-
إكتنز نفسًا فيما يُنزّه حدقتيه طول الممرّ ، غيرُ عالمٍ بما يُجيبها قد آثر السكوت حتى يتبيّن فعله الموالي .
" سؤالي واضحٌ فلا تتغابى " صاحَت لمّا دنت خطوةً فيتهرّب خطوتان خلفًا.
" هل أنت أحمق ؟ توقّف !" جعلت تلحقُه بتريّث كلما سحبته أقدامُه مبتعدًا بعشوائية ، راحَ يجول مبعثرًا بالكاد يحافظ على توازنه مُبتسما فقد أعجبته لُعبة المطاردَة.
حينَ بلغ السّيل الزبى ، ألقت ما بيدِها و وثبت جهتَه فتحيط بدنه بذراعيها تشدّ عليه محاولةً عقد يديها خلف ظهرِه. أكمحت رأسها تواجه طلائعه المتفاجئة فيحطّ ذقنها صدره .
" لما تعاملني بلطف بالغ ؟ أمرك مشكوك به "
ضيّقت محجريها قُبيل مدّ يدهِ ينقر جبينها ثمّ دفعها بخفّة ينقلُ راحته أعلى جمجمتِها ليُربّت عليها.
" أنا مجرد رجلٍ جيّد و طيب القلب "
قدّم جوابًا كاذبًا يرجو تكفّله إيقاف قُنبلة تصوّراتها ، لم يمسّه سحرٌ بعد ليفصح عما يجول فهيمه فمن العاقل الذي سيُصدّقه ؟ إن تهوّر و أفشى السرّ ، يا إما تطعنُه أو تطعنه ، لا خيَار ثالث .
" أنتِ صديقتي ريميدي ، واجبي أن أحسنَ معاملتك و أهتم بكِ ، أليس كذلك ؟ "
حرّرتهُ من سجنِ عناقها ، فتخطُو أين رمت ما إقتنت ، ليتبعها الباسمُ و يجثو بغية لملمةِ فرش الرّسم.
" للمرة الألف ، لا أطلب إهتمامك و لا إحسانك "
واتتهُ رغبة بالضّحك لتعابيرِها ، جعل يتساءلُ إن كان السقف سيُهدم لو إعترَفت بإحتياجها صُحبته أحيانًا .
" لا تتصلي بي مجدّدا إذًا، إن كنت حقا لا تشتهِين إهتمامي " أعقَب جملتهُ يُضيفها إفتراقًا حين سوى إستقامته تاركًا الفرش مطرحها فيعشُو لباب مسكنِه.
" أنت من يُرهقني برسائله المستمرّة فلا تمثل العكس " أبلغتهُ الحقيقة ، بلورت الأمرَ فيستقبل كلماتها بصدرٍ رحب .
" حسنًا ، لن أراسلك مجددا إن أزعجك ذلك "
" لا تفعل ، أخبرتك أن تتركني و شأني منذ لقائنا الأول لكنك إلتصقت بي كالعلكة ، حمدا لله أنك فهمت أخيرًا ، هللويا ! هللويا !! " نوت الرّحيل بعدما أشاعت فرحتها ، تمشِي صافعةً الأرضيّة بعدما ختم الحديثَ صياحه " إذا وداعًا "
أنت تقرأ
ريميدي : مدينة البوم
De Todo- مكتملة - - أتعرفون حكاية مَدينة البوم ؟ الناس الذين لا ينامون والمُتسوّل ؟ هناك نسخة واحدة من الكتاب في العالم ، والنهاية ... قيد الكتابة ، الكاتب ؟ مات منذ زمن . جون جونغ كوك ريميدي