28 - على بُعد أغنية وندفة

1.1K 105 268
                                    


مضَت وليست من يلتفِت ، وقد استرجع مجلسَه مع رفاقِه يستكملُ سهرتهُم ، بدل الجدال مع محبّة العزلة .

" هل أنتما بخير ؟ " استفسرته ستيلا بعدما أذاعت طينتُه سوء مزاجه .

" أجل ، آسف لكنها لا تحب هذه الأجواء " لوّن محيَاه بسمةً مغشوشة كي لا يجتذب الشّك .

" ليست مجبرة على البقاء " أفصح جيمين عن رأيه ، فتصفعُ الفتاة مؤخرة رأسه .

" كف عن كونك وقحا "

تشاغلَ جونغ كوك  باستراقِ السّمع والثرثرَة ، حتى لا ينهمكَ بالتّفكير برحِيلها المُفاجئ.

رفضت ريميدي التبرير ، حتى ذاتها تبخل عليها توضيح أمورها أحيانا ، فتتبعُ المخطّط ، ثمّ يبتلعُها التفكير .

دلفت أحد المتاجر المزيّنة لاقتراب ليلة الميلاد ، بالغت بالنّظر للأغراض على الرّفوف والأيادي تنهبُ ما قدرت عليه فتسجنه علبةً ويُقدّم كهدية .

صفّرت في اعجابٍ عظيمٍ لمَا ترَى ، استولَى فطنتهَا و وجهتها سوارٌ يتدلّى من علبة خشبيّة ، يتيمُ بالرف بعدما تبنّت العائلات أصحابَه .

تغمّست بتبصُّر تفاصيلِه ، كان يحتوِي خلقة دبّ صغير ذكرها بفيلمٍ شاهدتهُ بصغرها . تفقدت سعره ثمّ انتزعت ما حملت من نقودٍ بجيبها ، تعدّها آملةً أن تكفيها لشرائِه. 

-

حبكت ترنيمةً وخطواتها لحُجرتها مسرورةً ، تمشي بهوادةٍ بينما تمسكَ ذاك الكيس الورقيّ بحرص ، جعلتهُ يفترشُ سريرَها وجالسَته .

" من الجيد أنّ لديهم اتصال بالانترنت " أخذت هاتفها لفورهَا ،
وعجلت بالبحث عن الفيلم في موقعها المفضّل .

تسربلتَ لهفةً وافرةً لمشاهدته وقد خطّطت لتحميله حينًا ، فيما تداعبُ بشرتها مياهًا دافئة لكن كثرة الإعلانات دفعتهَا التخلي عن تلك الفِكرة .

ألقتهُ على مقربة ، تسطَّحت دقائق ضيّعتها بمُشاورةِ ذاتها ما إن تستحمّ الآن أم تعاود الخروج ، فنال الاقتراح الثاني القُبول.

حرصت على تطهير وجهها حينًا ، واجهته بكم مياه ثمّ أقفلت الصنبور ، واستولى التحديق بانعِكاسها على نباهتهَا. 

حالتها تسُوء ، شيدت الاعترَاف وهدمت أية محاولة إنكار . طالعت خلقة الشبح ، ذوي محجريهَا ، انتفاخُ أسفلهما وزرقةٌ كونيّة ثوت بهما ، قضمت شفتيها المتيبّستين ، ثم أعلت ذراعيها تقارنهمَا بعصا. 

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن