الفصل السابع

2.8K 114 0
                                    

نظر نائل للشخص الواقف أمامه بصدمة و أردف : عز !!  
عز ابتسم بغموض : مفيش حمدالله علي السلامة ولا ايه !
نائل بصدمة غير مستوعب ما حدث لكنه اخفي الاوراق خلف ظهره سريعا : انت ايه اللي جابك ااا اقصد يعني غريبة شوية 
عز دلف الي المكتب و اخذ ينظر له بتفحص
نائل : بس ايه سر الزيارة المفاجأة دي
عز : المكتب عايز شوية تعديلات بس ماشي
نائل : تعديلات ؟؟ في ايه يا عز انت جاي ليه !
ذهب عز ببطئ و تخطاه ليجلس علي مكتبه و أردف ببرود
عز : واحد جاي يطمن علي شركته ايه حرام ولا ايه ؟
نائل : شركته ؟؟ انت بتقول ايه !
عز : بقول أن انا المدير الجديد لشركة الشريف للاستيراد والتصدير
نائل بصدمة : انت اتجننت ايه اللي بتقوله ده ازاي !!
عز أخرج له بضع أوراق ليتصفحها نائل بصدمة و جنون
عز ابتسم بغموض و أردف : ده توكيل عام من ملك محمود الشريف بكل أملاكها .. ملك كتبتلي كل حاجة قبل ما تموت و تقدر تشوف ده من تاريخ العقد .. غير كده انا جوزها و بموتها كل حاجه بقت ليا ولا ايه يا نائل بيه
نائل : مستحيل الكلام ده !!
عز : عايز تصدق صدق مش عايز دي حاجة ترجعلك !
نائل : اشمعنا دلوقتي كنت فين من كام شهر لسه فاكر انك كنت جوز ملك !
عز : لما فوقت .. صدمة موت ملك مكنتش سهله .. ملك كانت بتحب الشركة دي عشان كده انا هحافظ عليها مكانها
نائل سكت و كان يشتعل غضبا
عز ضرب رأسه بكف يده : صحيح خليتني انسي
ثم صاح بصوت عالي : خشي يا ملك !!
نائل بصدمة كبيرة : ملك !! مستحيل
دلفت ملك بخطوات بطيئة الي المكتب و بداخلها رهبه كبيرة و توتر .. امسكت نظارتها و تمسكت بها ، نائل نظر لها بتعجب و قطب جبينه ثم نظر إلي عز
عز : دي ملك السكرتيرة بتاعتي و مديرة أعمالي الجديدة .. انت كنت فاكر ايه .. اللي شدني ليها اسمها كده هحس أن ملك لسه حواليا و معايا كل ما انادي عليها
نائل بعصبية : ماشي يا عز
ثم خرج من المكتب سريعا لتتنفس ملك براحة ذهب عز و اغلق الباب ثم اتجه إليها
عز : حبيبتي انتي كويسة !
ملك : حسيت برهبه كبيرة و انا داخلة المكتب دخلت بالعافية يا عز
عز : ملك .. الايام اللي جايه صعبه علينا ارجوكي ارجعي زي ما كنتي
ملك : هحاول يا عز
عز حاول أن يخفف توترها هذا ليبتسم بمكر : صحيح روحي هاتيلي قهوة .. انتي نسيتي انك بقيتي السكرتيرة بتاعتي ولا ايه !
ملك ابتسمت : لا ولله
عز : شوفي ربنا سبحان الله هجيب حقي منك
ملك ضحكت : معقول مدايق مني للدرجة
عز : تقدري تقولي كده
و اخذ يقترب منها : صحيح نسيت اقولك حاجة مهمه
ملك : ايه ؟
عز ابتسم : وحشتيني !
ملك : عز احنا في المكتب مش في البيت و راعي أن محدش هنا يعرف اني ملك الحقيقة أنا هنا مجرد سكرتيرة و بس
عز : مليش دعوة بكل ده
ملك : يعني لو حد شافك و انت بتقولي كده او قريب مني كده هيقول عليك ايه !
عز ابتسم : يا ستي انا مدير قليل الادب انتي مالك
ملك ضحكت ثم قالت بفزع و هي تنظر لنقطة خلف عز : انت ازاي تتدخل كده !
عز صدم و نظر خلفه فلم يجد أحد فتمكنت ملك من الإفلات منه و ذهبت بعيدا و هي تضحك بصوت خفيض ليتجه إليها بابتسامة صغيرة
عز تنهد : احنا دلوقتي لازم نطلع للموظفين عشان نعلن اني بقيت المدير الجديد و انتي السكرتيرة الجديدة للشركة
ملك بخوف و توتر : لازم ابقي معاك اعلن انت لوحدك !
عز : مش هينفع يا ملك دي معركتنا احنا !
ملك فركت يديها بتوتر : خايفه اغلط و ابوظ كل حاجة يا عز و ساعتها يعرفوا الحقيقة و انت تتأذي زي ما اذوني
عز : ملك .. للمرة المليون هقولك طول ما انتي حاطه في دماغك فكرة الفشل هتفشلي .. عارف انك محبطة و..
ملك بقهرة : و مكسورة .. هما قدروا يكسروني
عز : اوعي تقولي كده .. ملك محمود الشريف عمرها ما تتكسر دي مجرد فترة ضعف و انا عارف انك هترجعيلي تاني بس ساعديني
ملك بحزن : حاضر يا عز
عز امسك يدها و ضغط عليها ليقول : يلا
تنهدت ملك و تحركت معه و خرج عز من المكتب اولا و ملك خلفه ثم اتجه للموظفين و قال
عز بصوت عالي : ياريت كل الموظفين يتجمعوا هنا
و بعد دقائق كانوا موظفين الشركة واقفين أمامه و يتهامسون بتعجب عن سبب قدومه مرة اخري ليقطع عز حيرتهم تلك
عز : انا عز الدين .. زوج المرحومة ملك محمود الشريف المدير الجديد لمجموعة شركات الشريف الاستيراد والتصدير .. و اعتقد أن اكتركم يعرفني
و هنا بدأ صوت همسات الموظفين يزداد أكثر ليصيح عز : ياريت هدوء شوية .. دي ملك السكرتيرة الجديدة للشركة و مديرة أعمالي و من النهاردة نظام الشغل هيتغير تماما و مش هسمح بأي استهتار في الشغل .. اتفضلوا كل واحد يشوف شغله
: ايه اللي بيحصل هنا !
التفت عز ليجد نائل يخرج من مكتبه بعصبية فقال : ولا حاجة انا أعلنت في الشركة بس اني بقيت المدير الجديد .. من حق الموظفين يعرفوا هما شغالين عند مين مش كده
نائل : انت صدقت نفسك ولا ايه !
عز : نائل بيه .. انا واحد عارف القانون احسن منك و كل الاوراق تثبت أن الشركة دي بقت بتاعتي و متفتكرش اني عشان مسكت الشركة اني هنسي مهنتي الأساسية و اني ظابط بالعكس انا هفضل في مهنتي عشان نفسي و هحافظ علي الشركة دي عشان ملك
و اقترب منه ثم قال بنبرة مخيفه و عيون ثابتة : حق ملك لسه مرجعش يا عمي لو انت ناسي انا عمري ما هنسي و هرجعه .. ياريت تلزم حدودك معايا اكتر من كده !
ثم صاح بصوت عالي : ملك !! اسبقيني علي العربية شغلنا خلص النهاردة
ملك بتوتر و صوت خفيض جدا : حاضر يا فندم
ظل نائل و عز ينظرون لبعضهم بثبات و بقوة حتي تحرك عز و خرج من الشركة بأكملها استقل سيارته و ملك بجانبه و انطلق بها سريعا ليترك نائل في الشركة يشتعل غضبا عاد الي مكتبه بعصبية و التقت هاتفه سريعا و اتصل بفؤاد .. يجلس فؤاد علي مكتبه يفكر في حل لإقناع أسر علي التراجع علي ما ينوي خوفا عليه ليجد هاتفه برن برقم نائل
فؤاد : ها كله تم ؟
نائل بعصبية : تم ايه بس !!
فؤاد : في ايه !
نائل : في كارثة
فؤاد : ما تتكلم علي طول !
نائل : عز رجع !
انطلق عز بسيارته و تجلس ملك بجانبه و ما أن بعد عن الشركة بخطوات اوقف سيارته و نظر إلي ملك ليجدها تفرك يدها بتوتر فأمسك يدها
ملك : عز أنا خايفه .. يلا نسافر تاني مش عايزه ارجع حقي
عز بعصبية : هو ايه اللي نسافر تاني !
ملك بدموع : يا عز افهمني .. انا معنديش لا طاقة ولا شجاعة اقف في وشهم تاني
عز : و انا معاكي يا ملك !
ملك : انا عارفه بس مش هقدر
عز بعصبية : انتي مش ملك اللي اعرفها انتي ازاي اتغيرتي كده !!
ملك بصراخ : الخوف بيعمل اكتر من كده يا عز !! بابا طول عمره كان بيقولي جملة واحدة بس ..  اسعي للخير يا ملك و خليكي دايما شجاعة و انا عملت كده و سمعت كلامه و في الاخر خسرت .. خسرت كل حاجة
عز : الحياة مكسب و خساره و مش معني انك خسرتي أن ده شر ليكي أو أن دي حاجة وحشة حصلتلك بالعكس .. انتي كان مكتوبلك تتظلمي لكن محاولة انك ترجعي حقك و حق ابوكي دي حاجه في ايديكي دلوقتي انتي اللي تقرري !
ملك : و انا عايزه راحتي يا عز .. نفسي ارتاح من كل ده انا تعبت
في تلك اللحظة صدع هاتف عز رنينا برقم يوسف فرد عليه
عز : ايه يا يوسف
يوسف بتعجب : مال صوتك ؟
عز : مفيش .. عملت اللي قولتلك عليه
يوسف : شنط ملك بقت في الشقة الجديدة يا عز و حاليا انا قدام الفيلا بتاعتك .. بس افتكرت حاجه مهمه نسيت اقولها لك
عز : ايه ؟
يوسف : طنط حياة !
عز : مالها ؟
قص عليه يوسف ما حدث لها لتخطر له فكره
عز : تمام يا يوسف انا راجع دلوقتي .. انت بلغت حد في البيت برجوعي
يوسف : ياسمين بس اللي عارفه
عز : اكيد خنقتك لحد ما قولت لها انا عارفها
يوسف زفر و صمت ليقول عز : في حاجه ولا ايه ؟
يوسف : لا مفيش عادي .. متتأخرش
عز : تمام لما اجي هبقي اشوف الموضوع ده  
انهي عز المكالمة و شرد قليلا ليتحرك بسيارته بعد لحظات و لاحظت ملك تغير اتجاه السيارة لتقول
ملك بتعجب : احنا رايحين فين ؟
عز : لما نوصل هتعرفي !
انهي يوسف مكالمته مع عز و ترجل من سيارته اخذ حقيبة عز و اتجه الي البيت دلف ليجد عايده و ياسمين جالسين سويا
عايده بتعجب : شنطة مين دي يا يوسف ؟
يوسف : عز
عايده بفرحة : هو عز رجع ! حبيبي هو فين
يوسف : راح مشوار مهم و شوية و هتلاقيه قدامك يا ستي
اتجهت له عايده و اردفت بحزن : انا اسفه يا يوسف انا عارفه اني كنت قاسية معاك اوي الفتره اللي فاتت بس انت متعرفش انا كنت حاسه بأية و للأسف عصبيتي و زعلي ده طلع عليك و انت استحملتني كتير انا اسفه يا ابني
يوسف ابتسم و قبل يدها : في ام بتعتذر لابنها بردو .. انا عارف و عمري ما ازعل منك انتي امي يعني استحملك طول العمر 
عايده احتضنته بدموع : حبيبي ربنا يسعدك و يحفظك و يفرحني بأولادك انت و ياسمين
نظر يوسف لياسمين بعتاب و حزن ثم اشاح بنظرة عنها ابتعد عن عايده و صعد الي غرفة عز ترك بها حقيبته و ذهب إلي غرفته دلف الي الداخل و أخذ حمام سريع و خرج ليجد ياسمين بالغرفة تجاهل وجودها لفترة و وقف أمام مرأته جفف شعره و خرج الي شرفة غرفته .. تفاجئت ياسمين من تجاهله التام لها فذهبت خلفه و اردفت
ياسمين : انا واقفة علي فكرة !
يوسف : خير
ياسمين : لسه زعلان مني ؟
يوسف صمت و ظل ينظر أمامه لتكرر سؤالها : زعلان مني ؟
يوسف : هيفرق معاكي في حاجه ؟
ياسمين : طبعا هيفرق !
يوسف التفت لها و قال بحزن : لو كان يفرق فعلا كنتي فكرتي قبل ما تزعليني يا ياسمين
ثم تنهد و نظر أمامه مرة أخرى : سيبيني لوحدي دلوقتي
ياسمين : انت ليه مش عايز تعترف انك غلطان زي زيك !
يوسف : لا انا مش غلطان يا ياسمين .. لو كنت أنا اللي غلطان فعلا كان زماني بعتذرلك دلوقتي
ياسمين : يعني مش شايف انك كان لازم تقولي علي عز
يوسف : يعني كل المشكلة و اللي مزعلك اني مقولتش علي حاجه اخوكي وصاني مقولش لحد عليها !! يعني سبب الزعل مليش علاقة بيه
ياسمين : لا زعلانه عشان انت عارف عز غالي عندي ازاي و بردو خبيت عليا
يوسف زفر بضيق و قال بعصبية خفيفة : ياسمين انهي الموضوع انا عايز انام
ثم تخطاها و ذهب إلي سريره و نام سريعا أو تظاهر بذلك لأن عقله لم يتوقف عن التفكير و وقفت ياسمين مكانها لا تعرف ماذا تفعل حتي نزلت الي والدتها لننتظر عز معها
عند عز .. بعد فترة من تحركهم اوقف عز سيارته أمام منزل ملك !
ملك بصدمة : ده بيتي ! احنا جايين هنا ليه
عز : مش انتي نفسك تشوفي مامتك
ملك : اكيد
عز : انا هخليكي تشوفيها ! 

يا ترا نائل علي هيسكت بعد اللي عمله عز ؟
رد فعل ملك ايه لما تشوف مامتها في الحالة دي ؟
انتظروا الفصل الجديد بكرة بأذن الله .. توقعاتكم ♥️

منقذي و لكن ( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن