-
" أنتِ تنتمين لعالمِي "
جحظت عينيهَا تُمعن التّفكير فيما نبس بِه لتوّه ، عادَ خطوة للوراء يفصل قُربهما المبالغ فيه فإغتنمت بُعده لتقعد تضمّ سيقانها لصدرها .
تشوّش ذهنُها جزءًا من الثّانية ، إختلطَ الألمُ بالصّداع و زاد كلامها مجرى أحداث يومِها تعقيدا.
تربّع بجانِبها يسترق النّظر لتعابيرِها الجامدة ثمّ يبصر الأحذية المُلقاة أرضًا ، لاحظ لتوّه الفوضى الطّاغية.
" أخبريني عنكِ ، أريد أن أعرفك ريميدي ... " همسَ يغلّف نبرته الصّدق.
" ماذا تريد أن تعرف ؟ " صوبت محجريها نحو محياه تطّلع على تغيّر تعابيره المفاجئ .
" كلّ شيء يعنيكِ " أسمى كفّه يدلك فروة رأسه تزامُنا مع سماعه ضحكتها السّاخرة .
" تستغلُّ هدوئي يا هذا ، لمجرد أنّني منهكة لا يعني أني سأحكي لك قصة حياتي و أفرغ مخزون الذّكريات كي أرتاح نفسِيّا ، أنا حقا لا أهتم لأي شيء "
حرصت على شرح وجهة نظرِها فيكفّ عن إبراز ما يُسميه قلقا و تُترجمه كتصرّفات صبيانية لا نفع منها .
" ريميدي ، لدي كل الحق في سؤالك ! أنتِ ظهرت بمكتبي بغتةً و هدّدتني بسكّين .. ذاك الفعل وحده كفيلُ بالعبث بعقلي "
إستقامَت تدحرج حدقتيها ، تلبس قناع اللامُبالاة ، تجاهُلها كان سندًا عاونه على النّهوض فيلحقُها يهدم مسافة بضع خطوات التي بنتهَا .
" ريميدي ! " وقفَ يواجهها ، يداه تشدّ مرفقيها ، صوتُه خافتٌ يجانس الضوء فالتيار الكهربائي يهدّد بالإنقطاع .
حرّرت زفيرًا يُبين ضيقها ، تنهّد مُستسلمًا يتركُها ، دفن يمناه باطن جيبه يُخرج بطاقة هويّتها .
" أوقعتِ هذه " مدّها إيّاها ، أمسكتها ترسل نظراتها المستغربة له من مستواها .
" إعتني بنفسكِ " تمتمَ يحطّ باطن كفّه على رأسِها ، ربّت مرّة فإثنتَان قبلَ أن تسحبه أقدامَه للبابِ مغادرًا . أرجع الأمانة و لا دافعَ يبقيه قُرب من تمقت قُرب النّاس .
-
تُدنّس بياض اللّوحة بلونٍ أسود ، ترشُ بقعًا حمراء و تمزج الإثنان بلا هدف غير إفراغ عقلها من أفكاره المتراكمة .
" هذا لا يُجدي "
لطّخت اللوحة فتنتفِض تُقبل نحو سريرها ، حرصت على نزع بطارية الهاتف قبل رميِه للجانب و ألقت جسمانها تحتضِن الوسائد .
أنت تقرأ
ريميدي : مدينة البوم
Random- مكتملة - - أتعرفون حكاية مَدينة البوم ؟ الناس الذين لا ينامون والمُتسوّل ؟ هناك نسخة واحدة من الكتاب في العالم ، والنهاية ... قيد الكتابة ، الكاتب ؟ مات منذ زمن . جون جونغ كوك ريميدي