احدودب بدن جونغ كوك في محاولته ليجلس القرفصاء ، مُتعاميًا عن استفحالِ نظراتها ، أمالت رأسها يمنةً حينَ أبصرَته يُنادي بيدِه هرّة كحليّة الفرو.
" مرحبَا يا صغيرة ! هل أنتِ تائهة ؟ " راح يدلّك جسمهَا ، يُبدل نبرتهُ حسًّا طفُوليًّا كأنّما يُخاطب رضيعًا. اغتنمت انشِغاله لتتأمّل علامتهُ الموروثَة ، حتى كادت حدقتيها تقتحم عنقه.
" أينَ تعيشين ؟ " شافها حسا خافتا ،سال فيض تساؤلاتِه كأنها تُتقنُ لغته . إنّه يتدثّر الإيمان أن القطط تُجيد فهمنا لكنّها لا تهتمّ لتستجيب ولو بمواء . أخذهَا لحجرهِ عاجلاً.
خزرها بطرفِ عينه لمّا ضجّ رنين هاتفها ينبؤهَا رغبة يونغي محاورتهَا ، حملقت مليًّا في اسم المُتّصل و دحرجت عينيها ، دسّت الهَاتف في جيب سروالِها متجاهلة إياه.
" ألن تردي ؟ " سأل من غير أن يُبصرها ، جلّ إهتمامه على الهرة في أحضَانه .
" لستُ في مزاج جيد " وضّحت له سبب تجاهلها ، و كان ردّا قصدته به أيضا كي لا يستمرٍ في العبث معها . كلمة هدّدت بها كلا الطّرفَين .
" مزاجك دوما معكّر " هزّ كتفيه ، لا جديد في ما تفوّهت به ، تركت الأمر يمرّ على خيرٍ و لم تنبس ببنت شفة.
لاحظ سُكوتها الغير مبرّر ففتح بذاته مُحادثة أخرى تُبيد غرابة الصمت الطَّاغي.
" سكّينك ، مِن أين إشتريته؟ " قفزت الهرّة لتذهب في سبيلها فنفض يديه و ملابسه مبعدا بعضا من شعرها المُتبقّي . إستقام ليواجِه ريميدي . كانت قد أخرجت السكين مُسبقا ، بسَطتهُ على كفّها تدقّق النّظر به . هزّت كتفيها ، كإجابة مُختصرة فهي لا تدري من أين أتاها. " لطالما كَان معي " ، جمجمت بصوتٍ منخفض .
تناولَه من يدها ليحظى بِحقّه من تأمُّله . " يبدو عتيقا ، تفاصيلُه الخارجية دقيقة و جميلة أيضا ... خُرافيّ الصّنع ، لكن ألاَ تنقصه قِطعة ؟ "، بدى و كأنَّه يدرسه ليعرف أكثر فخطفته بغتَة ، بعدما كان يرمقه بنظرات إستغراب و تدقيق ، عقدة جبينه تُظهر جهده في مُحاولَة معرفة مكان صنعِه .
" واه جونغ كوك " طرقت جُمجمته لتُلحق " يُمكنك التفكير ! " ، دحرجت حدقتيها حولها لتُعيد النظر إليه . " لديّ سؤَال " هتفت بصوت مرتفع ، ما كاد يأذن لها حتّى أضافت " إذا كنتَ تهتمّ لصحّتك ، لما تدخن ؟ "
أمال رأسه ، مدّ شفتيه يدّعي التفكير " لست مُدمنا ، أدخّن أحيانًا لأطرد القلق "
أعادت السّكين لجيبِها ، ما كَاد يُكمل حتى كانت قد سارت مُبتعدة عنه ، تتجه نحو وجهة غير محدّدة .حرّك رأسه نافيا كردة فعلٍ على تصرفها ، أرادَت تشتيت إنتبَاهه لا أكثر . تابع ركضه.
أنت تقرأ
ريميدي : مدينة البوم
Random- مكتملة - - أتعرفون حكاية مَدينة البوم ؟ الناس الذين لا ينامون والمُتسوّل ؟ هناك نسخة واحدة من الكتاب في العالم ، والنهاية ... قيد الكتابة ، الكاتب ؟ مات منذ زمن . جون جونغ كوك ريميدي