-
تلقّى جونغ كوك أحرفها لمّا أنهَى أعماله خارجًا و خلع الجبيرة . لبثَ طويلاً يحلّل رسالتها قبل أن يجاسر الرد.
* كيف ذلك ؟ *
غاب عنهُ عقله و ظنّها تشتكِي ضياع نفسِها ، كأنها مرهقةً و ما عادت تعي ما تفعَل ، دراسَته حالتها أبعدهُ حقيقة أنّها كانت ضائعةً فعليًّا قد اختلطت عليها الإتّجاهَات .
تخيّر محادثتها لاحقًا و باشر تجهيز حمَّامِه ، عزم أن يمدّد إحتضَان دفءَ المياهِ جسمَه كونه افتقَر التمتع بالرّاحَة حوضَ الإستحمَام .
-
انفسحَت دُجنة الليل تشهدُ إتمَامه تدبِيج حلمٍ لها ، طوى الورقَة و دسها جيبَ سرواله ثمّ مضى غافلاً خلاء مربعها .
ضجّ الممرّ بتلحينهِ لأغنية عُقدت بلسانه لفترة ، فإذ بهِ يصادف رجلاً يفوقُه طولاً يقابل بابهَا و الهاتفُ بيدِه ، متضايقٌ كونها لا تردّ.
تنبّه للآفِد فواجهَه مدقّقا بسيمائِه حتّى تذكّر رؤيتهُ معها بوقتٍ ما.
" صديق ريميدي أليس كذلك ؟ " أعتق سوك جين سؤالاً و الجوابُ يلتفّ حولَه .
أومأ جونغ كوك يشتّت شكوكَه و لازال هو يجول بقاع الحيرَة ، مُستعجبًا تألُّق غريبٍ ينقّب عنها ، لكن تيقّنه أنه صديقها الذي اعتادت ذِكره جعلهُ يرتاح له .
" هل تتأخر بالعودة عادة ؟ جربت الإتصال بها عدة مرات لكنها لا ترد " تفاقم استفسارُه بينما يمحي المفارقة بينهُما ، تبصّر رقمها لمرّة أخيرة و أطفأ هاتفهُ فتتدفّق فطنتهُ لمن امتقع محياه حياله.
" أليست بشقّتها ؟ " ناظرَ الباب مستغربًا قبل أن تمكث عينيه بسمةَ سوك جين .
" لو كانت هناك لما سألتك عن مكانها ... "
" أوه لاشك في أنها تتجوّل ، سأعلمها بقدومك حين تأتي " نالَ مرتبة الجدارة بالتّمثيل ، افتر يفرضُ وهمَ سيطرتِه على نفسه و الوَضع.
" شكرا ، أقدّر معروفَك " أرسى كفّه كتفَ الأفَّاك و تعداه خطوات قليلة ثمّ انتصبَ و أعلمه " اسمي سوك جين بالمناسبة ، أخبرها أنّني أردت رؤيتها بشدّة "
" طبعًا " زوّر إنشراحًا سلخ جلدهُ فيصبح هلعًا ما إن تُرك وحيدًا .
" يا إلهي ! أنا أحمق أنا أحمق .. " تردّد شتمهُ لنفسه على بلاهَته ، ريميدي استنجدَته ، ريميدي التي تخشى المطر لوحدِها و الأمطارُ تنسكبُ غير آبهةٍ لها ، فتاتُه أضاعت الخرائط و ظلّت الطريق لبيتِها : إليه.
أنت تقرأ
ريميدي : مدينة البوم
Random- مكتملة - - أتعرفون حكاية مَدينة البوم ؟ الناس الذين لا ينامون والمُتسوّل ؟ هناك نسخة واحدة من الكتاب في العالم ، والنهاية ... قيد الكتابة ، الكاتب ؟ مات منذ زمن . جون جونغ كوك ريميدي