هذي غيبة ❤-
تابعَت ركلهَا الهواء ، وقضمهَا شفتها ، تمثِّل السرحان بعدما اصطادَت حدقتيه المطالعَة إيّاها .
تمرّست ألحان صندُوق الموسيقى ملاحقة ظلّها ، لربّما اعتنقت التّرجي كي ترجع وتكتنفَها لكنّها خلّفت هديّته مطرحَ قضمةٍ منها ، روحٌ أو قليل من روح ، قعدت جوار الصّندوق تُنصِت ، تخيط التّسامح .
ثمّ اخترَق أيمنَ سياجها ، وتهوّر في سعيهِ جهتها ، يلملمُ كلماتٍ دلو ذريعة أنّه مارٌ وقد صادفت سبيلَه فتجذِّره مكانهُ ، كان دلوًا وقتذاك وانسكبَت آماله وأعذارهُ لمّا صاحت به ريميدي
" ماذا تعتقد ؟ أنّني سأغيّر رأيي بك لمجرد أنك كتبت رسالة ؟ إنها مجرد ورقة ، ليست دواءً يُنسيني ولا ضمادًا "
كان دلوًا ، مقفرًا وصدئًا ، قطعةٌ ذات أعينٍ قطفَت الاشمئزاز بمحياهَا ، فينكبُّ رأسه حينًا وتُطوى الصّفحَة كأنّما القارِئ التهِى بدُنياه فما عادَ الكتاب يعنِيه.
-
ليلٌ شقيّ ، قايضَ حسنهُ للأبيضِ المتوسّط فحلَّ مديدًا ، بركَ وموجهُ يعلِي الأفكَار وينحرهَا في هبوطهَا ، قناديلهُ تخيّرت سباتًا لمشقّة الرحلة فما غمزَ ضياءٌ ولا سنَا القمر صرّح بعيُوبه لغيهبِ أعماق المحيط.
وراءَ الطّاق ، كبدَ جدرانٍ خرساء ، تمدّدت ريميدي نافورةَ راحتها ، تعرّت من ملابس التّظاهُر و سبحَت بعبراتهَا ، تأرجَحت يمنة يسرةً ، للحنٍ خطَا بالها ، أو ريحٍ زعزعَت كلمات رسالته بيدِها ، فتطايرت بعضٌ واقتحمت عينيها ... تُرغمهَا الاستعبار.
كذلكَ أبحرَت أسطرَ أقوالِه ، قادتهَا أناملُ الكاتب لسالف وقتٍ كانا كسماءٍ وغيمهَا لا يُلمحان إلاّ سويّا ، يفيضانِ مطرا فجرًا وتخلقُ بشاشتهما قوس مطر دافئ.
ليلةً ما ، اقتفَى بصرُ البومة مزن الدّخان المحلّق ، فيما تحيقُ ضئل جسمانهَا أعلى الدّرج بالبنَاية .
" هذه سجارتك الثانية لليوم " انكبّ رأسها يمنةً للجدار ، بينما تطفو ملاحظتهَا .
" والأخيرة ، هل تعدّين ؟ " بشّ في استفساره ، وجعل يتسلّق مطرحَها كأنّما ذاك النأي لملم بغض الرّجل.
" تعرف أنّني مهووسَة " أكمحت بصيرتها بدنَه لما ارتكزَ حيالهَا ، وحجَب عنها الأضواء الباهتَة فتُمسِي هيئته بريقًا حدقتَيهَا .
" من واحد إلى عشرة ، كم ستكون نسبة غضبك إن دفعتك الآن وأوقعتُك ؟ " أرست قبضتهَا بكاحلهِ تجيدُ شدّه ، وتشرعُ بتهديدِ ثباته - مثلما ألفت - .
أنت تقرأ
ريميدي : مدينة البوم
Random- مكتملة - - أتعرفون حكاية مَدينة البوم ؟ الناس الذين لا ينامون والمُتسوّل ؟ هناك نسخة واحدة من الكتاب في العالم ، والنهاية ... قيد الكتابة ، الكاتب ؟ مات منذ زمن . جون جونغ كوك ريميدي