13 - فتعرّي يا حبة الفستق

1.5K 144 463
                                    



-

إكتنز نفسًا فيما يُنزّه حدقتيه طول الممرّ ، غيرُ عالمٍ بما يُجيبها قد آثر السكوت حتى يتبيّن فعله الموالي .

" سؤالي واضحٌ فلا تتغابى " صاحَت لمّا دنت خطوةً فيتهرّب خطوتان خلفًا.

" هل أنت أحمق ؟ توقّف !" جعلت تلحقُه بتريّث كلما سحبته أقدامُه مبتعدًا بعشوائية ، راحَ يجول مبعثرًا بالكاد يحافظ على توازنه مُبتسما فقد أعجبته لُعبة المطاردَة.

حينَ بلغ السّيل الزبى ، ألقت ما بيدِها و وثبت جهتَه فتحيط بدنه بذراعيها تشدّ عليه محاولةً عقد يديها خلف ظهرِه. أكمحت رأسها تواجه طلائعه المتفاجئة فيحطّ ذقنها صدره .

" لما تعاملني بلطف بالغ ؟ أمرك مشكوك به "

ضيّقت محجريها قُبيل مدّ يدهِ ينقر جبينها ثمّ دفعها بخفّة ينقلُ راحته أعلى جمجمتِها ليُربّت عليها.

" أنا مجرد رجلٍ جيّد و طيب القلب "

قدّم جوابًا كاذبًا يرجو تكفّله إيقاف قُنبلة تصوّراتها ، لم يمسّه سحرٌ بعد ليفصح عما يجول فهيمه فمن العاقل الذي سيُصدّقه ؟ إن تهوّر و أفشى السرّ ، يا إما تطعنُه أو تطعنه ، لا خيَار ثالث .

" أنتِ صديقتي ريميدي ، واجبي أن أحسنَ معاملتك و أهتم بكِ ، أليس كذلك ؟ "

حرّرتهُ من سجنِ عناقها ، فتخطُو أين رمت ما إقتنت ، ليتبعها الباسمُ و يجثو بغية لملمةِ فرش الرّسم.

" للمرة الألف ، لا أطلب إهتمامك و لا إحسانك "

واتتهُ رغبة بالضّحك لتعابيرِها ، جعل يتساءلُ إن كان السقف سيُهدم لو إعترَفت بإحتياجها صُحبته أحيانًا .

" لا تتصلي بي مجدّدا إذًا، إن كنت حقا لا تشتهِين إهتمامي " أعقَب جملتهُ يُضيفها إفتراقًا حين سوى إستقامته تاركًا الفرش مطرحها فيعشُو لباب مسكنِه.

" أنت من يُرهقني برسائله المستمرّة فلا تمثل العكس " أبلغتهُ الحقيقة ، بلورت الأمرَ فيستقبل كلماتها بصدرٍ رحب .

" حسنًا ، لن أراسلك مجددا إن أزعجك ذلك "

" لا تفعل ، أخبرتك أن تتركني و شأني منذ لقائنا الأول لكنك إلتصقت بي كالعلكة ، حمدا لله أنك فهمت أخيرًا ، هللويا ! هللويا !! " نوت الرّحيل بعدما أشاعت فرحتها ، تمشِي صافعةً الأرضيّة بعدما ختم الحديثَ صياحه " إذا وداعًا "

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن