7 - و يؤثّر المريض

1.5K 254 162
                                    





-

" أنتِ تنتمين لعالمِي "

جحظت عينيهَا تُمعن التّفكير فيما نبس بِه لتوّه ، عادَ خطوة للوراء يفصل قُربهما المبالغ فيه فإغتنمت بُعده لتقعد تضمّ سيقانها لصدرها .

تشوّش ذهنُها جزءًا من الثّانية ، إختلطَ الألمُ بالصّداع و زاد كلامها مجرى أحداث يومِها تعقيدا.

تربّع بجانِبها يسترق النّظر لتعابيرِها الجامدة ثمّ يبصر الأحذية المُلقاة أرضًا ، لاحظ لتوّه الفوضى الطّاغية.

" أخبريني عنكِ ، أريد أن أعرفك ريميدي ... " همسَ يغلّف نبرته الصّدق.

" ماذا تريد أن تعرف ؟ " صوبت محجريها نحو محياه تطّلع على تغيّر تعابيره المفاجئ .

" كلّ شيء يعنيكِ " أسمى كفّه يدلك فروة رأسه تزامُنا مع سماعه ضحكتها السّاخرة .

" تستغلُّ هدوئي يا هذا ، لمجرد أنّني منهكة لا يعني أني سأحكي لك قصة حياتي و أفرغ مخزون الذّكريات كي أرتاح نفسِيّا ، أنا حقا لا أهتم لأي شيء "

حرصت على شرح وجهة نظرِها فيكفّ عن إبراز ما يُسميه قلقا و تُترجمه كتصرّفات صبيانية لا نفع منها .

" ريميدي ، لدي كل الحق في سؤالك ! أنتِ ظهرت بمكتبي بغتةً و هدّدتني بسكّين .. ذاك الفعل وحده كفيلُ بالعبث بعقلي "

إستقامَت تدحرج حدقتيها ، تلبس قناع اللامُبالاة ، تجاهُلها كان سندًا عاونه على النّهوض فيلحقُها يهدم مسافة بضع خطوات التي بنتهَا .

" ريميدي ! " وقفَ يواجهها ، يداه تشدّ مرفقيها ، صوتُه خافتٌ يجانس الضوء فالتيار الكهربائي يهدّد بالإنقطاع .

حرّرت زفيرًا يُبين ضيقها ، تنهّد مُستسلمًا يتركُها ، دفن يمناه باطن جيبه يُخرج بطاقة هويّتها .

" أوقعتِ هذه " مدّها إيّاها ، أمسكتها ترسل نظراتها المستغربة له من مستواها .

" إعتني بنفسكِ " تمتمَ يحطّ باطن كفّه على رأسِها ، ربّت مرّة فإثنتَان قبلَ أن تسحبه أقدامَه للبابِ مغادرًا . أرجع الأمانة و لا دافعَ يبقيه قُرب من تمقت قُرب النّاس .

-

تُدنّس بياض اللّوحة بلونٍ أسود ، ترشُ بقعًا حمراء و تمزج الإثنان بلا هدف غير إفراغ عقلها من أفكاره المتراكمة .

" هذا لا يُجدي "

لطّخت اللوحة فتنتفِض تُقبل نحو سريرها ، حرصت على نزع بطارية الهاتف قبل رميِه للجانب و ألقت جسمانها تحتضِن الوسائد .

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن