أستعداد الرسم

1.1K 37 12
                                    

قال أحدهم منذ زمنٍ فات؛
«فرحةُ الحب عظيمة! لَكنَّ المُعاناة شنيعة .. والأفضل للإنسان ألا يحب أبداً»
لم تقتنعوا بها صحيح؟

كذلك أنـا، فمهما حاول الإنسـان جاهداً الفرار من الحب، فهو إنما لا يفرُ منه إلا إليه ..

بينما سمعتُ أحدهم أخر يقول؛
«ربمـا لم يرغب المرء فى الحب بقدر رغبته فى أن يفهمه أحد»

وقد راقتنى مقولته حقاً
نحن نبحث عن الأهتمام، عن أحد يحقق رغباتنا، يفهم ما يدور بعقلك قبل ان ينطق لسانك به
فإن تواجد الحب وغابت إحدى الأشياء السابقة ..
فإن الحب لم يتواجد من الأساس
لكن هل يمكن ان تتواجد تلك الاشياء ولا تولّد معها الحـب؟

لا أعتقد ..
لماذا؟
لأن ببساطة هذا ما حدث معى ..

أن تجد أحدهم وُجِد من العدم، شُغله الشاغل رسم البسمة على شفاهك
قرر منحك كل وقته، وسخّرَ لكَ نفسـه
يعلم ما يجول بعقلك من عينيك فيُلبّى لك ما تريد وأياً ما كان هو

فکانت هى..
هى من أهتمت بى، هى فقط من تفهمتنى بصدق بالطريقة التى أردتُها، هى من عذرتنى لخطايايَّ وعَفتْ عنى حينما أكون آسفاً
هى التى أضاءت بصرى .. وبصيرتى
تطلعتُ منها على الجانب المُشرق من الحياة
كانت كما القلعة أتخِذها حصناً لى من ضربات من حولى

كسِلاحاً فتَّـاك يتخلص ممن يتجرأ على الأقتراب نحوى دون حتى أن أطلب ذلك
رأيتُها دومـا بَطَلتى الخارقة، ملاذي وموطنى
كحال الطفل المُتيَّم بأُمِه كنتُ أنـا ..

أحبَّتنى أكثر مما فعلت التى حَمَلتنى بين أحشائها وأتت بى لهذه الحياة
هى مثالية لدرجة شكّى أنها ليست واقعية، ليست حقيقية، يستحيل ان تكون بشر!
لکـن ..

ظننتُ ان الماضى سيدعنى أنعم بما تبقى من عمرى
سيرحل ويتوقف عن مُلاحقتى ..
إلا أنه أبى

ما مضى لم يمض بسلامٍ وانتهى ذاهباً لحال سبيله
بل عاد وكأنه ينتقم لرؤية بهجتى معـكِ
عاد وقد أقسم على أجتذابى لثقبه الأسود
عاد ليُفرّق بيننا ..
لذا سأترجاها منكِ مُجدداً

أغْفـرى لى مولاتـى، فـَبَريقُ حديثها أغوانى، وغَريزَتى تَولَّتْ زِمامى وقت ضعفى، و زهوة الماضى الكاذبة أعادت الحنين لقلبـى
فقَابلْـتُ حسناتُكِ بِمسـاوئى ...

تعلميـن آسِرتى بدونِـك أنى مُشردٌ
فأتوسل لكِ لا تُثْقلـى من عـذابى
فأنى إنسـانٌ خطَـّاء
لذا أعـذرى جهلى بشيم الملائكـة أمثالكِ
وتيـقَّنى أنى لـكِ عاشقٌ ولهان
فـإن لم يكن العشـقُ لكِ، فلمن يستحـق أن يكون؟

رسامي الأعمى

زين مالك
نوڤان ريتشارد

المقدمة من كتابة المبدعة nova_mallik

قراءة ممتعة ❤

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن