11 - و الخرائط تؤدي إليه

1.3K 147 237
                                    

" جونغ كوك ! "

كدّس يونغي كثافة حاجِبيه يرمقها مُستفسرا الاسم الغرِيب ، حتّى فلورا نالت نصيبَها من الإستِغراب ثمّ جعل اسمه يجوب خلدَها حتى تفطّنت لهويّة صاحبه.

" أليس مدير دار بايمي ؟ " رغم تيقّنها الجواب مُسبقا سألت بغية إختبار صدقِ إبنتها .

شهقةٌ فرّت بغتةً عقبها إلتفات ريميدي جاحظة الأعين ، قد شهدت جنون فلورا لكنّ آخر ما طرأ ببالها إحتماليّة تفحّصها لموقع دار النّشر كي تحصل على معلومات لأصحابها و المُوظّفين ، تجزم أنها حفظت رقم الهاتف و البريد الإلكتروني بالفعل ، يا لها من مُعضلة ! لو إكتشفت كذبَته ستكون هي الضّحية الوحيدة.

" بحثت عنه ؟ " صاحَت مُنفعلة فقاموسها يخلو من مناقشةٍ هادئة .

" لما لا أفعل ؟ عليّ الإطمئنان من ناحية محيط عملك ، تعلمين لو لم يكن بذات البناية و بدى رجلا محترما لما سمحت لك بالإنضمام إليهم ، كما أنني قرأت أن سمعتهم حسنة " وضّحت وجهة نظرِها متفاخرةً بما أقدمت عليه و لو كان التّحديق يقتُل لأردتها ريميدي ميتةً .

" رأيكِ لا يهمّ فلورا "

ضرب يونغِي جبينه بخفّة يستمعُ مجبرًا لشجارهم الأبديّ طُول الطّريق نحو المطعَم.

-

حالمَا وصلوا البَيت هرولت ريميدي للطّابقِ الثّاني ، مثلمَا خمّنت غُرفتها السّابقة أضحت خلاء حتّى ستارُ النّافذة تمّ نزعه ، عدى فرشاةٌ يتيمةٌ وُجدت ملقاةً بالرّكن .

" الظّاهرُ أنّ أغراضي القليلة المتبقّية كانت عبئا عليهَا "

جعلت تُفكّر ما أسوء مشقّة قد تطرأ لو أبقت فلورا الغرفة مثلما تركتها ، جلّ ما تُقدم عليه يُضاعفُ حنق ريميدي تجاهها . لم يُشبع إنتهاك مكانة الأمّ بلا إستحقاق أنانيّتها قط .

إلتقطت هاتِفها فتُباشر ترتِيب أحرفٍ تنهي بها جونغ كوك الذهابَ لشقّتها ، توقّفت بغتةً ثمّ حذفت ما كتبت لتعيد الهاتف باطنَ جيبها تبدي إنعدام إهتمامها.

ركلت الباب لحظةَ خروجها ، تُفرغ قليلا من قهرها الجليّ ، تعاجزت حتى عن طمسه ، حينها قابلها بابُ غرفة المسماة أمها. إقتحمَت حُجرتها تنير الأضوَاء فتتوضّح الرُّؤية ، لازالت تحتفظُ بصورة حبيبها السّابق على المنضدة جنبَ السّرير .

" لو كنتُ مكانه لخنتك أيضا ، تستحقّين أكثر من ذلك " تمتمت قبيل تثاؤُبها .

ما خُلقت لبغضها ، غير أنّ تصرّفاتها عاونت بإشعال عُود تحمّلها لئن إشتعلَ فأضرمت النيران جوفَها تساهم بتمرّدها .

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن