أدنَى الغُروب انبلجت الحقائق ، انقضى طللُ الشّمسِ وظلّ المسرّة المؤقّتة ، حلّ بؤسُ اللّيالي يرنّ تهكّمه واكدرّ الفٌؤاد ذاك أوان قلوصُ القلوب احتفاءً للاستِياء .
" يا للسّخرية ! "
تعسّر سُخطها فما ظفرت الحِلم بعدها ، بل أمّمت صوبهُما تكتنفُ الحنقَ وتقذف بدن جونغ كوك تحت وطأة فُجاءته .
" مثير للشّفقة "
خاطبتهُ فيما تشزر فلورا ، ثمّ صادفت ناظريهِ فيستخلصُ لمعان عبراتٍ توشك أن تفيض لهولِ الموقف . ليتهُ انتمى لأباطيل وما وطأ ظلّه الواقع يومًا.
ريميدي في نوبة انبعاجٍ، بقاع ربيعهَا محاهَا فيضانُ الخذلانِ قد غلبهَا زمهرير الشتاء في موسمِ ازهارهَا .
" أنت مثير للشفقة أتسمعني ؟ أتسمعني جونغ كوك !! أنت مخادع ! "
رجّت جسمانهُ في جهاد لاستردادِ فطنته ، علّها علقت شبكة تراهات ، لربّما عينيهَا تتصوّر كذبةً إن مسحت عليهما عطفة كفّه زالَ الوجع .
لكنها أيّدت فُراقهُ أخيرًا قبيل إذعانها للانهيار وفرّت تجرّ خيبتهَا ، استفحلت حتى ما عادت تقدر كبحهَا وتقاعست نفسها عن احتوائها . هربَت متعامية عن فلورا المستعجبة أمرهمَا.
طالع جونغ كوك هيئتها حثيثةَ الجري ، ثمّ حط حدقتيهِ أرضا وكوّر قبضته في توثّق متمادٍ.
" الرحمة أيها الرّب ! " حرّكت فلورا رأسها حينمَا أفاقها اليأس من تقارب العقلِ وريميدي ولمّا ابتغت طرح تعليقاتهَا صادفها اهتزاز كتفيهِ .
" جونغ كوك ما خطبك ؟ "
أهبط رأسه لفورهِ وخاط كفّه على فمِه ، في كفاح لصدّ رنين استدماعه .
بغرت عيناه ، واستعبر جونغ كوك لحظة احتدامِ الأحاسيس ... بكَى ، وبكَى .
" آسف ، سأتصل بك في وقت آخر لكن .. " انفسح عُذره مهتزًا يُشابهه ، وتوالت عبراتهُ في انهمارهَا المتريّث.
" عليّ الانصراف الآن "
أوله ظهره وتعاطى الانكتال آملا لو يبلغها قريبًا فيعتقلها لصدره ، ريميدي نالت عطفَه ومحبّته ، يستحالُ تركها تنغمس بئر الوجع .
لوت فلورا شفتيها في خضم الاندهاش ، تكتّفت بينما تترقّب زوال أثره وسيّبت حسا
" ستكون ليلة طويلةً "
-
" ريميدي " اهتضَب في ترداد اسمها كلما أزف صوبها ووضُح جسمانها .
أنت تقرأ
ريميدي : مدينة البوم
Random- مكتملة - - أتعرفون حكاية مَدينة البوم ؟ الناس الذين لا ينامون والمُتسوّل ؟ هناك نسخة واحدة من الكتاب في العالم ، والنهاية ... قيد الكتابة ، الكاتب ؟ مات منذ زمن . جون جونغ كوك ريميدي