32 - سايولونا ريميدي .

305 53 76
                                    

أدنَى الغُروب انبلجت الحقائق ، انقضى طللُ الشّمسِ وظلّ المسرّة المؤقّتة ، حلّ بؤسُ اللّيالي يرنّ تهكّمه واكدرّ الفٌؤاد ذاك أوان قلوصُ القلوب احتفاءً للاستِياء .

" يا للسّخرية ! "

تعسّر سُخطها فما ظفرت الحِلم بعدها ، بل أمّمت صوبهُما تكتنفُ الحنقَ وتقذف بدن جونغ كوك تحت وطأة فُجاءته .

" مثير للشّفقة "

خاطبتهُ فيما تشزر فلورا ، ثمّ صادفت ناظريهِ فيستخلصُ لمعان عبراتٍ توشك أن تفيض لهولِ الموقف . ليتهُ انتمى لأباطيل وما وطأ ظلّه الواقع يومًا. 

ريميدي في نوبة انبعاجٍ، بقاع ربيعهَا محاهَا فيضانُ الخذلانِ قد غلبهَا زمهرير الشتاء في موسمِ ازهارهَا .

" أنت مثير للشفقة أتسمعني ؟ أتسمعني جونغ كوك !! أنت مخادع ! "

رجّت جسمانهُ في جهاد لاستردادِ فطنته ، علّها علقت شبكة تراهات ، لربّما عينيهَا تتصوّر كذبةً إن مسحت عليهما عطفة كفّه زالَ الوجع .

لكنها أيّدت فُراقهُ أخيرًا قبيل إذعانها للانهيار وفرّت تجرّ خيبتهَا ، استفحلت حتى ما عادت تقدر كبحهَا وتقاعست نفسها عن احتوائها . هربَت متعامية عن فلورا المستعجبة أمرهمَا. 

طالع جونغ كوك هيئتها حثيثةَ الجري ، ثمّ حط حدقتيهِ أرضا وكوّر قبضته في توثّق متمادٍ.  

" الرحمة أيها الرّب ! " حرّكت فلورا رأسها حينمَا أفاقها اليأس من تقارب العقلِ وريميدي ولمّا ابتغت طرح تعليقاتهَا صادفها اهتزاز كتفيهِ .

" جونغ كوك ما خطبك ؟ "

أهبط رأسه لفورهِ وخاط كفّه على فمِه ، في كفاح لصدّ رنين استدماعه .

بغرت عيناه ، واستعبر جونغ كوك لحظة احتدامِ الأحاسيس ... بكَى ، وبكَى .

" آسف ، سأتصل بك في وقت آخر لكن .. " انفسح عُذره مهتزًا يُشابهه ، وتوالت عبراتهُ في انهمارهَا المتريّث. 

" عليّ الانصراف الآن "

أوله ظهره وتعاطى الانكتال آملا لو يبلغها قريبًا فيعتقلها لصدره ، ريميدي نالت عطفَه ومحبّته ، يستحالُ تركها تنغمس بئر الوجع .

لوت فلورا شفتيها في خضم الاندهاش ، تكتّفت بينما تترقّب زوال أثره وسيّبت حسا

" ستكون ليلة طويلةً "

-

" ريميدي " اهتضَب في ترداد اسمها كلما أزف صوبها ووضُح جسمانها .

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن