الفصل الثامن و العشرون

2.4K 122 6
                                    

أخذت هاتفها و اتصلت بعز و هي تدعي ربها بداخلها أن لا يدع كل مجهودهم يضيع و ينكشفوا في تلك اللحظة و هنا فتح عز الخط و جاء صوته !!
عز : خير
ملك : عز .. انت فين ؟
عز : و من امتي و انتي بتسألي انا فيه ؟
ملك : و هو من حقك بس تعرف عني كل حاجه و انا لا !
عز بعصبية خفيفة : ملك في ايه علي الصبح .. متصلة ليه ؟
تنهدت ملك براحة فقد فهمت من طريقة عز أنه يعلم أن أحدا ما بجانبها
ملك : كنت عايزاك في موضوع !
عز : قولي
ملك : عايزة ارجع شغلي تاني في الشركة !
عز : اعتقد اتكلمنا في الموضوع ده و انا قولتلك لا .. انتي تفضلي في البيت و متخرجيش منه
ملك : بس انا حاسة اني محبوسة انت ليه مش عايزني أخرج
عز : ده سبب يخصني انا و بس
ملك : لا انا عايزة افهم .. خايف اني يجرالي حاجه زي مراتك الاولانيه ولا ايه !
و هنا نظر لها فؤاد بإعجاب و انتظر رد عز
عز : ميخصكيش .. خروج من البيت مفيش .. و كده كده انتي هتتجوزيني يعني مش هتبقي محتاجه شغل و اي حاجه تطلبيها هتلاقيها عندك .. أهل و انتي اصلا مقطوعه من شجرة و حتي لو كان عندك أهل كنت تكفلت بيهم .. ياريت الموضوع ده ميتفتحش تاني .. عشان متزعليش مني
ملك تصنعت الحزن : ماشي اللي تشوفه
أغلقت الهاتف و نظرت إلي فؤاد بحزن : شوفت بيكلمني ازاي .. في حاجه تانيه اعملها عشان حضرتك تثق فيا ولا كفايه كده !
فؤاد نهض من مكانه و اعطي ملك كارت به جميع أرقامه
فؤاد : في خلال يومين تكوني جيبالي اخر اخبار عز و مشغول في ايه الفترة دي و ناوي علي ايه !
ملك : تمام
وضع فؤاد يده علي كتفها لتبتعد عنه فجأة فقال فؤاد : في ايه مالك !
ملك : معلش مبحبش حد يلمسني بعد اذنك .. صفقتنا اني اكون جاسوسة و اوصلك اخبار عز مقابل حريتي .. بس لا اكتر ولا اقل
فؤاد نظر لها بإعجاب : ماشي
ثم خرج من البيت سريعا و ما أن أغلقت ملك الباب حتي وقعت مكانها و انفجرت في البكاء و تذكرت اعترافه بأنه من حاول قتلها .. خرجت حياة علي صوت بكاء ملك و فزعت بشدة عندما رأتها بتلك الحالة !
حياة : في ايه !! الراجل ده عملك حاجة ردي عليا !
صدع جرس الباب مرة اخري ليتسرب القلق الي قلبهم مجددا دخلت حياة سريعا الي الداخل و نهضت ملك مسحت دموعها و فتحت الباب لتجد عز واقف امامها فبكت و رمت نفسها في أحضانه .. عز دخل الي الشقة سريعا
عز بقلق : الواطي ده عملك حاجة ! بتعيطي لييه 
ملك ببكاء : هو يا عز .. الواطي ده هو اللي حاول يقتلني و قلب العربية بيا !! هو
عز : ملك اهدي و فهميني كل حاجة !
ملك مسحت دموعها و حاولت أن تهدأ قليلا و هنا خرجت والدتها و جلست معهم
ملك : انا هفهمك كل حاجة !
ثم نهضت من مكانها و أحضرت هاتفها عبثت به للحظات ليصدع صوت فؤاد في المكان !!
ملك : انا سجلت كل حاجة فؤاد قالها .. و بما فيهم اعترافه بقتلي !
ثم ابتسمت بقهرة : اعترافه البارد أن هو اللي حاول يقتلني .. الشخص اللي سرق مني حياتي و كل حاجة بملكها كان قدامي و اعترف بكده و انا مقدرتش اعقابه .. في اللحظة دي استوعبت اني في حرب .. و الحرب فيها موت أو حياة مفيش خوف ولا قلق
عز تنهد : مش فؤاد لوحده اللي متورط !
عز : يعني في حد تاني متورط معاه و كان مسؤول عن اللي حصلك !
ملك : مين ؟
عز : عمك نائل !!
ملك نظرت له بصدمة : ايه ! انا عارفه انه مش بيحبني لكن مش لدرجة أنه يقتلني !
عز : للأسف دي الحقيقة !
ملك : دول اهلي ! اللي ليا في الدنيا يعملوا فيا كده .. انا بعد ابويا مليش حد !
عز امسك يدها و ضغط عليها نظرت له لتجده يبعث لها نظرات مليئة بالحب و الطمأنينة
ابتسمت ملك بحزن : ساعات بفكر لو مكنتش ظهرت في حياتي كنت هبقي عايشة ازاي دلوقتي .. ده لو كان زماني عايشة اصلا .. انا بحبك !
عز قبل يدها : و انا كمان .. ملك ارجوكي انا مش عايز اعرضك لأي خطر و موافقتك علي عرض فؤاد ده غلط !
ملك : انا عارفه اني هحط نفسي في خطر كبير بس لازم ده يحصل .. دي معركتي يا عز و مفيش حد بيكسب معركة هو فيها طول ما هو جبان .. مش عايزاك تخاف عليا
عز : ازاي يعني مخافش عليكي ! انا خسرتك مرة و عيشت ذكريات بحاول علي قد ما اقدر انساها .. شوفتك و انتي بتموتي و انا كنت واقف متكتف مش قادر اعمل حاجه .. انا اللي كنت فاكر نفسي زكي جدا و قادر اني احميكي طلعت غلطان و عرفوا يأذوكي الأذى الكبير ده ! انا مش هستحمل اعيش الذكريات دي تاني يا ملك ارجوكي
ملك : من غيري انتقامك مش هيكتمل يا عز .. فكر فيها من ناحية تانيه من اول مرة اتكلمنا فيها جبت دليل أنه هو اللي حاول يقتلني و بصوته كمان ! فؤاد عايز يعرف كل حاجه عنك و ده اللي هيحصل فعلا .. بس هيعرف اللي احنا عايزين نعرفهوله وبس !
عز : يعني ؟
ملك : يعمل اللعبة الحقيقية هتبدأ دلوقتي .. من غير خوف ولا تردد احنا بدأنا حاجه سوا و هنكملها للآخر سوا يا عز !
عز اقترب منها و ظهرت غيامه من الدموع في عينيه و قال برجاء : ملك ارجوكي .. لو جرالك حاجه المرة دي عمري ما هسامح نفسي !
ملك : اوعدك مش هيحصل حاجه .. غير كدة انت علمتني كل حاجة اقدر ادافع بيها عن نفسي صح
عز : أيوة بس ..
ملك : خليك واثق فيا
عز تنهد : ماشي يا ملك .. ماما يلا نتحرك عشان ورايا شغل كتير لازم يخلص و عايز اوصل حضرتك الاول
حياة : يلا يا عز
قبل عز ملك من رأسها و خرج من البيت في الخفاء و معه حياة .. استقل سيارته و انطلق بها الى المستشفي و بعد وقت طويل الي حد ما وصل إلي المستشفى لتترجل حياة من السيارة سريعا و تركض نحوها .. سارت في ممر طويل حتي وصلت الي غرفة ندي وقفت امامها برهبة ثم دخلت إليها لتجد علي جالس امامها يتأمل وجهها بصمت
حياة : علي !
انتبه لها علي و نهض من مكانه واتجه إليها لتكمل : ايه اخبار ندي ! لسه مفاقتش بردو
علي : لسه زي ماهي
حياة : طب و الحل يا علي اعملها اي حاجة طيب
علي بحزن : كل حاجة دلوقتي في ايد ربنا .. منقدرش نعمل اي حاجة .. ادعيلها
حياة نظرت لها بدموع ثم اتجهت إليها قبلت يدها برقة و جلست بجانبها بحزن .. خرج علي من الغرفة بقهرة و انكسار و اتجه الي مكتبه دلف إليه و اغلق علي نفسه و بعد لحظات دق أحدهم الباب
علي : مين ؟
دخلت سهى و بيدها صينية بها بعض الطعام
سهى : دكتور علي .. انا جيبتلك شوية اكل انت مكلتش حاجة من امبارح !
علي بغضب مكتوم : اخرجي برا
سهى : بس حضرتك
علي ثار غضبا : قولت اخرجي برا !! انتي مبتفهميش !
سهى : انا اسفة عن اذنك
ثم خرجت سريعا من الغرفة .. جلس علي على أحد المقاعد و حاول أن ينظم أنفاسه بهدوء و اغمض عيني ليغلبه النوم من شدة ارهاقه ..
و هنا رأي نفسه في حديقة واسعة مليئة بالزهور تعجب من المكان المتواجد فيه للحظات و لكن لفت انتباهه صوت ضحكات عالية تأتي من خلفة التفت ببطئ ليجد ندي واقفة امامها و علي وجهها ضحكتها الساحرة و كانت ترتدي فستان مزين بأكمله بالورد و كذلك شعرها .. اتسعت ابتسامة علي و ركض نحوها سريعا وقف امامها يتأملها بدموع
علي : ندي .. معقول عايزة تسيبيني و تمشي !
ندي بحزن : مش بأيدي يا علي .. لو عليا عايزة اعيش معاك العمر كله !
علي : انا مش هقدر اعيش من غيرك
ندي : بس انا لازم امشي !
علي : لا ارجوكي متسبنيش .. لا ندي !
ابتعدت عنه ندي و نظرت له لآخر مرة ثم استدارت و ذهبت بعيدا
علي افاق بفزع و صرخ : ندي !!
نظر حوله بفزع ثم سمح وجهه الذي كان يتصبب عرقا و امسك رأسه بتعب .. و هنا دخلت عليه أحدي الممرضات و علامات القلق الشديد واضحة علي وجهها
الممرضة : دكتور علي !! مدام ندي حالتها صعبة جدا !
نهض علي من مكانه بفزع و ركض نحو غرفتها و اقتحامها ليجد صوت صفير من جميع الاجهزة جانبها و حياة تقف في احدي زوايا الغرفة تبكي بقهرة
علي : لا .. ندي ارجوكي متعمليش فيا كده !
شاكر صاح بأحد الممرضات : هاتي جهاز الصدمات بسرعة !!
علي : يارب ياارب ارجووك
أحضرت أحدي الممرضات جهاز الصدمات سريعا و حاول دكتور شاكر إنقاذها ! وقف علي يترجي ربه أن تعود له مرة اخري و بعد المحاولة الثالثة شهقت ندي بتعب !
علي بفرحة : ندي !
عادت جميع الأجهزة تعمل طبيعيا تنفس شاكر الصعداء و تنهد براحة و اتجه الي علي
شاكر بابتسامة : مبروك يا علي .. ندي فاقت من الغيبوبة .. اكيد انت عارفه أن الحركة اللي حصلت دي أدت اشارة لكل أعضائها انها ترجع لعملها الطبيعي .. حقيقي دي معجزة ! 
حياة سجدت مكانها و بكت بشدة و قال علي بفرحة : بجد يعني هي كويسة دلوقتي !
شاكر : اكشف عليها بنفسك يا دكتور علي عشان تتأكد
ذهب علي باتجاهها و جلس امامها امسك يدها و قبلها و نظر لها ليجدها بدأت في استعادة وعيها مرة اخري .. ندي جالت بنظرها في المكان حتي وقعت عينيها على علي لتبتسم ابتسامتها الساحرة
علي بدموع : حمدالله علي سلامتك يا حبيبتي .. كده تخوفيني عليكي !
بدأ علي في فحصها
علي : لو سمعاني كويس غمضي عينك
ندي أغمضت عينيها ليكمل علي : شيفاني كويس
ندي ابتسمت و قالت بتعب : علي !
علي ابتسم بفرحة ثم أكمل : طيب حاولي تحركي ايدك أو رجلك
حاولت ندي أن تحرك قدمها و لكنها احست بصعوبة بالغة في البداية و لكنها حركتها حركة بطيئة نوعا ما
علي بقلق : مالك !
ندي : حاسة أن رجلي تقيلة اوي مش عارفة احركها كويس !!

توقعاتكم ♥️

منقذي و لكن ( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن