33 - احكِ لي جدّ بايمي

334 58 33
                                    


50 votes : an update .

-

انغمس جونغ كوك في معمعة تفكير ، فيما يخترق حدود السّماء ، حبك أناملهُ ببعضٍ وعانق أهدابهُ لدوارٍ عافصَه. 

في غالب الأوقات حينما ينخرط باستفساراتِه ، يشده وردُ جواب إكليله واحد ، أنّ إحساسه كمن رقدَ طفلاً ثمّ باركته الفطنة بغتةً فيجد ذاتهُ رجلاً .

جونغ كوك صار يلمحُ ظلّه غريبًا بغير موطِنه ، وذاكَ يضاعفُ تفكيره ، ثم يلطّخ فرحتَه وأيامه .

" عفوا ، هل أنت بخير ؟ "

أرجعهُ استعلامُ الراكب جنبهُ رشده ، فيشسّع عينيه فيما يناظرهُ مجاهدا للفهم ، ثمّ تبيّن له موضعه وراح يهزّ رأسه موافقًا .

" أجل ، أشعر بدوارٍ خفيف فقط ، شكرا لاهتمامك " وضّح بشاشة مغشوشةً دافعها سكب الطّمأنينة ، وعاد يطبق جفنيه لاشتداد وهنِه .

ثمّ حرر بصرهُ بعد حينٍ ، وتبسّم لبهاء السّحاب المكدّس جوار نافذَته .

" ريميدي ستُحبّ منظرًا كهذا "

جالت بالهُ كما جرت العادة ، لكن الذكرى تنكّرت رداءَ التّرح وقتئذ.  غاصت ملامحه بكفّيه ، وانتشَر صدى تنفّسه المتعالي .

-

تبعثرت فرش الرّسم في اشتيَاق ، وجاورَت أشلاء الشّغف المفقود تحت السرير جنب الغبار ... بإطار النافذة يندثر والرّيح ، بين طيّات الملابِس ، تعالَى مع بخار الحساء وقد انسكَب من الحنفيّة .

راق له اكتشاف البقاع إلاّ هي ما عاد يستحسنُ مداوتهَا فتخلّت عن إتمام لوحاتها واحتوتهَا أريكتهَا ليل نهار ، ترتشفُ عبراتهَا .

استنزفَ الخلاءُ روحها وأضنت كتلتهُ جثمانهَا ، كعادة منها قد أحدقت ساقيها لصدرها في قعدتها ، تغُوص تحت اللّحاف الأصفر وتدّعي متابعة ' همسات القلب '

تلطّخت المشاهد بالدفء ، صدحت الموسيقَى ووقعَت مراسمُ الحبّ العذريّ قبالتهَا .

جالست الصّمت في متابعتهَا ، فتنعكس الصّورُ بعينيها المحمرّتين المتعبتَين ، ينثالُ رمشها ويصيبُ بلل أهدابها انتفاخَ جفنيهَا ، إشاعةً بفرط استدماعها .

انشغل الرّيح بطرقِ زجاج الطّاق ، فتبشّ في خضم الكآبةِ وجعلت تتذكّرُ مارد الأحلام لمّا يضرب فطنتها ببرطمانِه. 

تعالت قهقهاتها ، وفي هواءٍ ما أضحت رنين بكاءٍ يبلغ السّقف وينطّ. طمرت عينيها بكفّيها ، واستعبرَت مزيدًا .

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن