك علي الأقل !
ندي : عشان خاطري .. صدقني مش هرتاح غير في بيتي
علي بقلة حيلة : حاضر يا ندي .. انا اهم حاجة عندي راحتك
ثم قال موجها حديثه لحياة : انا هروح اخلص اوراق خروج ندي عقبال ما تغير لبس المستشفي
حياة : ماشي يا علي متقلقش انا معاها
خرج علي من الغرفة و ذهب لإنهاء اوراق خروج ندي و كذلك هي بدلت ملابسها و بعد لحظات جاء مرة اخري و حملها ليضعها علي كرسي متحرك ثم خرج بهم من المستشفي و اتجه الي بيتهم
_________________________________
ظل يسير خلفه لوقت طويل جدا حتي وقف نائل أمام مستشفي امراض عقلية نظر عز الي المستشفي بصدمة كبيرة و خوف ! ترجل نائل من سيارته سريعا و دلف الي الداخل قال عز في نفسه بخوف
عز : معقول كامل يكون في المكان ده !!
ترجل عز من سيارته هو الآخر و دلف الي المستشفي و هو يخفي وجهه ظل يسير ورا نائل و لاحظ اتجاهه الي جزء عميق من أجزاء المستشفي .. ظل يتابعه لوقت طويل نوعا ما حتي وقف امام غرفة معينة و اخرج مفاتيحها من جيبه و دخل إليها و لم تمر عشرة دقائق حتي خرج من الغرفة مرة اخري و تحدث مع أحدي الممرضات ثم خرج من المكان مثلما دخل إليه .. اتجه عز الي تلك الغرفة و وقف أمامها و كاد أن يدخل و لكن تلك الممرضة جاءت سريعا لتقف امامها
الممرضة بتوتر : خير في ايه حضرتك بتدور علي حد ؟
عز : لا مش بدور علي حد معين .. انتي اللي خير في ايه وسعي من طريقي
الممرضة : طب اتفضل معايا بعيد عن الاوضه دي !
عز : و اشمعنا الاوضه دي ؟
توترت الممرضة للحظات ثم قالت : اا اصل الاوضه دي محبوس فيها مريض خطير جدا و بيأذي اي حد يشوفه عشان كده بتبقي قافلين عليه و محدش بيخشله خالص
عز : تمام .. عن اذنك
ذهب عز من امامها و ظل واقف في مكان خفي حتي ذهبت تلك الممرضة و ذهب باتجاه هذه الغرفة مرة اخري و لكنه يعرف أنه لم يتمكن من فتحها بسبب تواجد مفتاحها مع نائل فكر سريعا حتي خطرت له فكره ! دلف الي الغرفة المجاورة لها و خرج الي شرفتها ليلاحظ مدي قربها من تلك الغرفة المغلقة ! و في حركة سريعة و بخفة استطاع أن يقفز الي الغرفة المجاورة لها و سقط في شرفتها ! نهض سريعا و تنهد بخوف .. كان عز يشعر بالخوف الشديد من تلك المواجهه او بمعني اصح من تواجد أبيه في ذلك المكان ! ايعقل أن يلتقي به مرة اخري بعد ١٥ سنه من الحرمان ! اخذ نفسا عميقا و زفره ببطئ و دلف الي الغرفة بهدوء ليلاحظ نورها الهادئ المريح للعين جال بنظره في أنحاء الغرفة حتي وقع بصره علي شخصا ما نائم علي السرير المتواجد بالغرفة و مغطي فلا يظهر منه شئ ! اقترب من هذا الشخص ببطئ و ابعد الغطاء عن وجهه ليظهر له وجه رجل اهلكه التعب و الكبر دقق في ملامحه أكثر ليري والده أمامه !!

منقذي و لكن ( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن