24 - قربَ أبواب الجنّة

1K 125 190
                                    

-

تلقّى جونغ كوك أحرفها لمّا أنهَى أعماله خارجًا و خلع الجبيرة . لبثَ طويلاً يحلّل رسالتها قبل أن يجاسر الرد. 

* كيف ذلك ؟ *

غاب عنهُ عقله و ظنّها تشتكِي ضياع نفسِها ، كأنها مرهقةً و ما عادت تعي ما تفعَل ، دراسَته حالتها أبعدهُ حقيقة أنّها كانت ضائعةً فعليًّا قد اختلطت عليها الإتّجاهَات .

تخيّر محادثتها لاحقًا و باشر تجهيز حمَّامِه ، عزم أن يمدّد إحتضَان دفءَ المياهِ جسمَه كونه افتقَر التمتع بالرّاحَة حوضَ الإستحمَام .

-

انفسحَت دُجنة الليل تشهدُ إتمَامه تدبِيج حلمٍ لها ، طوى الورقَة و دسها جيبَ سرواله ثمّ مضى غافلاً خلاء مربعها .

ضجّ الممرّ بتلحينهِ لأغنية عُقدت بلسانه لفترة ، فإذ بهِ يصادف رجلاً يفوقُه طولاً يقابل بابهَا و الهاتفُ بيدِه ، متضايقٌ كونها لا تردّ. 

تنبّه للآفِد فواجهَه مدقّقا بسيمائِه حتّى تذكّر رؤيتهُ معها بوقتٍ ما. 

" صديق ريميدي أليس كذلك ؟ " أعتق سوك جين سؤالاً و الجوابُ يلتفّ حولَه .

أومأ جونغ كوك يشتّت شكوكَه و لازال هو يجول بقاع الحيرَة ، مُستعجبًا تألُّق غريبٍ ينقّب عنها ، لكن تيقّنه أنه صديقها الذي اعتادت ذِكره جعلهُ يرتاح له .

" هل تتأخر بالعودة عادة ؟ جربت الإتصال بها عدة مرات لكنها لا ترد " تفاقم استفسارُه بينما يمحي المفارقة بينهُما ، تبصّر رقمها لمرّة أخيرة و أطفأ هاتفهُ فتتدفّق فطنتهُ لمن امتقع محياه حياله. 

" أليست بشقّتها ؟ " ناظرَ الباب مستغربًا قبل أن تمكث عينيه بسمةَ سوك جين .

" لو كانت هناك لما سألتك عن مكانها ... "

" أوه لاشك في أنها تتجوّل ، سأعلمها بقدومك حين تأتي " نالَ مرتبة الجدارة بالتّمثيل ، افتر يفرضُ وهمَ سيطرتِه على نفسه و الوَضع.  

" شكرا ، أقدّر معروفَك " أرسى كفّه كتفَ الأفَّاك و تعداه خطوات قليلة ثمّ انتصبَ و أعلمه " اسمي سوك جين بالمناسبة ، أخبرها أنّني أردت رؤيتها بشدّة "

" طبعًا " زوّر إنشراحًا سلخ جلدهُ فيصبح هلعًا ما إن تُرك وحيدًا .

" يا إلهي ! أنا أحمق أنا أحمق .. " تردّد شتمهُ لنفسه على بلاهَته ، ريميدي استنجدَته ، ريميدي التي تخشى المطر لوحدِها و الأمطارُ تنسكبُ غير آبهةٍ لها ، فتاتُه أضاعت الخرائط و ظلّت الطريق لبيتِها : إليه. 

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن