الفصل هذا خاص بجزء من ماضي بايمي . انجوي.
-
داعبَ لسان الهرّة وجنته مرارًا ، انخرطت في لعقهِ لئن أفرج عن حدقتيه وجعلَ يحملق بالسّقف الأقمر أعلاهْ ، تتدلى منهُ هيئات غيمٍ وقمرَين ، جنبَ كل خلقةٍ رسمة طفوليّة لصغير ومراهقَة.
تقمّص هو دور ذاك الصّغير ، رسمه بايمِي بيوم ما ، كيف للنّسيان أن يخطف عن تلك الحقيقة ؟
أقام بدَنه وطالع الهرّة الكحلية مستغلقَا وجودها بفراشه ، قد ألف ملاحظتهَا تموء بالشّارع صباحًا وجاسرَ مداعبتها حين دقّق بسكين ريميدي أول مرّة.
دلّك صدغهُ واستفاقَ لمطرحه ، ناظر لون الملاءة الأرجوانِي الغريب ، ثمّ رمق الأركان الخالية إلاّ من علب كرتونيّة ، وإطار قديم للصّور.
عرج صوبه في خضم دهشتِه ، يخوض استكشافِ حجرتِه أثناء طفولتِه ، أمست مقفرة إلاّ من شبحهِ وقطّة تموء وتمُوء ، ثم نطّت تهزّ ذيلها ، وهرعت من فتحة الباب. تتبّعها بحدقتيه وهمّ خلفها لفورهِ ، غافلا عن تفقّد الإطار.
" لابد أنّني أحلم "
اختزَل تريّث حركتهِ حلمًا ، وأنشأ يخطو متثاقلاً . رصدت عيناهُ الصّالة المفتوحة على آخر الممرّ ، منبعُ حسٍّ بالكاد يصبّ مسمَعه .
" جونغ كوك عزيزي ؟ "
همّ بحيَاكة حاجبيهِ لصوتٍ نثر ألفةً ، وأريج لملمهُ من مخلّفات صور بعدما تمكّن الويح من افتراسِ والديه.
" ماذا هناك ؟ "
باهتتهُ طلّة رجلٍ سبقت علوّ استفسارِه ، تجذّر قُبالتهُ أقمر اللّون ، تسربلَ محياه ببهاءٍ طفوليّ رغم أناقتِه المنبّهة لمنصبِه ، كان واسع المحجرَين وقد استعار من غيهبِ شعره قطراتٍ صبّها بعينيه الجميلتين.
نال اسمِ جونغ كوك ، ولصُدفةٍ أو لعجبٍ - مثلما اختارت مؤلفة الرواية - أنّه يخطف قليلاً من ملامِحه .
" م-من أنت ... ؟ " استجوبه الرّجل البهيّ ، ذو البدلة الرّمادية ، كونه استغلق وجود وجهٍ غريبٍ ببيتِه .
" كن فتى جيّدا وأخرج تلك الصّناديق ب - "
المرأة من الصُّور القديمة ، ذات النظرة الحنونة حازت زاويةً في إطار المشهَد فمسّهُ من الاستعجَاب ما كاد يطرحُه فاقد الخلد.
" أمّي " فاوه ذاته في سرّه ، وقد صادق اليقِين ، إنّها هي في كبرهَا.
فصمَ ارتجافُ ساقيه اشتدَاد النظرات وأولهما ظهرهُ في مجاهدته للفرارِ لحجرةِ طفولته .
أنت تقرأ
ريميدي : مدينة البوم
De Todo- مكتملة - - أتعرفون حكاية مَدينة البوم ؟ الناس الذين لا ينامون والمُتسوّل ؟ هناك نسخة واحدة من الكتاب في العالم ، والنهاية ... قيد الكتابة ، الكاتب ؟ مات منذ زمن . جون جونغ كوك ريميدي