23 - الساقي أهمل الزهرة

1.1K 119 271
                                    

إذا صادَفتكم كلمة غير مفهومة أو تعبير مبهم لا تترددوا بالسؤال .

-

طال مشوارُها فتكتشفُ الشّوارعَ و تُبصرها مقفرة رغم الإكتظاظ . حرصَ جونغ كوك خلق مسافة بينهما لمّا تبعها ، يسيرُ خلفَها متباطئًا . انعكست خلقتهُ بمرآة سيّارةٍ قريبة ففضَحت تصرّفه ، تفاقمَ عبوسُ ريميدي و استكملت مشيهَا تسايرُه . دلفَت مقهَى صادفَها ، توغّلت تنتظرُ لحاقهُ بها و ما خيّب الظّن ، احتلت طاولةً بالزاوية تنيخ رأسها سطحَها ليقعد حِيالها.

" لا أفهمكَ جونغ كوك " حاكت كلماتُها نغمةً خامدة بالكادِ قبضَها. تذيع تشوّشها ناحية تصرفاته قد أوضحَ صراعه و نفسَه ، تأرجُحه جسرًا فصَل الخصام و التصالح ، انتصفَه مثقلاً حيرة أيّ سبيل يقصده .

" حتّى أنا لا أفهمكِ " تمتم بعدَ سكوتٍ ما كاد يدوم دقيقة.

خيّم ضوء أحمرٌ المكان ، موسيقَى مارون فايف أعلنت طغيانهَا كأنّما أغنية payphone تجرّها لتبهرَ الأنام بغرابة رقصها العشوائي.

جعلت تُحرّك يدها على الإيقاع فيصطَاد نيّتها ، صفعَت الطاولةَ لما انتفَضت و هتفت " تزوّجني آدم لوفين ! "

احتشدَت بقعةٌ خلاءٌ بمن تخيّروا الرّقص ، شيّدت طريقها نحوهم تهز كتفيها موصدةً عينيها .

لحظتئذٍ نهض جونغ كوك يستهدف طاولةً أخرى و يزوّر حقيقةَ أنهما سويا ، ثمّ حجب الرؤية بكفّيه لمّا اختلطت بهم .

" يا إلهي ! "

فرق أناملهِ يسترق النّظر لمن خلقُوا دائرةً و ركعوا سويّا يسيّجون من نهبت الإنتباه ، تفاقمت تصفيقاتُهم تشجّعها الإستمرار وسط الدّائرة .

كانت حُرة ، ترقص كأنما الأعين حولها تلاشَت و سيرورة الأيّام اضمحلّت فما كان للغد وجودٌ بفهيمهَا و ماتت الأحرف بشفتيها قد قاضتها ببسمةٍ زادت إتّساعا و أبت التّلاشي حتى تزاحمَت و تبصُّره فيعفي يديهِ مهمة حجبها عنه ، سين بسمتها سرورٌ رفرف جرّاءه لبه و لبث باطنه يُنعشه .

سبقهَا بالخروج لما ختمت عرضَها ، فإذ برذاذٍ يبلّل قمّته . ترقب دنوّها بنصف إلتفاتةٍ و أعلمها حينَ تيبّست أمام الباب .

" لديك خيارين ، إما أن تبقي هنا و تنتظري حتى ينهشك الملل أو نركُض الآن قبل إشتداد المطر "

مطّ يدهُ تجاهها ، تبصّرته مليّا قبل لبسها القلنسوة و تلبية طلبه ، ملأت فراغ أنامِله ليعودا معًا صامتان ، يسترق كلّ منهما النظر للآخر بين الفينة و الأخرى ثمّ تستر كلُ بمستقرّه آهلَ البال .

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن