50 votes : an update .-
انغمس جونغ كوك في معمعة تفكير ، فيما يخترق حدود السّماء ، حبك أناملهُ ببعضٍ وعانق أهدابهُ لدوارٍ عافصَه.
في غالب الأوقات حينما ينخرط باستفساراتِه ، يشده وردُ جواب إكليله واحد ، أنّ إحساسه كمن رقدَ طفلاً ثمّ باركته الفطنة بغتةً فيجد ذاتهُ رجلاً .
جونغ كوك صار يلمحُ ظلّه غريبًا بغير موطِنه ، وذاكَ يضاعفُ تفكيره ، ثم يلطّخ فرحتَه وأيامه .
" عفوا ، هل أنت بخير ؟ "
أرجعهُ استعلامُ الراكب جنبهُ رشده ، فيشسّع عينيه فيما يناظرهُ مجاهدا للفهم ، ثمّ تبيّن له موضعه وراح يهزّ رأسه موافقًا .
" أجل ، أشعر بدوارٍ خفيف فقط ، شكرا لاهتمامك " وضّح بشاشة مغشوشةً دافعها سكب الطّمأنينة ، وعاد يطبق جفنيه لاشتداد وهنِه .
ثمّ حرر بصرهُ بعد حينٍ ، وتبسّم لبهاء السّحاب المكدّس جوار نافذَته .
" ريميدي ستُحبّ منظرًا كهذا "
جالت بالهُ كما جرت العادة ، لكن الذكرى تنكّرت رداءَ التّرح وقتئذ. غاصت ملامحه بكفّيه ، وانتشَر صدى تنفّسه المتعالي .
-
تبعثرت فرش الرّسم في اشتيَاق ، وجاورَت أشلاء الشّغف المفقود تحت السرير جنب الغبار ... بإطار النافذة يندثر والرّيح ، بين طيّات الملابِس ، تعالَى مع بخار الحساء وقد انسكَب من الحنفيّة .
راق له اكتشاف البقاع إلاّ هي ما عاد يستحسنُ مداوتهَا فتخلّت عن إتمام لوحاتها واحتوتهَا أريكتهَا ليل نهار ، ترتشفُ عبراتهَا .
استنزفَ الخلاءُ روحها وأضنت كتلتهُ جثمانهَا ، كعادة منها قد أحدقت ساقيها لصدرها في قعدتها ، تغُوص تحت اللّحاف الأصفر وتدّعي متابعة ' همسات القلب '
تلطّخت المشاهد بالدفء ، صدحت الموسيقَى ووقعَت مراسمُ الحبّ العذريّ قبالتهَا .
جالست الصّمت في متابعتهَا ، فتنعكس الصّورُ بعينيها المحمرّتين المتعبتَين ، ينثالُ رمشها ويصيبُ بلل أهدابها انتفاخَ جفنيهَا ، إشاعةً بفرط استدماعها .
انشغل الرّيح بطرقِ زجاج الطّاق ، فتبشّ في خضم الكآبةِ وجعلت تتذكّرُ مارد الأحلام لمّا يضرب فطنتها ببرطمانِه.
تعالت قهقهاتها ، وفي هواءٍ ما أضحت رنين بكاءٍ يبلغ السّقف وينطّ. طمرت عينيها بكفّيها ، واستعبرَت مزيدًا .
أنت تقرأ
ريميدي : مدينة البوم
De Todo- مكتملة - - أتعرفون حكاية مَدينة البوم ؟ الناس الذين لا ينامون والمُتسوّل ؟ هناك نسخة واحدة من الكتاب في العالم ، والنهاية ... قيد الكتابة ، الكاتب ؟ مات منذ زمن . جون جونغ كوك ريميدي