30 - اقتباسٌ عن السعادة

568 67 196
                                    

+ وش هي الحاجة المشتركة بيني و بين كوك ؟
only legends know .

-

لعلّ الإنسان يتصف بالغلط غالبًا ، ويسير صوب الخطيئة بقماش يعمي بصيرته وحينما يرى أخيرا ، يخنقه ذات القماش ذنبًا بما اجترم.

نال جونغ كوك شيئا من ثقة ريميدي ، حفظ مخاوفهَا وكدّس ما يضايقها بوعاء ثم ألقاه عليها بلحظة فاض بها تهوّره.

تكرّرت كلمات فلورا تنصب الخيم بفِكره ، فران الكرى على عينيه مأهول البال ليلتها ، وقصد بيتها حالما واتته الفطنة.

ترجّل من سيارته مماطلاً سيرورة الوقت ، اكتنز أنفاسه واتّجه للبابِ منكبّ الرأس . شرع بالطّرقِ فتطلّ هيئة فلورَا لفورهَا وتسحبه منشرحة الخِلقة .

" آمل أنّك لم تضع في الحي ، كلّ البيوت تتشابه هنا "

أفلتت تعليقًا زوقته قهقهَة فيما تجرّه وراءهَا للمطبخ ، فقد أفرطت في تحضير فطورٍ شهيّ ضجّت الأركان بطيب رائحته.

" كدت أقصد بيتا آخر لأكون صريحًا " شاهر خطأه في طنزٍ من نفسه ، هز رأسهُ قليلا ثم قابلها بقعدته .

" لابأس ، بما أنها مرّتك الأولى ، كان علي أن أدعوك من قبل لكن كما أخبرتك ذاك اليوم أنّني كنت أعيد ترتيب بعض الأشياء ، البيت كان في حالة فوضى "

فكّت عقدة ساعديها على الطاولة ، حلّقت بسبابتها للصحن المُغطّى تلامسُه وتساءلت

" هل لها علم أنّك هنا ؟ "

أشاعت مقصدهَا وعجّل بارتشافِه ، استرط ريقهُ حينًا وجعل يتنهّد قبيل تبديد ظنّها .

" لم أتجرأ على البوح بكلمة ، أنت أعلم منّي عن ردّة فعلها "

" بالطبع ، ستشعر بالخذلان على ما أعتقد ، كما تفتري دوما " اتهمتهَا بالاختلاق ، وفركت صدغها .

كان جونغ كوك يدفّق حدقتيه أرضًا ، ويستفسرُ باطنه ... ماذا أفعل هنا ؟

في الأيام الغابرة ، غالبًا أوقات الظهر ، أو قعدته مع القمر ، ألفَ استذكار خلقة ريميدي الساكنَة وتحليل تصرّفاتها فيخترقُ الكاتب ستار العُمق بتلخيصٍ بين يديه.

ريميدي حسّاسةٌ تبرع في نسج قناع البرود ، لكن أسوارَها تنبعجُ تحت وطأة احتدام الشّعور .

ثمّ ينقلُها قطار التّهدم ، يتركها محطّة الانكار فتتقنُ تخليد درعِها وتعشو على أقدامها لكوخ التّظاهُر ، واللامبَالاة فتلتهمُ به صلابةً تنحتُ سدّا يحولُ بين المُذنِب ورضاهَا .

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن